صحافة دولية

NYT: اختلاط الموقف بعد مشاركة حزب عربي بحكومة "إسرائيل"

ذهب نتنياهو لكن مصير الحكومة المرتقبة بقي هشا وفي مهب الريح لعدم التجانس- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لروجر كوهين، ترجمته "عربي21"، قال فيه إن الفلسطينيين في "إسرائيل" تنفسوا الصعداء لكنهم لا يشعرون بالفرح من الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، والتي ستنهي فترة حكم طويلة لبنيامين نتنياهو.

 

وقال إن مشاركة قائمة عربية في الحكومة الجديدة، أدى لنوع من السخط والارتياح في نفس الوقت. السخط لأن نفتالي بينيت سيصبح رئيسا للوزراء حتى عام 2023 حالة موافقة الكنيست على الائتلاف المكون من 8 أحزاب، فهو زعيم يميني متطرف متحالف مع الأحزاب القومية الدينية ويعارض دولة فلسطينية. 


أما الارتياح فهو لأن نتنياهو الذي اقترب من العرب داخل إسرائيل في الانتخابات الأخيرة، ظل يستخدمهم كوسيلة لتغذية الدعم له وسط قاعدة أنصاره، ووصف مشاركتهم في انتخابات 2015 بالجماعات مما أدى إلى زيادة الإنقسام، وقام بالإعلان عن قانون الدولة اليهودية الذي أكد أنها دولة لليهود وليس لكل مواطنيها.

 

وكل هذه الإستفزازات وتمرير قانون الدولة القومية 2018 والذي جعل تقرير المصير حكرا على اليهود أدت لزيادة الغضب والمواجهات العنيفة التي اندلعت في عدد من المدن بين العرب واليهود الشهر الماضي. 


ولكن مشاركة حزب عربي يعرف بالعبرية بـ "راعم" في الحكومة الجديدة أدى إلى الإعتراف بأن تهميش العرب لن يجلب إلا الشلل السياسي. 


وتؤكد مشاركة منصور عباس أن بعض الفلسطينيين الذين يشكلون نسبة 20% من سكان إسرائيل باتوا راغبين باستخدام نفوذهم السياسي. 


ويعتبر راعم الذي فاز بأربعة مقاعد في الكنيست أول حزب عربي مستقل يدخل حكومة إسرائيلية مع أنه لن يحصل على حقائب وزارية. 


ويقول جعفر فرح، مدير مركز مساواة الذي يدافع عن حقوق العرب في داخل إسرائيل: "لا أعتقد أن حل الدولتين أو التصالح مع الفلسطينيين سيحصلان في العام أو العامين المقبلين".

 

و"لكني أعتقد أن هذه فرصة للمجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل لأن يشارك في تغيير قواعد اللعبة". إلا أن الآخرين تشككوا في الأمر.

 

وتقول دينا بطو، المحامية الفلسطينية المقيمة في حيفا: "لقد تناقشت مع بينيت وقال بشكل صريح: أنت لست مساوية لي" وأضافت: "هل كنت راغبة بخروج نتنياهو؟ نعم لكي أنتظر وصول بينيت لرئاسة الوزراء؟ لا".

 

وقال إن منصور عباس، زعيم راعم قام بالمشاركة من أجل "ترك بصماته ولكنه لن يحصل على شيء. فهو يدعم بشكل عملي حكومة من المتطرفين القوميين الذين يريدون توسيع المستوطنات".

 

اقرأ أيضا : "العربية الموحدة" لأول مرة بائتلاف حكومي إسرائيلي.. أهدافها؟

 

والسؤال عن كيفية ممارسة بينيت السلطة في تحالف يضم العديد من الأطراف على يساره، بمن فيهم مهندس الائتلاف يائير لابيد أمر غير معروف، لكن سيطرة نتنياهو على المجتمع والخيال الإسرائيلي خلال الأعوام الماضية ورحيله المحتوم بات مرادفا للإمكانية الجديدة.

 

وفي مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت ميراف بطيطو إن توقيع "عباس" أكثر من كونه توقيعا على اتفاق بل و"تم كسر الجدار الأسمنتي بين العرب واليهود في البرلمان وفي عمق المجتمع الإسرائيلي".