سياسة عربية

فصائل ترفض الاقتتال لحل الخلاف حول "عزم" في ريف حلب

تشكلت غرفة "عزم" بهدف "ملاحقة الخلايا الإرهابية وتجار ومروجي المخدرات في ريفي حلب الشمالي والشرقي"- تويتر

عبرت ثلاث تشكيلات تابعة لـ"الجيش الوطني السوري" عن رفضها الاحتكام للسلاح في حل الخلافات الفصائلية، على خلفية التوترات الأخيرة بين غرفة القيادة الموحدة "عزم" التي شكلتها الفصائل مؤخراً في ريف حلب الشمالي، والتشكيلات التي خرجت منها.

وفي بيان مشترك وصل لـ"عربي21"، أوضحت "فرقة المعتصم" و"فيلق الرحمن" و"الفرقة 20"، أنها لم تتردد في بحث خيار المشاركة بغرفة القيادة الموحدة "عزم"، والتي تأسست باتفاق أساسي بين "الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد"، إلا أنها اتخذت قرارها بالبقاء خارجها، لاعتقادها بأن هذا المشروع غير قابل للاستمرارية لأسباب تتعلق بهيكلية الغرفة وأخرى سياسية.

وقالت: "تابعنا اليوم عن قرب عمليات التحشيد التي تمت بين الفصائل التي بقيت ضمن غرفة "عزم" وإخوانهم الذين غادروا، ونسعى بشكل حثيث لتجنيب المنطقة مواجهات دامية قد تؤدي إلى المزيد من التشرذم وتجعل الهدف المنشود (جمع الكلمة) صعب المنال".

وبدأت الخلافات بين الفصائل، بعد إعلان فصائل تابعة للجيش الوطني السوري وهي فرقة الحمزة، وفرقة السلطان سليمان شاه، ولواء صقور الشمال، عن خروجها من "حزم"، لتقوم الفصائل بعد ذلك بإرغامها على سحب بيان خروجها، بعد يوم واحد من الإعلان عن الانسحاب.

وعلمت "عربي21" من مصدر مطلع من "الجبهة الشامية" التي تقود "عزم"، أن سبب انسحاب الفصائل هي الخلافات التنظيمية، بحيث طالبت الفصائل بأن يتم منحها أكثر من صوت في قرار "عزم"، وهو ما رفضته الفصائل الأخرى.

وحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن "مهمة "حزم" توحيد القرار العسكري والأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، شمال حلب".

وبيّن المصدر، أن إعلان الفصائل عن انسحابها يخالف الشروط المُتفق عليها قبل موافقتها على الانضمام لـ"عزم"، بحيث تم الاتفاق على أي حل خلاف داخل الغرفة، ومنع أي تشكيل من إعلان انسحابه دون الموافقة من قبل قيادة "حزم".

 

اقرأ أيضا: سفير تركي يستعرض عوامل عدم نجاح المعارضة بسوريا

وبدا المصدر ميالا لاستخدام القوة لتحقيق هدف وصفه بـ"المهم"، أي تحقيق وحدة كلمة الفصائل، لكن القيادي في "فرقة المعتصم" الفاروق أبو بكر، اعتبر أن "من المعيب الاحتكام للسلاح، في حال وجود خلافات بوجهات النظر، بين أبناء الثورة الواحدة".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "فرقة المعتصم دائما مع الاحتكام للمؤسسات القضائية العسكرية، والنخب، لحل الخلافات بين التشكيلات، وخصوصا عند الحديث عن مشروع يمكن أن يجمع كل تشكيلات الجيش الوطني".

وتابع أبو بكر، أن جمع الصف بالقوة أو ما يعرف بـ"التغلب"، لا يؤدي إلى تحقيق المطلوب، حيث شاهدنا نتيجة استخدام "هيئة تحرير الشام"، للتغلب على الفصائل الأخرى في إدلب، إلى نفور الحاضنة الشعبية منها.

وحسب أبو بكر، فإن من المفترض الجلوس على طاولة واحدة لجمع كل أبناء الثورة من حملة السلاح تحت مظلة واحدة.

بدوره، قال القيادي بفصائل المعارضة السورية ورئيس المكتب السياسي في "فرقة المعتصم"، مصطفى سيجري، إن الفرقة تشجع على الاندماج الكامل، وإنهاء الحالة الفصائلية بشكل كامل، لكن عبر الحوار.

وأضاف لـ"عربي21" أن الاندماج الكامل مقدم على فكرة التنسيق فقط التي تقدمت بها الفصائل الأخرى، وذلك في إشارة منه إلى "الجبهة الشامية"، و"السلطان مراد".

وفي منتصف تموز/يوليو الماضي، أعلن كل من فصيل "الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد" عن تشكيل غرفة للتنسيق بينهما حملت اسم القيادة الموحدة "عزم"، بهدف "ملاحقة الخلايا الإرهابية وتجار ومروجي المخدرات في ريفي حلب الشمالي والشرقي".

وبعد تشكيل غرفة القيادة الموحدة، أطلقت القيادة حملة أمنية لملاحقة أشخاص مطلوبين للعدالة ممّن صدرت بحقهم أحكام قضائية في الشمال السوري، وبدأت الحملة في مدينتي عفرين وأعزاز.