صحافة دولية

التايمز: لماذا تحولت عافية صديقي لرمز يتبناه كل جهادي؟

مازالت الجماعات الحقوقية بباكستان تدافع عن براءة صديقي - جيتي

نشرت صحيفة "التايمز" مقالا، قالت فيه إن اسم عافية صديقي قد لا يعني الكثير لمعظم البريطانيين، ولكن بالنسبة لمؤيديها، الذين لا يشملون الإسلاميين المتشددين فحسب، بل يشمل أيضا العديد من زملائها الباكستانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء عمران خان، أصبحت قضيتها صرخة حشد للمظالم المتصورة الناتجة عن "الحرب على الإرهاب".


وقال كاتب المقال، ومراسل الصحيفة للشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، إنه "في أمريكا، حيث تقضي عقوبة بالسجن لمدة 86 عاما، أُطلق عليها لقب سيدة القاعدة؛ بسبب صلاتها المزعومة بالجماعة. كانت تلك العقوبة لمحاولة قتل جنود أمريكيين، ونتجت عن حادثة غير عادية أثناء استجوابها بشأن أنشطة جهادية في تموز/ يوليو 2008.


وسلمت السلطات الأفغانية "سيدة القاعدة" إلى القوات الأمريكية، وكانت محتجزة للاستجواب في كابول، عندما تمكنت بطريقة ما من الاستيلاء على بندقية "أم4"، ورمي الرصاص حولها، فيما كانت الشخص الوحيد الذي أصيب بعد أن أطلق ضابط الرصاص على بطنها أثناء محاولة إخضاعها.


ووجهت لها تهمة الشروع في القتل وأدينت. لم تُتهم قط بارتكاب جرائم إرهابية على الرغم من كونها المرأة الوحيدة التي ظهرت على قائمة مكتب التحقيقات الفدرالي للمشتبه بهم من القاعدة، وعلى الرغم من سلسلة من القصص التي تم تداولها حول دورها كمنظمة جهادية وجمع تبرعات. وكان ذلك كافيا لإثارة سنوات من نظريات المؤامرة وادعاءات الظلم.

 

وصلت عالمة الأعصاب إلى أمريكا في سن 18 عاما، ودرست في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق، وحصلت لاحقا على درجة الدكتوراه من جامعة برانديز في عام 2001.


ويشتبه في أنها جمعت أموالا في ذلك الوقت مع زوجها الأول لقضايا إسلامية. ومع ذلك، ظهر اسمها فقط كشخصية مهمة في القاعدة، بعد استجواب عام 2003 لخالد الشيخ محمد، مسؤول العمليات الرئيسي لأسامة بن لادن، الموجود الآن في سجن غوانتانامو، والمتهم بالتخطيط لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر.


وأعطى الشيخ محمد اسم صديقي على أنها متورطة في تمويل القاعدة وأنشطة أخرى، بعد عقوبة الإيهام بالغرق خلال تعذيبه.


كما استعرف أنها طلقت زوجها الأول عام 2002، وتزوجت علي عبد العزيز علي، ابن شقيق خالد الشيخ محمد، المعروف باسم عمار البلوشي.


وقيل إنهما كانا يخططان لمزيد من الهجمات داخل أمريكا بعد عام 2001، بما في ذلك خطط لتفجير محطات وقود، مع أحد المتآمرين، ماجد خان. وعندما تم إلقاء القبض عليها، كان بحوزتها أدلة إدانة أخرى، بما في ذلك ذاكر فلاش، ووثائق تحدد الأهداف المحتملة في أمريكا، ومعلومات تتعلق بـ"القنابل القذرة" والأسلحة الكيماوية والبيولوجية والمتفجرات.

 

اقرأ أيضا: بماذا تختلف طالبان عن القاعدة وتنظيم الدولة فكريا وتنظيميا؟

تم القبض على كل من البلوشي وماجد خان في باكستان في عام 2003، بعد استجواب خالد الشيخ محمد، وهما الآن في سجن غوانتانامو، فيما فرت صديقي، وأصبحت أحد "المطلوبين" في أمريكا. وفي نهاية المطاف، اعتقلت من قبل القوات المحلية في ولاية غزنة الأفغانية، على طريق كابول – قندهار.


منذ إدانتها، طُلب الإفراج عنها مقابل سلسلة من ضحايا الاختطاف الجهاديين، من ليندا نورغروف، عاملة الإغاثة الاسكتلندية التي احتجزتها طالبان وقتلت خلال محاولة إنقاذ في عام 2010، إلى سجناء من الصحفيين الأمريكيين في تنظيم الدولة في سوريا.


كما كانت أيضا أحد المطالب بالنسبة لزعيم القاعدة نفسه وخليفة بن لادن، أيمن الظواهري.


يواصل الكثيرون في باكستان، جنبا إلى جنب مع جماعات الحقوق المدنية الإسلامية في أمريكا، إعلان براءتها. كما تقول المتهمة إنها ترفض استخدام العنف.

 

وأصدرت محاميتها مروة البيالي بيانا الأحد، قبل انتهاء المواجهة، قالت فيه إن عائلتها تدين "أي عنف وقع باسمها".