سياسة دولية

طالبان تنتزع عاصمة ولاية خامسة وتواصل تقدمها السريع (شاهد)

خلال ثلاثة أيام، اجتاحت طالبان عواصم خمس ولايات، وهي التي كانت تكتفي بالسيطرة على الأرياف والبلدات والقرى- جيتي

تمكنت "طالبان" الأفغانية، الأحد، من انتزاع عاصمة ولاية خامسة، في تقدم سريع، يركز بشكل خاص على شمال البلاد، الذي كان عصيا على الحركة إبان حكمها للبلاد في التسعينيات، قبل الغزو الأمريكي.

 

وخلال ثلاثة أيام، اجتاحت طالبان عواصم خمس ولايات، وهي التي كانت تكتفي بالسيطرة على الأرياف والبلدات والقرى.

 

وسقطت مدن قندوز وساري بول وتالقان في الشمال، واحدة تلو الأخرى، الأحد، بفارق بضع ساعات بين عاصمة ولاية.

وقالت طالبان في بيان: "بعد قتال شرس سيطر المجاهدون بفضل الله على عاصمة (الولاية) قندوز". وأضافت: "سيطر المجاهدون أيضا على مدينة ساري بول بما في ذلك المباني الحكومية وكافة المنشآت فيها".

وفي وقت لاحق الأحد، أكدت الحركة على "تويتر" أنها سيطرت على تالقان، عاصمة ولاية تخار.

 

 

 

وسيطرت طالبان الجمعة على أول عاصمة لولاية هي زرنج في نيمروز ثم في اليوم التالي على شبرغان في جوزجان، وهي التي تعد مدينة أمير الحرب الشهير عبد الرشيد دستم، وذلك بالتزامن مع عودته إلى الساحة، إلى جانب كابول ضد الحركة.

وتعد قندوز أهم مكسب تحققه طالبان منذ شنت هجوما في أيار/ مايو مع بدء القوات الأجنبية آخر مراحل انسحابها من البلاد.

ولطالما كانت المدينة هدفا بالنسبة لطالبان التي اجتاح مقاتلوها المدينة في 2015 ومرة أخرى في 2016، لكن من دون أن ينجحوا يوما في السيطرة عليها لمدة طويلة.

 

 

وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية أن القوات الحكومية تقاتل لاستعادة المنشآت الرئيسية.

وذكرت في بيان أن "قوات خاصة أطلقت عملية تطهير. وتم تطهير بعض المناطق بما في ذلك مباني الإذاعة والتلفزيون الوطنيين من عناصر طالبان الإرهابيين".

 

اقرأ أيضا: طالبان تنتزع مدينة عبد الرشيد دستم مع عودته للساحة الأفغانية

 

 

وأفاد الناطق باسم الوزارة ميرويس ستانكزاي في وقت لاحق بأن قوة مشتركة من الأمن الوطني وقوات الدفاع تمكنت من استعادة أجزاء من قندز، مؤكدا قتل وإصابة العديد من "الإرهابيين"، مشددا على أن العملية تتواصل.

 

 

وتعد قدرة كابول على السيطرة على شمال البلاد حاسمة بالنسبة لاستمرار الحكومة على الأمد الطويل.

ولطالما اعتبر شمال أفغانستان معقلا مناهضا لطالبان شهد مقاومة كانت الأشد لحكم الحركة في تسعينيات القرن الماضي.

ولا تزال المنطقة تؤوي العديد من المليشيات فيما تعد أرضا خصبة لتجنيد عناصر القوات المسلحة.

وانتشرت تسجيلات مصورة للمعارك نهاية الأسبوع تضمنت مشاهد لإطلاق سراح العديد من السجناء في المدن التي تمت السيطرة عليها.

وتستهدف طالبان السجون عادة لإطلاق سراح المقاتلين المحتجزين وبالتالي تعزيز صفوفها.

 

 

وفي سياق متصل، أفادت تقارير عن وقوع معارك على أطراف هرات (غربا) ولشكركاه وقندهار (جنوبا).

وشكلت وتيرة التقدم الذي حققته طالبان مفاجأة للقوات الحكومية لكن عناصرها تلقوا جرعة دعم في وقت متأخر السبت بعدما قصفت مقاتلات أمريكية مواقع طالبان في شبرغان.

ولم تدل الحكومة بكثير من التصريحات بشأن سقوط عواصم الولايات، باستثناء تعهّدها باستعادتها.

 

 

ونزح مئات آلاف الأفغان جراء المعارك الأخيرة فيما قتل 12 شخصا السبت عندما أصابت قنبلة زرعت في جانب الطريق حافلتهم أثناء محاولتهم الهرب من غارديز في ولاية باكتيا.

ومن المقرر أن تستكمل القوات الأجنبية انسحابها بحلول نهاية الشهر الجاري، قبيل الذكرى الـ20 لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة والتي أدت إلى الاجتياح الذي أطاح بطالبان.