حقوق وحريات

4 صرخات لإنقاذ المعتقلين من الموت البطيء بسجون السيسي

تصاعدت نداءات المعتقلين في السجون لإنقاذهم من الموت البطيء- جيتي
بعد أيام من تدشين رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي لما أطلق عليه "الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" خلال مؤتمر من العاصمة الإدارية الجديدة، تصاعدت نداءات المعتقلين في السجون لإنقاذهم من الموت البطيء.

أسرة المعتقل المصري والوكيل الأسبق لإدارة المعاهد الأزهرية بمحافظة دمياط، ومبعوث شيخ الأزهر لنشر الثقافة الإسلامية في دولة السنغال، إبراهيم الصباحي (61 عاما) أرسلت رسالة إلى "عربي21"، أكدت فيها أنه يتعرض للموت البطيء، مع اعتقاله للمرة الثالثة وإخفائه قسريا.

تقول أسرة الصباحي، إنه "أنهى إجراءات المعاش منذ 5 شهور، وجرى اعتقاله يوم 17 أب/ أغسطس الماضي، من منزله الكائن بمركز كفر سعد في دمياط (دلتا النيل)، بينما كان يعاني من تدهور حالته الصحية".

وتشير إلى أنه "تعرض للإخفاء القسري أيضا، ولمدة 23 يوما، حتى ظهر الأحد الماضي للعرض على نيابة كفر سعد، التي قررت حبسه مدة 15 يوما، بينما بدا في حالة صحية سيئة خاصة مع ما تعرض له من تعذيب نفسي وبدني مع 3 أسابيع من الإخفاء القسري".

وتلفت الأسرة إلى أن الصباحي "قبل اعتقاله كان يعاني من حالة صحية متدهورة، وكان بصدد عمل فحوص وأشعات وتحاليل طبية لتحديد وضعه بالضبط، إذ يعاني من أمراض العظام والضغط المزمن الذي نتج عنه مضاعفات عديدة، وفق تأكيد الأطباء".

وتؤكد أنه "تعرض للاعتقال عدة مرات أولها مطلع نيسان/ أبريل 2020، ولم يشفع له الاشتباه بإصابته بفيروس (كورونا) حينها، ليتم الإفراج عنه، ثم جرى اعتقاله ثانيا 10 نيسان/ أبريل 2021، ثم إخلاء سبيله للمرة الثانية، ثم اعتقاله للمرة الثالثة رغم معاناته الصحية".

"أزمة عامر"

الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، (58 عاما) المعتقل منذ 20 كانون الأول/ ديسمبر 2020، يعاني من أزمات صحية عديدة داخل محبسه وتعنت معه رغم إصابته المزمنة بداء السكري وضعف الإبصار.

يقول أحد المقربين من العائلة لـ"عربي21": "عامر يدخل الشهر العاشر من الحبس في سجن (ليمان طرة) بتهمة نشر أخبار كاذبة"، لافتا إلى أن معاناته تضاعفت طوال تلك الفترة مع إصابته المزمنة بالسكري قبل 14 عاما، خاصة وأنه يحتاج إلى نوعين من الأنسولين.

ويلفت إلى أنه "وقبل اعتقاله بشهر اضطر لإجراء عمليتين جراحيتين في عينيه، وأصيب بالتهاب فيروسي، ولم يكتمل علاجه بسبب اعتقاله"، مبينا أنه "ولفترة طويلة منذ اعتقاله رفضت السلطات السماح له بإدخال (الأنسولين) وأي علاج آخر، مع منع الزيارة عنه".

ويوضح أنه "علمنا أنه تعرض لأزمة صحية وجرى نقله لمستشفى السجن التي حقنته بالأنسولين، وأخيرا بعد استقرار حالته بعض الشيء سمحوا لنا بإدخال الأدوية والعلاج له، لكنهم يرفضون إدخال لحاف فيبر ومخدة طبية لأنه يعاني آلام أسفل الظهر".

ويؤكد أن "مريض السكر المزمن يحتاج رعاية خاصة مع جرعات الأنسولين، علاوة على أن مناعته ضعيفة، ويعاني من التهابات دائمة في العين والشبكية، وآلام العظام، ومضاعفات السكر".

ويحذر قريب الصحفي عامر عبد المنعم، من أن "ظروف السجن القاسية وعدم الحركة إلا لساعة تريض واحدة في اليوم، تزيدان من أزمات عامر الصحية"، داعيا نقابة الصحفيين لإنقاذ "أحد كبار صحفيي مصر".

"هزال عائشة"

رسالة أسرة الصباحي، وشكوى قريب عامر، إلى جانب صورة معتقلة بقاعة محاكمتها يبدو عليها الضعف والهزال، مع رسالة من ناشط معتقل يدعو والدته لأخذ عزائه؛ أثارت المخاوف على حياة أشهر المعتقلين والناشطين في سجون النظام العسكري الحاكم.

