طب وصحة

باحث يدعو لعدم تكرار أخطاء جائحة 1918

يجب على العالم أن يتعلم بعض الدروس فيما يخص وباء كوفيد-19 - جيتي

استعرض الباحث في كلية الصحة العامة والطب الاستوائي بجامعة تولين، جون باري، الدروس التي يجب على العالم أن يتعلمها فيما يخص وباء كوفيد-19، محذرا من تكرار الأخطاء التي ارتكبت أثناء وباء الإنفلونزا عام 1918.

وقال الباحث في مقال نشرته "نيويورك تايمز" إن وباء الإنفلونزا أنهى حياة نحو 50 مليون شخص بعد أعوام فقط من ظهوره عام 1918، واستحق لقب "الوباء الأكثر فتكا في التاريخ" لكنه انتهى بـ"سرعة".

وأضاف: "الفيروس حينها تحول إلى الإنفلونزا الموسمية العادية في عام 1921، وينبغي ألا نكرر ذلك الخطأ".

ولفت مؤلف كتاب "الإنفلونزا الكبرى: قصة الوباء الأكثر فتكا في التاريخ"، إلى أن الوباء انتهى صيف عام 1919 بعد أن هدأت موجة ثالثة من العدوى كانت تضرب العالم، لكن الفيروس استمر في القتل، حيث أن المتحور الذي ظهر في عام 1920 قتل عددا من الأشخاص وكان كافيا لأن تحسب تلك العدوى موجة رابعة من العدوى.

وأشار إلى أن الإنفلونزا "في بعض المدن الأمريكية، تجاوزت الوفيات حتى تلك التي وقعت في الموجة الثانية من الوباء، على الرغم من حقيقة أن سكان الولايات المتحدة لديهم الكثير من المناعة من الفيروس بعد عامين من عدة موجات من العدوى وبعد أن انخفض الفتك الفيروسي في الموجة الثالثة بالفعل".

ونبه إلى أنه في عام 1920، لم تقم أي مدينة أمريكية بفرض قيود صحية مشابهة للقيود الكبيرة التي فرضت خلال العامين الماضيين، حيث كان الناس يشعرون بالضجر من الإنفلونزا، وكذلك المسؤولون الحكوميون.

 

اقرأ أيضا: موديرنا تبدأ إجراء تجارب سريرية على لقاح خاص بـ"أوميكرون"

ورأى الباحث أن الوقت الحالي تتوفر فيه كل الأسباب للتفاؤل، حيث تتراجع حالات "أوميكرون" في أجزاء من البلد، كما أن جميع سكان الولايات المتحدة تقريبا قد أصيبوا أو تم تطعيمهم قريبا، مما يعزز أجهزتهم المناعية ضد الفيروس كما نعرفه الآن.

وعلى الرغم من أن "أوميكرون" جيد بشكل غير عادي في إصابة الجهاز التنفسي العلوي، إلا أنه يبدو أقل قدرة على إصابة الرئتين من المتحورات السابقة، لذلك فهو أقل ضراوة، ومن الممكن تماما، بل وربما من المرجح أن يستمر الفيروس في الانخفاض بشراسته، مدفوعا باستجابة مناعية أفضل.

وأعرب عن قلقه من بدء ظهور علامات السأم على الناس، مما يجعلهم أقل تفاعلا مع إجراءات الحماية مثل تلقيح الأطفال، أو تلقي الجرعات المعززة، أو ممارسة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.

وتابع: "كانت النتيجة أنه على الرغم من أن أوميكرون يبدو أقل ضراوة، إلا أن متوسط الوفيات اليومية لمدة سبعة أيام بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تجاوز الآن ذروة دلتا في أواخر سبتمبر".

واستشهد الباحث بموجات من فيروس الإنفلونزا، التي بقيت تسبب وفيات كبيرة حتى عام 2009، معتبرا أنه ينبغي لمثل هذه السوابق أن تجعلنا حذرين، حيث يمكن أن تؤدي اللقاحات والعقاقير المضادة للفيروسات الجديدة باكسلوفيد وغيرها إلى إنهاء الوباء، بمجرد أن تصبح مليارات الجرعات متاحة على نطاق واسع على الصعيد العالمي، وإذا لم يطور الفيروس مقاومة.

واعتبر أن النهاية لن تصل في أي وقت قريب، حيث أن المستقبل القريب لا يزال يعتمد على تطورات الفيروس وكيفية استخدام ترسانتنا الحالية، اللقاحات والأقنعة والتهوية والتباعد الاجتماعي وتجنب الحشود.