سياسة دولية

خرائط لمواقع القوات وصور جوية.. كيف ستغزو روسيا أوكرانيا؟

الحشود الروسية على حدود أوكرانيا ليست مخصصة للتدريب بل للغزو وفقا لتقارير غربية- جيتي

يتصاعد التوتر على حدود أوروبا الشرقية في وقت بدأت فيه روسيا وبيلاروسيا التدريبات العسكرية المشتركة على مدى 10 أيام الخميس وسط جهود دبلوماسية مستمرة لنزع فتيل الأزمة بسبب مخاوف من غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس، في بيان لها بأن التدريبات العسكرية التي أطلق عليها اسم "حلفاء العزم 2022"، بدأت في بيلاروسيا وستنتهي في 20 فبراير.

وجاء في البيان أن "الغرض من التمرين هو تحديد مهام قمع وصد العدوان الخارجي أثناء القيام بعملية دفاعية ومكافحة الإرهاب وحماية مصالح دول الاتحاد".

 

 

وتخطط روسيا أيضا لإجراء مناورات بحرية من شأنها إغلاق أجزاء كبيرة من البحر الأسود وبحر آزوف، مما أثار احتجاجات من أوكرانيا على أن طرق الشحن التجارية ستختنق. ونفى الكرملين إغلاق طرق الشحن.


بينما يُعتقد أن انتشار موسكو في بيلاروسيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة، مع "توقع 30 ألف جندي مقاتل، وقوات العمليات الخاصة سبيتسناز، والطائرات المقاتلة بما في ذلك طائرات سوخوي سو -35، وصواريخ إسكندر ذات القدرة المزدوجة وأنظمة الدفاع الجوي إس -400".


فيما تجري التدريبات العسكرية في جميع أنحاء بيلاروسيا، بما في ذلك "ساحات تدريب دومانوفسكي، وجوزسكي، وأوبوز ليسنوفسكي، وبريستسكي، وأوسيبوفيتشكي"، بينما تشارك أيضًا في "مطارات بارانوفيتشي ولونينيتس وليدا وماشوليشي".

 

 

 

هذا وكشفت شبكة سي إن إن، اليوم الجمعة، عن صور التقطتها الأقمار الصناعية حديثا من قبل شركة التكنولوجيا الأمريكية ماكسار، تظهر إنشاء معسكرات بالقرب من الحدود البيلاروسية مع أوكرانيا، على بعد مئات الأميال من مكان إجراء التدريبات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 اقرأ أيضا: WP: التقاعس بحل مشكلة أوكرانيا سيتردد في كل أنحاء العالم

 

سيناروهات الغزو

 

من جهتها، أفادت شبكة إن بي سي الأمريكية بأن الجيش وأجهزة الاستخبارات الأمريكية حددوا سيناريوهات محتملة لتدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا.


ونشرت الشبكة، في تقرير، الخميس، خريطة تظهر سبعة مسارات قد "تغزو" بها روسيا أوكرانيا، وفقا لتقييمات الاستخبارات والعسكريين الأمريكيين.

 

 



وتحدثت الشبكة الأمريكية عن سيناريوهين اثنين لغزو شامل بشن هجمات متزامنة من اتجاهات مختلفة.


وبحسب السيناريو الأول، ستجتاز دبابات ومدرعات روسية الحدود وستتقدم نحو مدينتي بولتافا وخاركيف لتطويقهما، بينما ستتقدم القوات البرية بثلاثة مسارات من منطقة دونباس بالاتجاهين الشرقي والجنوبي، نحو شبه جزيرة القرم، بغية السيطرة على ساحل بحر آزوف، في حين ستشن مروحيات عسكرية هجوما جويا من القرم.


وتابعت الشبكة أن هذا السيناريو قد يشمل أيضا هجوما طموحا يرمي إلى سيطرة القوات الروسية على الساحل الأوكراني للبحر الأسود ثم تقدمها من ميناء أوديسا الأوكراني نحو مولدوفا بغية إقامة جسر بري على طول الساحل.


ونوه التقرير إلى أن أحد الخيارات المطروحة في التقييمات الأمريكية يقضي باستيلاء روسيا على معظم الأراضي الأوكرانية شرقي نهر دنيبر، أي منطقة تنتشر فيها نحو 50% من القوات المسلحة الأوكرانية.


وأما بخصوص السيناريو الثاني فهو "أكثر عدائية"، وفقا للشبكة، ويضيف محورين جديدين لـ"الغزو الروسي" في الشمال، ويقضي باستخدام المدفعية وأساليب الحرب الإلكترونية وتقدم القوات الروسية من أراضي بيلاروسيا جنوبا نحو مدينة جيتومير وشرقا إلى العاصمة كييف بغية تطويقها.


كما رجح هذا السيناريو استخدام القوات الروسية مسارا آخر، مرورا بمنطقة تشيرنوبل صوب كييف.


وأشارت الشبكة إلى أن تقييمات الحكومة الأمريكية لهذا السيناريو تشير إلى أن دبابات روسية قد تصل إلى مشارف كييف في غضون 48 ساعة فقط من بدء الغزو، بينما سيمنح نشر بطاريتين من صواريخ "إس-400" في الأراضي البيلاروسية الجيش الروسي التفوق في معظم مجال أوكرانيا الجوي والقدرة على إسقاط صواريخ العدو.


وفقا للتقرير، يدفع كلا السيناريوهين إلى شن هجمات مدفعية وصاروخية وغارات جوية مكثفة على مستودعات الأسلحة والرادارات والطائرات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي وغيرها من المرافق العسكرية الأوكرانية الهامة، بينما قد تصل حصيلة الضحايا بين المدنيين إلى 50 ألف قتيل وجريح، وفقا للتقييمات الأمريكية.


ونفت روسيا مرارا وتكرارا وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، مشددة على أن تحركات قواتها داخل حدودها لا تهدد أحدا وتندرج في الشأن الداخلي الروسي، وحملت الغرب المسؤولية عن تأجيج الهستيريا حول الموضوع.


وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد دعا المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام إلى الكف عن نشر الذعر بشأن "الغزو الروسي" المحتمل، محذرا من أن هذه التصريحات "غير المدروسة" تضر باقتصاد بلده.