صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من تنامي الغضب عالميا ضد الحرب على غزة

"عريضة انتقدت حكومة بلجيكا والدول الأوروبية المجاورة الذين لا يدينون إسرائيل" أثارت قلقا شديدا لدى الاحتلال- تويتر

سلط كاتب "إسرائيلي" الضوء على قلق الاحتلال من توقيع عشرات المحاضرين في "غينت"، إحدى أكبر الجامعات في بلجيكا، عريضة ضد الحرب في غزة، والاستيطان في الضفة الغربية.

 

ودفعت العريضة سفارة الاحتلال إلى اعتبار ذلك تحريضا على العنف، وأنه "ينفي حق إسرائيل في الوجود"، بحسب الكاتب "إيتمار آيخنر".

 

وقال "آيخنر" في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، إن "العريضة انتقدت حكومة بلجيكا والدول الأوروبية المجاورة التي لا تدين إسرائيل، وأدان المحاضرون من قسم دراسات الصراع، عدم اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، رغم أنها تنتهك القانون الدولي بشكل صارخ، ما دفعهم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار الاستيطاني القائم على التطهير العرقي ومصادرة الأراضي والفصل العنصري". 


وأشار إلى أن "هؤلاء المحاضرين رفضوا التغطية الإعلامية في بلجيكا للحرب على غزة، لأنها تعرض الصراع على أنه مواجهة بين قوتين متساويتين، وهذا جهل بطبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا يمكن أن يظلوا غير مبالين بقمع الشعب الفلسطيني، بل إنهم دعموا دعوات المقاطعة ضد إسرائيل". 


السفير الإسرائيلي في بلجيكا إيمانويل نحشون رد على العريضة، زاعما أن "هذه العرائض في بعض الجامعات تزرع الكراهية، وتحرض على العنف، وتقدم رواية غير دقيقة، بل تنكر حق إسرائيل في الوجود، مع العلم أن جامعة غينت من أكبر وأهم الجامعات في بلجيكا، تضم 44 ألف طالب، ويعمل فيها 9 آلاف موظف".

 

وفي السياق ذاته، "ألقى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس خطابًا مؤيدًا للفلسطينيين في الجلسة العامة الوطنية، وأعرب عن قلقه بشأن مصير السكان المدنيين في غزة الذين عانوا منذ 15 عاما من الحصار، حتى إنه في بعض المدن الإسرائيلية، وصلت التوترات بين العرب واليهود إلى مستوى غير مسبوق من العنف، وفي الضفة الغربية والقدس، تتزايد الاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية".

 

ورد مائير حبيب عضو البرلمان الفرنسي، ذو الأصول اليهودية، على ذلك قائلا إننا أمام "ثلاثة خطابات ضد إسرائيل، ولا كلمة واحدة عن القتلى والجرحى الإسرائيليين، وملايين اليهود الذين يعيشون في حياة الإنذارات والتفجيرات، فيما تكتفي هذه الخطابات بلوم إسرائيل".


وختم بالقول إنه "عندما وقعت هجمات في فرنسا، أدانتها إسرائيل، ووقفت بجانبها في مواجهة الإرهاب، وتم طلاء القدس ونتانيا وتل أبيب باللونين الأزرق والأحمر والأبيض كدليل على التضامن مع فرنسا، مع أن فرنسا وإسرائيل تواجهان نفس التهديد ونفس العدو المشترك، وهو الإسلام الراديكالي".

 

ضجة في "وادي السيليكون"


تقرير إسرائيلي آخر أشار إلى أن "الحرب على غزة أثارت ضجة أيضًا في وادي السيليكون، حيث وقع 250 يهوديًا معارضين للصهيونية خطابًا يدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالضرر الذي لحق بالفلسطينيين، وإلغاء العقود الموقعة مع إسرائيل، لأن معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية".


وأضاف التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه "فيما تتواصل الحرب على غزة، تدور في نفس الوقت حرب على الرأي العام العالمي داخل شركة غوغل، حيث دعت مجموعة من العمال اليهود الشركة لزيادة دعمها للفلسطينيين، ودعت الرسالة التي وقعها موقع The Verge التكنولوجي المكون من 250 صفحة، الرئيس التنفيذي لشركة Google Sonder Peachi والإدارة العليا لإصدار بيان رسمي "يعترف بالعنف في فلسطين وإسرائيل، ويتضمن اعترافًا مباشرًا بالضرر الذي يلحق بالفلسطينيين". 


