مدونات

جهود جمعية سفراء الهداية المصرية بأمريكا اللاتينية (2012-2017)

كاتب آخر
تأسست جمعية سفراء الهداية لرعاية طلبة الأزهر الوافدين في عام 2008، وتهدف إلى تقديم الدعم إلى طلبة الأزهر القادمين من دول أفريقيا وآسيا، حيث يعاني الطلبة الوافدون من تلك الدول من ضيق ذات اليد وصعوبات مالية خلال سنوات دراستهم في الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، فكانت الفكرة بضرورة إنشاء جمعية على أيدي مجموعة من رجال الأعمال في مصر لتقديم كافة أنواع الدعم إلى طلبة الأزهر من أفريقيا وآسيا.

وتشمل صور الدعم تسكين الطلبة مجاناً ومحاضرات وفصولا دراسية في اللغة العربية والقرآن الكريم والعلوم الشرعية. وبدأت الجمعية في إنشاء عمارة مخصصة لتسكين الطلبة في مدينة نصر شرق القاهرة، وسكن لطالبات جامعة الأزهر من الدول الأفريقية والآسيوية.

وبدأت الجمعية في الاهتمام بمسلمي أمريكا اللاتينية في عام 2012، بعد الجولة الدعوية التي قام بها الشيخ مصطفى عبد الغني إلى دول أمريكا الوسطى على نفقة الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام. وتم اختيار مجموعة من المسلمين الجدد من دول هندوراس ونيكارجوا وجواتيمالا وكوستاريكا وبليز، وتتكلم باللغة الإنجليزية، للدراسة في مصر لمدة ثلاثة أشهر.

وكانت فكرة المشروع المعاناة التي يعيشها المسلمون الجدد في بلادهم التي فيها أقليات إسلامية؛ هي الاغتراب النفسي والفكري والروحي الذي يمر به المسلم الجديد، حيث تقل الرعاية للمسلمين الجدد سواء من النواحي الدينية والدعوية. ولذلك تم عمل برامج شاملة تستقبل تلك الوفود في مصر لكي يعودوا لبلادهم في ثبات على دينهم ودعاة للخير في بلدانهم. ونجحت الدورة لمسلمي أمريكا الوسطى، وقد استمرت ثلاثة أشهر.

وفي عام 2015 تمت إقامة أول دورة للمسلمات اللاتينيات في جمعية سفراء الهداية وكانت ست طالبات (البرازيل- أوروجواي- إسبانيا) واستمرت حوالي ثلاثة شهور، وكانت دورة لتعليم اللغة العربية وقصار السور من القرآن الكريم.

ونجحت الدورة الأولى للمسلمات اللاتينيات في جمعية سفراء الهداية، وكان لذلك النجاح أثر في طلب الكثير من المسلمات اللاتينيات الحصول على منحة الدراسة في مصر، لكن المشكلة أن تلك الدورات توفر التسكين والتعليم للطالبات ولا توفر تذاكر الطيران لهن، فكان اتجاه تفكير كاتب تلك السطور إلى ضرورة البحث عن بديل من خلال دورات الأزهر لمسلمي أمريكا اللاتينية.

ثم في عام 2017 عقدت دورة للمسلمات اللاتينيات من كوستاريا والبرازيل والمكسيك، ممن لديهن القدرة على دفع تذاكر الطيران إلى مصر. وكانت دورة في العلوم الشرعية باللغة الإسبانية واستمرت الدورة ثلاثة أشهر، ولكن بعد تلك الدورة لم ترغب جمعية سفراء الهداية في التوسع في تلك الدورات نظراً للتكلفة العالية لتلك الدورات والأجور التي يتقاضاها المحاضرون، والجمعية قائمة على تبرعات بعض رجال الأعمال في مصر وبعض الجهات المانحة في دولة الكويت والهيئة الخيرية العالمية الإسلامية وجمعية النجاة الخيرية. وبدأت في التركيز فقط على تقديم الدعم الفكري والثقافي والمادي - في حدود الإمكانيات المتاحة - لطلبة الأزهر الوافدين من أفريقيا وآسيا.

من ناحية أخرى أصبحت فكرة تقديم منح للمسلمين الجدد من أمريكا اللاتينية للدراسة في مصر خارج مظلة الأزهر صعبة؛ بعد تورط بعض الطلبة خاصة من روسيا ممن أتوا للدراسة في مراكز خاصة لتعليم اللغة العربية والانضمام إلى داعش في سيناء، فأصبحت تلك الفكرة محفوفة بالكثير من المخاطر. وتلك النقطة التي كان يتعرض لها كاتب هذه السطور من بعض الجهات السلفية في السعودية؛ حول تقديم منح للمسلمات اللاتينيات فقط؛ لأن الموضوع فيه جانب أمني، فالأجهزة الأمنية في مصر لديها تخوفات مشروعة من تحول الشباب الذي اعتنق الإسلام حديثاً من السلفية العلمية إلى السلفية الجهادية، وتلك النقطة تغيب عن بال كثير ممن وجهوا لي سهام النقد في تلك المسألة.