صحافة إسرائيلية

"هآرتس": مسيّرة حزب الله جزء من حرب نفسية ضد إسرائيل

هرئيل: حزب الله وبمساعدة إيران يقوم بعملية متواصلة لتطوير منظومة الدفاع الجوي

سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على الطائرة بلا طيار التابعة لحزب الله اللبناني، والتي حلقت فوق شمال فلسطين المحتلة يوم الجمعة الماضي، وفشل الجيش في إسقاطها.

وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن جيش الاحتلال تردد في حسم طبيعة الجسم الطائر الذي حلق لفترة في سماء فلسطين المحتلة ظهر الجمعة الماضي، لكنه "في نهاية المطاف، اختار الحديث عن اختراق طائرة صغيرة، تملصت من الإسقاط ونجحت في العودة بسلام لحضن مشغليها؛ رجال حزب الله في جنوب لبنان".

حرب نفسية

 

 وأضافت: "حزب الله تحمل المسؤولية عن إطلاق الطائرة الصغيرة، لكنه لم ينشر الصور، ربما الأمر يتعلق بقيود تقنية؛ وربما كانت المنظمة تنتظر الوقت المناسب، للكشف عنها في إطار الحرب النفسية التي يشنها ضد إسرائيل".

وأشارت إلى أن "صفة طائرة صغيرة بالتحديد تضع هذا الحادث في نصابه؛ فعندما اخترق حزب الله للمرة الأولى سماء البلاد في أحداث في 2003 و2005 ومرة أخرى في 2012، كانت هذه بشكل عام طائرة مسيرة أثقل، وضعت في طياتها إمكانيات كامنة لضرر طبقا لذلك، وفي هذه المرة، يدور الحديث عن طائرة صغيرة من الصعب كما يبدو تحديد مكانها وإسقاطها".

وأكدت الصحيفة أن "اختراق الطائرة الصغيرة فاجأ الجيش الإسرائيلي؛ بسبب غياب تحذير استخباراتي مسبق، لذلك تم تشغيل صافرات الإنذار في شمال البلاد، ما تسبب في الذعر في أوساط الجمهور"، منوها إلى أن هناك "استخداما متزايدا للطائرات الشراعية أيضا من قبل حزب الله التي تخترق الحدود في الشمال، إما لجمع المعلومات أو لاستفزاز متعمد ضد إسرائيل".

ورأت أن "إطلاق حزب الله لمسيّرة صغيرة الجمعة، يبدو كرسالة من حزب الله مفادها أنه حتى لو أسقط لنا الجيش الإسرائيلي في كل مرة طائرة، فإنه يمكننا أن نواصل الإطلاق نحو الجليل متى أردنا، وإذا كانت إسرائيل تعتقد أنه يمكنها خرق سيادة لبنان بواسطة طلعات طائراتها المسيرة والحربية، فإن حزب الله سيعمل بصورة مشابهة من الجنوب".

مواجهة مباشرة

 

 وتساءلت: "هل الانشغال الواسع بالطائرات المسيرة بشتى أنواعها يخدم إسرائيل؟"، زاعمة أن "طلعات الاستعراض لتخويف لبنان، تخلق نوعا من المعادلة الجديدة لاستخدام القوة الجوية بين إسرائيل وحزب الله، وعمليا لا توجد احتمالية كبيرة للمقارنة، فنحن في المجال الجوي أقوى".

وفي المقابل، "تتطور أمام تل أبيب مشكلة بعيدة المدى؛ فحزب الله وبمساعدة إيران، يقوم بعملية متواصلة لتطوير منظومة الدفاع الجوي، وبصورة مشابهة يتصرف النظام السوري بمساعدة روسيا، والتزود بمنظومات دفاع جوي متطورة تضع تحديا أمام سلاح الجو، وتقتضي تخطيطا حذرا أكثر للطلعات من أجل مواصلة تنفيذ المهمات الملقاة عليه في الجبهة الشمالية، وبهذه الصورة، فإن إسرائيل تقريبا تتجنب كليا إجراء هجمات جوية في لبنان، وهذا يحدث في ظروف استثنائية جدا مثلما في الرد على إطلاق الصواريخ في السنة الماضية أو في القصف الفريد في جنوب بيروت الضاحية في آب/ أغسطس 2019، وفي ذاك الهجوم، حيث تم تدمير مكون حيوي في "مشروع الدقة" لحزب الله من أجل تحسين دقة الصواريخ والقذائف التي بحوزته".

ونبهت "هآرتس" إلى أن "إسرائيل قلقة من الاستخدام الواسع للمسيرات الهجومية، الذي تقوم به إيران بواسطة منظمات تقوم بتشغيلها في العراق وسوريا وجماعة الحوثي في اليمن، ففي السنوات الأخيرة كانت عدة هجمات كهذه، ذروتها كانت في الهجوم الشديد على مواقع لشركة "أرامكو" السعودية في 2019، والذي تسبب في ضرر كبير".