قضايا وآراء

أسيرات فلسطين.. المطلوب لدعمهن في مواجهة العدوان الإسرائيلي

1300x600
يستفرد الاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظات بالأسيرات الفلسطينيات في معتقلاته، ويشن حملة مسعورة على الأسيرات في سجن الدامون الإسرائيلي المخصص لاعتقال النساء.

هذه الهجمة الإسرائيلية تعتبر امتدادا لسياسة العدوان والإرهاب الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني.. في مدينة القدس والأحياء المقدسية المهددة بالتهجير والاستيطان، والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وسياسة التهويد للمقدسات، والاعتقالات في الضفة المحتلة.

هي امتداد للحصار الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة المكلوم، والعدوان المستمر على سكان القطاع وحرمانهم من أبسط حقوق العيش الكريم.

إن العدوان الذي تشنه مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسيرات على وجه الخصوص، هو عدوان على كرامة الشعب الفلسطيني، لما تمثله الأسيرات من شرف وعزة لشعبنا الفلسطيني.

وهو اعتداء جبان ومدان، ويأتي ضمن سياسة صهيونية قائمة على التنكيل بالأسرى والأسيرات، الذين يتصدون بكل قوة وتحد لهذه الاعتداءات من قبل السجان الصهيوني.

إن 40 أسيرة فلسطينية من مختلف المدن الفلسطينية في الضفة والقدس وقطاع غزة وأراضينا المحتلة عام 1948، يمثلن أيقونة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، ودرعا قويا إلى جانب الرجل الفلسطيني في معركة التحرير والعودة.

إن هذه الهجمة الصهيونية المسعورة ضد الأسيرات في هذه الأثناء، إنما هي انعكاس لروح الضعف والانهزامية التي تسيطر على الاحتلال وحكومته، في ظل استمرار العمليات البطولية التي يخوضها أبناء شعبنا في الضفة والقدس ضد الاحتلال ومستوطنيه.

كما أن صمود شعبنا في قطاع غزة المحاصر ومقاومته التي ألحقت الهزيمة تلو الأخرى بهذا العدو الصهيوني، والتي كان آخرها انتصار معركة سيف القدس، يدل على عجز الاحتلال عن تحقيق أي نصر ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لذا فإنه يستقوي على الأسيرات ويستفرد بهن.

إن الاعتداء الصهيوني على الأسيرات بالضرب والتعذيب وخلع الحجاب، إنما هي انتهاكات وممارسات مخالفة للقوانين الدولية وللأعراف الإنسانية، وهي تستوجب تدخلا دوليا من المنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف هذه الانتهاكات الصهيونية بحق الأسيرات.

كذلك المطلوب اليوم فلسطينيا وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني، أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية والعمل ضمن برنامج وطني موحد قائم على مواجهة الاحتلال والتمسك بحقوق شعبنا الفلسطيني، ورفض التنسيق الأمني مع الاحتلال وإنهاء اتفاق أوسلو.

هذا البرنامج الوطني الفلسطيني القائم على أساس المقاومة والتمسك بثوابت شعبنا، هو الطريق الأقصر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق طموحات شعبنا الفلسطيني في التحرير والعودة إلى كامل ترابنا الفلسطيني.

كذلك الأهمية الكبرى والدور المركزي لأبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج، والذي يحتم علينا العمل في مساندة حراك الأسرى في معتقلات الاحتلال للتصدي لهذا العدوان، من خلال إقامة الفعاليات التضامنية مع الأسرى في المخيمات والساحات الأوروبية وفي كل مكان، والتعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية، وتعرية الاحتلال دوليا.

مطلوب اليوم دور محوري لأبناء أمتنا العربية والإسلامية في مساندة الشعب الفلسطيني عموما والأسرى على وجه التحديد، من خلال التصدي لموجة التطبيع العربي الإسرائيلي، وقطع الطريق على المشاريع التي تسعى إلى أن يكون الاحتلال الإسرائيلي كيانا طبيعيا في المنطقة على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني.

إن أي موقف فلسطيني أو عربي أو إسلامي داعم للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، سواء بكلمة أو وقفة تضامنية أو فعالية إلكترونية، لها من الأثر الكبير في تعزيز ورفع الروح المعنوية لدى الأسرى في مواجهة العدوان الصهيوني.

لذلك فإن إدارة السجون الإسرائيلية تعمد في كل عدوان على الأسرى إلى سحب أجهزة التلفاز والراديو من غرف الأسرى، بهدف قطع التواصل بين الأسرى وأبناء شعبهم وأمتهم في الخارج، حتى يستفرد الاحتلال بالأسرى ويحرمهم من رصد ومشاهدة حجم التفاعل الكبير مع حراك الأسرى.

كلنا ثقة بأسرانا وأسيراتنا وبقدرتهم على التصدي لهذا العدوان الإسرائيلي الجديد، مدعومين بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي موحد ومساند لهم في هذه المعركة، حتى ينتزعوا حريتهم من قيود الاحتلال الإسرائيلي.