ملفات وتقارير

قلق أممي من التصعيد بين لبنان والاحتلال.. ودعوات للتهدئة

هدوء حذر على الحدود الجنوبية اللبنانية - جيتي

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من التصعيد الأخير بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية في لبنان، بعد أن رد الحزب على غارات الاحتلال، بعشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة.

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، عن "القلق العميق إزاء التصعيد الأخير بين لبنان وإسرائيل عبر الخط الأزرق ، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على الأخيرة ورد الضربات الجوية ونيران المدفعية على الأولى".

جاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام.

ودعا الأمين العام "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، مؤكدا ضرورة "أن تتجنب جميع الجهات الفاعلة الإجراءات التي يمكن أن تزيد من حدة التوترات وتؤدي إلى سوء التقدير".

 

اقرأ أيضا: لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن والاحتلال "يستنجد" بواشنطن

والجمعة، أعلن "حزب الله"، مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على "أراضٍ مفتوحة بمحيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا"، وذلك "ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة بلبنان، ليلة الخميس".

فيما قال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن "حزب الله أطلق 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا، سقطت 3 منها داخل لبنان و6 في مناطق مفتوحة دون وقوع إصابات، وتم اعتراض 10 قذائف أخرى".

وبعد رد المقاومة، قصف جيش الاحتلال من جديد الأراضي اللبنانية بصواريخ المدفعية.

لاحقا، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا يرغب في الوصول بالتصعيد في جنوب لبنان إلى حرب شاملة، وذلك بعد أن أعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق صواريخ، ردا على غارات إسرائيلية.

 

اقرأ أيضا: الجيش اللبناني يحمل الاحتلال تبعات تصعيده الأخير

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أمنون شيفلر، لصحفيين: "لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك". وأضاف: "سنعمل ما هو مطلوب".

 

شكوى إسرائيلية 

 

وقدمت إسرائيل، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد لبنان، على خلفية إطلاق الصواريخ.


جاء ذلك في رسالتين متطابقتين قدمهما مندوب الاحتلال لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إلى أمين عام المنظمة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس تي إس تيرومورتي.


وقال إردان في الرسالتين: "من الواضح أن حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى يحاولون صرف الانتباه عن دورهم النشط في إيصال لبنان إلى حالة الأزمة الحالية من خلال مهاجمة المدنيين الإسرائيليين".

أمريكا تطلب منع الهجمات

من جهتها، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من السلطات اللبنانية، منع مقاتلي الحزب من إطلاق الصواريخ، مؤكدة بالوقت نفسه "تشجيع كل الجهود للحفاظ على الهدوء".

وكانت الولايات المتحدة الداعم الدولي الرئيسي لإسرائيل قد أعلنت في وقت سابق أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.


تعليقات لبنانية

من جهة أخرى، قال نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، إن حزب الله ملتزم بالرد على أي اعتداء على لبنان، وإن على إسرائيل أن تبقى مردوعة، وإن صواريخ الحزب الأخيرة كانت ردا على العدوان.

وأشار قاسم بأنه لا يعتقد أن الأمور ذاهبة إلى تصعيد.

أما رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، فقال إن بيانات الإدانة، وعبارات الشجب، لا تردع الاحتلال الإسرائيلية بكل مستوياته، وإن إسرائيل لا تفهم سوى لغة المقاومة.

وأشار إلى أن ما حصل هو عدوان إسرائيلي على الجنوب اللبناني، وإن المقاومة فقط هي ما يحرر الأرض ويحمي لبنان، مشيرا إلى أن استمرار الفراغ السياسي في لبنان سيفتح شهية الاحتلال لمزيد من الاعتداءات.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، دعا إلى الخروج من الجو الموتور على مواقع التواصل الاجتماعي، والعودة إلى تحكيم العقل، وذلك بعد اعتداء مواطنين لبنانين على سيارات لحزب الله بينها السيارة التي أطلقت الصواريخ تجاه الاحتلال.


وبرر المهاجمون ما فعلوه بدعوى أن الصواريخ أطلقت من جانب بيوتهم.

وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من الحزب، إن المقاومة أوضحت بعد الحادثة أن الصليات الصاروخية انطلقت من مناطق حرجية بعيدة عن المواطنين، إلان عددا من المواطنين اعترض سيارات المقاومة لدى عودتها ومرورها بطريق بلدة شويا.

ولفتت إلى أن مشايخ في الطائفة الدرزية أصدروا بيانا شددوا فيها على أن "الطائفة الدرزية في موقعها الطبيعي ولن تسمح لأحد بأن يأخذها إلى مواقع تناقض تاريخها القومي العروبي المدافع عن قضايا الأمة... بين إسرائيل والمقاومة، الدروز حتماً إلى جانب المقاومة البطلة ضد الاحتلال الصهيوني".