سياسة عربية

دبلوماسي تونسي سابق: الحرب بين المغرب والجزائر ستكون كارثية

مخاوف من مآلات تصعيد التوتر بين الجزائر والمغرب (الأناضول)

دعا الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية عبد اللطيف عبيد، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، إلى بذل جهودهم من أجل وأد الفتنة بين المغرب والجزائر ومنع قيام حرب بينها.

واعتبر عبد اللطيف عبيد في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "اندلاع حرب بين المغرب والجزائر سيكون كارثة على البلدين والمنطقتين المغاربية والعربية".

وقال: "نحن لا نتوقع ألا يصل البلدان إلى الحرب؛ لأن أي حرب بين المغرب والجزائر ستكون كارثة على البلدين وعلى المنطقة وعلى مستقبل الأجيال المغاربية والعربية، وأعتقد أن حكمة القيادات في البلدين ستمكنهم من وأد هذه المشكلة، والعودة إلى الوضعية العادية أو شبه العادية، قبل هذا التوتر". 

وأضاف: "المغرب والجزائر بلدان شقيقان وليسا جارتين، وكل وساطة مطلوبة ومرغوبة، أي وساطة تقوم بها الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي أو منظمة المؤتمر الإسلامي، هذا كله مطلوب ومرغوب؛ لأن هذا الخلاف يجب أن يقبر، وأن يعود البلدان إلى علاقات طيبة تخدم المنطقة".

على صعيد رأي عبيد، وهو تونسي الأصل، أن امتناع تونس عن التصويت في مجلس الأمن لصالح التمديد لعمل المينورسو لمدة عام إضافي، لم يكن انحيازا لطرف على حساب آخر، وقال: "الدولة التونسية أرادت ألا تصطف وألا تكون مع طرف دون آخر، وأن تبقى على الحياد.. والحياد صعب.. الديبلوماسية تحول أن تكون محايدة وأن تقوم بوساطة.. هذا ما تم الإيحاء به في وسائل الإعلام التونسية"، وفق تعبيره.

وكانت الحكومة المغربية، قد أعلنت أمس الخميس، أن بلادها تتمسك "بالاحترام الدقيق جدا لمبادئ حسن الجوار مع الجميع"، ردا حول اتهامات الجزائر للمغرب، بـ "التورط في وفاة 3 من مواطنيها".

وأول أمس الأربعاء، أعلنت الرئاسة الجزائرية، اغتيال 3 من مواطنيها كانوا على متن شاحنات تجارية تنقل سلعا إلى موريتانيا، واتهمت الجانب المغربي بـ"التورط في القصف بواسطة سلاح متطور"، متوعدة بأن ذلك لن يمضي دون عقاب".

وتأتي هذه الأحداث، في وقت تشهد فيه علاقة المغرب والجزائر أزمة دبلوماسية حادة، عقب قرار الأخيرة في آب/أغسطس الماضي قطع علاقتها مع الرباط؛ بسبب ما اعتبرته "توجهات عدائية" منها.

وبالمقابل، أعلن المغرب، رفضه القاطع للمبررات "الزائفة و العبثية" التي بنت عليها الجزائر قرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع المملكة.

ورغم انسداد العلاقات الثنائية على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وقضية إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، إلا أن الشعبين يبديان رسائل إيجابية، تظهر من خلال عدد من المجالات مثل الرياضة والفن ومنصات التواصل الاجتماعي.

‎ وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

 

اقرأ أيضا: الجزائر تتهم المغرب بقتل 3 جزائريين على حدود الصحراء وموريتانيا