وأوضحت أنه "ما ينبغي تجاهل الهجمات المميتة التي يواجهها الفلسطينيون، وطالب موظفو الشركة بإعادة فحص جميع العقود التجارية لشركة Alphabet (الشركة الأم لشركة Google)، والمساهمات التي أبرمت من قبلها، وإلغاء العقود مع المؤسسات التي تدعم انتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين، مثل الجيش الإسرائيلي". 


وأشارت إلى أن "الرسالة تأتي من مجموعة الشتات اليهودي في التكنولوجيا، التي تأسست في 2020 ردًا على مزاعم بأن أعضاء مجموعة Jewglers المجموعة الرسمية لليهود في Google، يشغلون مناصب مؤيدة للصهيونية، ولم يكونوا مرتاحين للتعبير عن ذلك، وقد أعلن العمال أنهم نشروا الرسالة لأن المجموعة الثانية لم تنشر بيانا يدين العنف ضد الفلسطينيين، بل إن أعضاءها روجوا لجمع التبرعات لدعم إسرائيل". 


وأكدت العريضة أن "قمع المواقف المعادية للصهيونية داخل Google خطر على العالم، وانتهاك حرية التعبير في شركة تشغل أكبر محرك بحث في العالم، وطالبت العريضة برفض إدارة الشركة أي تعريف لمعاداة السامية يكون بموجبه انتقاد إسرائيل أو الصهيونية معاداة للسامية من أجل حماية حرية التعبير، وأكدت الرسالة أن الموقعين هم تحالف من اليهود في غوغل القلقين بشأن الحوار الداخلي بشأن العنف في إسرائيل وفلسطين".


وأشار الموقعون إلى أنهم "كيهود يعارضون ارتباط إسرائيل التلقائي بالشعب اليهودي، لأن معاداة الصهيونية ليست معادية للسامية، رغم أن العديد من الإجراءات الإسرائيلية تنتهك مبادئ حقوق الإنسان للأمم المتحدة التي تلتزم بها Google"، ويُطلب من الشركة "إعادة تأكيد التزام Google بحقوق الإنسان، وقد تأثر الفلسطينيون بشدة بالجيش الاستعماري الإسرائيلي الذي يمارس العنف في المنطقة".


وطالب "الموظفون إدارة الشركة بالاستماع لطلبات موظفي Google الفلسطينيين، ممن تضرروا بشدة من العنف العسكري الاستعماري في المنطقة، لتمويل منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، والتأكد أن أي دعم للجهود الإسرائيلية يقابله دعم للجهود الفلسطينية". 

 

اقرأ أيضا: أعمال المقاومة مستمرة بانتفاضة ثالثة.. وصمود بغزة (تغطية)
 
"صيت لحماس في الداخل والخارج"

قال خبير عسكري لدى الاحتلال إن "الحكومة الإسرائيلية مطالبة بأن تنهي الحرب على غزة، ويمكن أن يتم ذلك على عدة مراحل، وأهمها الخروج من دائرة غزة التي لا تنتهي، رغم أن الأهداف الاستراتيجية للحملة العسكرية لم تتحقق بعد".


وأضاف رون بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "الحرب رغم ضراوتها لم تنجح بإقامة ردع ثابت وطويل الأمد لجميع المنظمات الفلسطينية، ولا يزال هناك ما يمنع تحشيدا عسكريا لمواجهة حماس، التي باتت قيادتها قريبة من تزعم المنظومات السياسية والوطنية والدينية للشعب الفلسطيني أينما كان، بما في ذلك فلسطينيو الـ48".


وأوضح أن "التجربة التفاوضية السابقة في ختام الحروب الأخيرة مع غزة منحت حماس فرصة لتحقيق إنجازاتها، ما يتطلب هذه المرة من إسرائيل أن يكون وقف إطلاق النار متدرجا ومنفردا قدر الإمكان، بحيث يتم الإعلان من جانب واحد، ويبلغ الجيش الإسرائيلي الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأوروبيين والدول العربية الصديقة بأنه يتوقف عن مهاجمة غزة، وإرفاق جدول زمني خاص بوقف إطلاق النار، وفي حال واصلت حماس إطلاق النار فإن الجيش سيرد بقوة".


