سياسة عربية

مصادر لـ"عربي21": السلطة تعطل إدخال منحة قطر لغزة

"الاحتلال وعبر مكتب رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، وافق على هذه الآلية، والأمم المتحدة أبدت استعدادها لتطبيقها"- وفا

كشفت مصادر فلسطينية لـ"عربي21" عن تفاصيل متعلقة بالمفاوضات الجارية من أجل إدخال منحة قطرية إلى قطاع غزة المحاصر، خاصة بالعائلات الفقيرة؛ مؤكدة أن السلطة في رام الله رفضت صيغة تم التوصل إليها مع الاحتلال بوساطة مصرية، في إطار مساع لإنهاء الأزمة الإنسانية الخانقة.

وأكدت المصادر المطلعة على مجريات المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية، والاجتماع الذي جرى بين الحركة والسفير القطري محمد العمادي، أنه "تم عرض آلية جديدة، يتم بموجبها نقل أموال المنحة القطرية عبر الأمم المتحدة لتوزيعها على العائلات الفقيرة في قطاع غزة". 

وأوضحت في تصريح حصري لـ"عربي21"، أن "الاحتلال وعبر مكتب رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، وافق على هذه الآلية، والأمم المتحدة أبدت استعدادها لتطبيقها، وهناك موافقة من الولايات المتحدة حول الصيغة ذاتها".

لكن "السلطة الفلسطينية في رام الله رفضت هذه الألية، مما عطل دخول هذه الأموال حتى الآن"، مؤكدة أن "كل المحاولات لإقناع قيادة السلطة للتعاطي مع الآلية الجديدة فشلت حتى الآن". 

وأضافت المصادر: "من الواضح أن السلطة غير مكترثة بالأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر، خاصة في ظل أجواء عيد الأضحى المبارك". 

ووصل رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، ونائبه إلى قطاع غزة، في وقت متأخر الأحد الماضي، من معبر "بيت حانون/ إيرز" الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال. 

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يتراجع.. أدخل أموال قطر لغزة وزاد مساحة الصيد

ويعاني القطاع المحاصر للعام الـ15، وخاصة بعد العدوان الأخير، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، وإغلاق الاحتلال للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية، إضافة إلى العقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة، واستمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد من معاناة مختلف الفئات.  

ومما ساهم في زيادة معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، تفشي وباء كورونا، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى إجراءات مواجهة الوباء التي تسببت في توقف العديد من القطاعات الاقتصادية، التي تعاني أصلا من الحصار. 

وبدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة يوم 10 أيار/ مايو 2021، وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، في تدمير المئات من المنازل والأبراج والشقق السكنية والطرق الرئيسية والأماكن العامة وشبكات المياه والاتصالات والإنترنت، إضافة إلى تدمير العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة، وتشريد الآلاف من بيوتهم، وترك المئات من الصواريخ والقذائف والقنابل التي لم تنفجر. 

وأدى العدوان الذي استمر 11 يوما، إلى ارتكاب جيش الاحتلال 19 مجزرة بحق 19 عائلة فلسطينية، من أكثرها فظاعة ما جرى مع عائلة "الكولك" التي قتل جيش الاحتلال منها 21 شهيدا. 

ووصل عدد شهداء العدوان إلى 254، بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، والجرحى إلى أكثر من 1948 مصابا بجروح مختلفة، بحسب إحصائية وصلت إلى "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية. 

وفجر يوم 21 أيار/ مايو 2021، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة بوساطة مصرية، بعد عدوان إسرائيلي استمر 11 يوما، شنت خلالها إسرائيل مئات الغارات الجوية المدمرة، إضافة للقصف المدفعي، ما تسبب في استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين يمنع الاحتلال إدخال كافة المواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع، حيث إنه أغلق جميع المعابر بشكل شبة كامل.