وظهرت نجلة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر المعتقلة عائشة الشاطر، خلال جلسة محاكمتها الاثنين، بعد حبس نحو 3 سنوات، في حالة هزال ومعاناة من نقص شديد في وزنها، وهو ما بدا بشدة بعد نشر نشطاء صورة قديمة لها.

عائشة الشاطر، (39 عاما) المعتقلة هي وزوجها الحقوقي محمد أبوهريرة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قالت عن معاناتها أمام القاضي في كانون الثاني/ يناير 2021، "أنا كامرأة أصاب بالجنون لأني بشوف أولادي من بعيد ومش قادرة أحضنهم ولا أسلم وأطمئن عليهم".

وأضافت الشاطر المحبوسة بسجن القناطر للنساء: "أنا تعبانة ووضعي في السجن سيء، والصفائح بتقل والوضع بتاعي ده محتاج عملية زرع للنخاع".

وتعاني عائشة الشاطر من فقر الدم، مما أدى إلى تدهور صحتها بسرعة، وتعرضها لنزيف حاد نقلت على أثره إلى مستشفى القصر العيني، ليجري معالجتها بالصفائح الدموية.

الصحفي سليم عزوز، أكد أن ما يجري بحق عائشة هو "عملية تدمير"، لأنها ابنة خيرت الشاطر، مضيفا: "ثم يجد (السيسي) في نفسه القدرة على أن يتحدث عن حقوق المرأة وعن حقوق الإنسان ولا يخجل".

وجزم بأن "هذه ليست عائشة التي رأينا صورها قبل 3 سنوات في المحكمة التي تحاكم والدها، هذه امرأة أخرى لا نعرفها"، في إشارة لحالة الضعف التي بدت عليها.


 

 



"عزاء علاء عبد الفتاح"

وفي السياق، نقلت الناشطة منى سيف، رسالة أخيها المعتقل علاء عبد الفتاح، مؤكدة عبر "تويتر"، أنه قال "للمحامين أن يبلغوا ماما لتأخذ عزاءه".

وأضافت: "أول مرة أخويا يتكلم بالشكل ده (هذا)، في لحظة فيها إدارة سجن تتعمد انتهاك حقوقه كل يوم وفرض عزلة وعنف معلن ومكتوم يزيد كل يوم".



 

 



ونقلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، عن المحامي الحقوقي خالد علي، قول علاء عبد الفتاح: "أنا في وضع سيء ولن أقدر على أن أكمل، أخرجوني من هذا السجن"، مهددا "أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تأخذ عزائي.. لو مطلوب إني أموت يبقى انتحر وخلاص".

وقالت الشبكة في بيان وصل "عربي21": "هذا التغير الحاد في لغة علاء عبد الفتاح، وحالة اليأس التي ظهر عليها، والتهديد بإنهاء حياته يعكس الآلام النفسية الرهيبة التي يعانيها داخل السجن، حتى وصل لمرحلة خطيرة يتساوى فيها الموت مع الحياة".

المنظمة الحقوقية، حذرت من ارتفاع محاولات الانتحار بسجن العقرب، نتيجة أوضاع الحبس غير الآدمية، والانتهاكات بحق السجناء ومنعهم من حقوقهم الطبيعية والقانونية، ما يخرج العقرب من دائرة السجون العقابية ليصبح أداة للتنكيل والموت البطيء.

الحقوقي نبيه الجندي، كشف الثلاثاء، أنه "منذ فترة قصيرة في سجن شديد الحراسة 2 (العقرب)، حاول الصحفي محمد اكسجين الإنتحار".

وأضاف عبر "فيسبوك": "علاء عبد الفتاح صرح للمحكمة ومحاميه، أنه تعب وخلاص هينتحر"، معلقا أن ذلك ليس له "غير معنى واحد أن إدارة السجن تدفع السجناء لإنهاء حياتهم".



"معاناة هدى"

وفي رصده لمعاناة بعض المعتقلين في مصر أشار الحقوقي المصري أحمد العطار إلى معاناة المحامية وعضو المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان الأسبق، هدى عبد المنعم، (61 عاما).

يقول العطار لـ"عربي21"، إن قوات الأمن "اعتقلتها من القاهرة 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ثم تعرضت للإخفاء القسري مدة 21 يوما، ثم حبسها بسجن النساء بالقناطر".

ويوضح، أن معاناتها تضاعفت في محبسها إذ تعرضت فيه لأزمات صحية متتالية، طوال 3 سنوات مع ظروف حبس غير آدمية، مشيرا لرصد الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، حالتها في 5 أيلول/ سبتمبر 2021.

ويلفت العطار إلى أنه "وفي شباط/ فبراير 2020، أصيبت بأزمة قلبية نُقلت على إثرها لمستشفى السجن، ثم مستشفى القصر العيني بالقاهرة، إذ تعاني من توقف إحدى كليتيها عن العمل وتضرر الأخرى، ومع ضغط الدم، وتجلط الأوردة في ساقها".