وأشار إلى أنه "من الأهمية بمكان عدم السماح لحماس بفرض شروطها على إسرائيل قبل وقف إطلاق الصواريخ، خاصة تلك المتعلقة بنشاطات إسرائيل في القدس والضفة الغربية وفلسطينيي الـ48، لأننا يجب أن نتذكر أن الإنجاز الرئيسي لحماس في المواجهة الحالية هو قدرتها على تسخير الفلسطينيين في مسيرتها نحو القدس والضفة الغربية والشتات، وستحاول حماس تعظيم هذا الإنجاز من خلال وضع شروطها لوقف إطلاق النار".


ودعا إلى "ضرورة عدم السماح لحماس بإطلاق الطلقة الأخيرة، وفي الوقت ذاته الإعلان أنه من أجل استئناف النشاط الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة، يجب على حماس الامتناع عن أي نشاط عسكري، فيما يواصل الجيش إحباط أي محاولة من الحركة لإعادة تأهيل الأنفاق وتطوير وإنتاج وإطلاق صواريخ أو معدات قتالية أخرى".


وأشار إلى أنه "في الوقت نفسه ستبلغ إسرائيل السلطة الفلسطينية بأنها مستعدة للدخول في مفاوضات معها هدفها التوصل إلى اتفاقات سياسية مؤقت، وتهدف هذه الخطوة لمنع حماس من ترسيخ إنجازاتها منذ بداية الأحداث التي أدت إلى الحملة الحالية في غزة، وأن تصبح زعيمة للشعب الفلسطيني".


وأوضح أن "إسرائيل مطالبة بعد وقف إطلاق النار في غزة بأن تزيد من أدوار الأردن ومصر لتنظيم وتشكيل الوضع الراهن في القدس والحرم الشريف، بطريقة لن تسمح للعناصر الإسلامية الدينية، مثل الفصيل الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل، والإسلاميين الفلسطينيين في غزة وتركيا ودول عربية أخرى لاستغلال الحرم القدسي، وتتسبب مراراً وتكراراً بنشوب أزمات عنيفة على أسس دينية وقومية مع إسرائيل". 


وختم بالقول إنه "من أجل تنفيذ خطة تخرجنا من دائرة الجولات العسكرية التي لا تنتهي في غزة، فإن هناك حاجة إلى حكومة فاعلة وعملية في إسرائيل لا تأسرها الأفكار السياسية والأيديولوجية من اليمين واليسار، حكومة مهتمة بتحقيق حل رادع ومستقر لمشكلة غزة يكون نموذجا وبنية تحتية لتنظيم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

دعوات لتعزيز الفصل العنصري

قال مسؤول أمني بارز في الاحتلال إن "الكراهية السائدة بين العرب واليهود داخل إسرائيل، رغم أنهم جيران، تغذيها حرائق قومية دينية من شأنها أن تزيد من اندلاع حرب أهلية، ويبقى أحد الحلول، صعب التنفيذ، لكن ربما لا مفر منه، وهو دولتان قوميتان مع قيود أمنية، أحدهما للعرب الفلسطينيين، والثاني لليهود".


وأضاف ميشكا بن دافيد، أحد قادة جهاز الموساد، بمقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أنه "على خلفية الاشتباكات في القدس، والقتال ضد حماس في غزة، ظهرت الأزمة العربية اليهودية في إسرائيل، وتجلت كراهيتهما لبعضهما، لأن العرب يرون أنفسهم شعبًا محتلًا ومحرومًا، بل يطلب منهم قبول إسرائيل كدولة يهودية، ولذلك ما زال إحساسهم بالغربة شعور وطني، بجانب مشاعر التمييز المدني أو الاقتصادي".


وأوضح أن "مظاهر الكراهية بين الجيران العرب واليهود تغذيها دوافع وطنية ودينية، بدليل حرق الكنس ورفع الأعلام الفلسطينية، فيما يريد اليمين اليهودي الديني رؤية عرب إسرائيل وأراضيهم ليس فقط تحت الحكم اليهودي، ولكن أيضًا بدون حقوق مدنية متساوية، وهو حل لا يقبله أي كيان ديمقراطي، ما يتطلب أن يكون الحل الممكن، وإن كان صعبًا، هو الفصل الوطني والمدني للفلسطينيين".


وقال: "أمام الموقف الديني اليهودي يظهر اليسار الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى لتفكيك إسرائيل من طابعها القومي اليهودي، وتفكيك المؤسسات الصهيونية، وتحويلها إلى دولة لجميع مواطنيها؛ وحل لن يقبله أي حزب صهيوني، وسيفهم منه نهاية الوجود اليهودي في إسرائيل، لكن الخلاصة أن الوجود بسلام بين اليهود والعرب في إسرائيل وهم سوف ينفجر بداخلنا".


وسرد الكاتب "أسبابا لاندلاع العديد من الاشتباكات بين العرب واليهود في إسرائيل، سواء بسبب أحداث خارجية في الأراضي الفلسطينية، أو مواجهة مع حماس، أو أحداث دينية مثل الأقصى والقدس، أو عوامل داخلية مثل يوم الأرض أو ذكرى النكبة، والحل في مثل هذه الحالة إقامة دولتين لكلا الشعبين، بحيث تسيطر الدولة الفلسطينية على معظم السكان العرب في الضفة الغربية، ونقل الأحياء العربية في القدس إليها".


وأوضح أن "الدولة اليهودية ستضم المستوطنين في الضفة الغربية والأحياء اليهودية في القدس، وفي حال رفض الفلسطينيون مثل هذا الحل، فسيتعين على إسرائيل في هذه الحالة الانفصال والانسحاب أحادي الجانب بترتيبات أمنية، وهو حل يوقفنا عن السيطرة على شعب أجنبي، ما يضر بنا، رغم أن آلاف البنادق بحوزة قوات الأمن الفلسطينية ستوجه ضدنا في نهاية المطاف، في حال فازت حماس برئاسة السلطة الفلسطينية".


وأكد أنه "من الصواب تنظيم الحدود بين الدولتين، بحيث تكون التجمعات اليهودية القريبة من الخط الأخضر من الشرق، من غوش عتصيون إلى ألفي منشيه وشمالاً، والمدن ذات الصلة الجغرافية بإسرائيل مثل معاليه أدوميم ستشكل جزءًا منها، أما الجنوب من قلنسوة والطيرة والطيبة إلى كفر قاسم، المتاخمة للخط الأخضر إلى الغرب، فسيتم تضمينها في الأراضي الفلسطينية، وفي كلتا الحالتين هناك عدة مئات الآلاف من السكان".

 

ورأى أن "هذا الحل يعني توطين الأراضي التي حُسمت منها في فلسطين، وسيزداد التجانس الديموغرافي بينهما، على أن يتم إعادة تعريف الخط الحدودي، رغم أن هذه الخطوة ستواجه رفضًا فلسطينيًا، وفي هذه الحالة، سيكون سكان المثلث أحد الكانتونات العربية في إسرائيل، رغم أن التخطيط الجغرافي الديموغرافي القائم يسمح بإنشاء العديد من المناطق العربية في إسرائيل، ويمنحها مكانة كانتون مستقل ثقافيًا وإداريًا". 


وأضاف أنه "يمكن لسكان كل كانتون أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الجنسية الفلسطينية، أو الإقامة الدائمة في إسرائيل، والحصول على جنسيتها، شرط أن يعلنوا التزامهم بإسرائيل كدولة للأمة اليهودية، وبهذه الطريقة سيتم ضمان الأغلبية اليهودية، لأن عدد مناطقهم سيكون 4-5 أضعاف عدد المناطق العربية، فيما ستحصل التجمعات اليهودية المعزولة مثل بيت إيل أو كريات أربع على وضع "الجيب الإسرائيلي".

 

خبراء يعددون "إنجازات حماس"

 

سلط خبراء إسرائيليون الضوء على العديد من الإنجازات التي حققتها حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية في تصدريها للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والذي دخل يومه الحادي عشر. 

وأكد الخبير العسكري يوآف ليمور في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن لدى حماس "إنجازات لا بأس بها في الساحة السياسية، على رأسها أخذ الصدارة في الشارع الفلسطيني، وإعادة القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال في إسرائيل، إضافة إلى إشعال المدن المختلطة في إسرائيل"، منوها أن "الواقع المستقبلي في الجنوب" سيتقرر بعد هذه الحملة. 

أما الجنرال الإسرائيلي البارز عاموس جلعاد، أكد في مقال بـ"يديعوت أحرنوت"، أن "حماس ستواصل عمل كل ما تستطيع كي تحقق رؤيتها بكل عناصرها، على أساس صورة نجاحها قبل المواجهة الحالية وخلالها". 

ورأى أن "الفرضية التي تقول، أنه يمكن احتواء حماس وخصيها، لم تعد سارية المفعول"، معتبرا أنه "من الحيوي ألا يؤدي الفهم، أن حماس حققت إنجازات، إلى صورة ضعف في نظر إيران وحزب الله". 

ومن بين الإنجازات التي حققت بوضع القضية الفلسطينية ضمن الاهتمامات العالمية، أن مسار تطبيع الاحتلال مع الدول العربية "سيبتعد، لأن العديد من أنظمة الدول العربية سيخاف على استقراره، إذا ما عادت المسألة الفلسطينية لمركز جدول الأعمال الإقليمي". 

المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت" يوسي يهوشع، أكد أن من أهم إنجازات حماس في هذه المعكرة هو "ضم العرب في الداخل إلى تلك المعركة، إضافة إلى الفلسطينيين في الضفة ولبنان". 

ونوهت "يديعوت" في افتتاحيتها اليوم التي أعدها يهوشع، أن جيش الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية "لم تنجح حتى الآن في الوصول إلى قادة حماس؛ محمد الضيف، يحيى السنوار ومروان عيسى" 

وأشارت إلى أن خوض حماس تلك المعركة مع الاحتلال، أدى إلى "تراص لعموم الساحات امام اسرائيل؛ حزب الله الذي يسخن الحدود، التصعيد في الضفة وتحريك انتفاضة العرب في الداخل"، مضيفة: "من ناحية حماس، فإن تجنيد حزب الله هو انجاز آخر". 

أما الخبير العسكري عاموس هرئيل، أوضح في مقال بـ"هآرتس" نشر اليوم، أنه إلى حين أن يتضح رد رئيس الحكومة نتنياهو على الرئيس الأمريكي جو بايدن بشان وقف إطلاق النار، "ستحاول حماس مراكمة انجازات أخرى، وارتفاع عدد الرشقات من الشمال، يشير لقدرتها على إزعاج اسرائيل في ساحات أخرى، إضافة إلى المواجهات التي اندلعت داخل الخط الاخضر وفي القدس وزيادة محاولة تنفيذ عمليات في الضفة الغربية". 

 

أما "سلاي مريدور" رئيس الوكالة اليهودية وسفير اسرائيل في واشنطن سابقا، فكتب بمقال نشرته يديعوت: "في المعركة الحالية مع حماس، إسرائيل في تخلف كبير. لحماس أربعة إنجازات هائلة. إنجازها الأهم هو العنف الذي نشب داخل المجتمع الإسرائيلي بين العرب واليهود. فجأة، دون قصد، يمكن لحماس أن تعرض نفسها كعامل يربط جزءا من عرب الـ 48 بالمعركة ضد إسرائيل، لأول مرة منذ قيام الدولة". 

وأضاف: "الإنجاز الثاني الذي كان استغلالا للفرصة، ان لم يكن اهمالا، هو وضع حماس في مكان حامي القدس والحرم في نظر كل عربي ومسلم في العالم". 

أما الإنجاز الثالث "فكان وقوف حماس، على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، كالعامل السائد في الساحة الفلسطينية"، بحسبه. 

وتابع: "الإنجاز الرابع هو كشف ضعف منظومة الدفاع ضد الصواريخ في إسرائيل، أمام رشقات صواريخ عديدة تطلق في زمن قصير إلى النقاط ذاتها". 

 

وأمام هذا المشهد، يتفاقم تعقيد وضع الاحتلال مع إطلاق الصواريخ على شمال الأراضي المحتلة، ما يضع "إسرائيل أمام معضلة وهي كيف يجب علينا عدم الانجرار إلى مواجهة مع حزب الله"، بحسب تقرير نشرته "هآرتس".

 

والتصريح حول عدم استبعاد الانجرار إلى عملية برية لم يتم توجيهه فقط إلى حماس، بل يعني كذلك تحويل المسؤولية من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى هيئة الأركان، في إطار مساعي الأول الهروب من دفع ثمن الهزيمة.