صحافة إسرائيلية

لهذا يواجه الاحتلال صعوبة بالاختيار بين أوكرانيا وروسيا

الإسرائيليون يميلون إلى النظر إلى بوتين بلطف بسبب محبته للسامية والود تجاه اليهود- صفحة الكرملين

وضع الغزو الروسي العسكري لأوكرانيا، دولة الاحتلال وساستها في امتحان صعب، في وقت باتت فيه تل أبيب تخشى تحريك يدها عن منتصف العصا، تجنبا لردود فعل موسكو وغضبة بوتين.

 

وفي هذا الصدد قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، أدار ووزير الخارجية يائير لابيد سياسة خارجية متماسكة إلى حد ما، لكن "اليوم الذي قصفت فيه روسيا أوكرانيا كان استثناء".

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير بأن "لابيد وتحت غطاء غربي، أدان العملية الروسية بشكل واضح، إلا أن بينيت كان حذرا من إدخال إسرائيل في صراع لا يربح فيه، وقال إن هذه الحرب ليست من شأن الدولة"، مشيرة إلى أن "هذا الاختلاف كشف عن المخاطر التي تواجهها إسرائيل مع اندلاع الحرب مرة أخرى في القارة الأوروبية: الوقوف إلى جانب الروح الغربية التي احتضنتها إسرائيل منذ نشأتها، أو الانتباه إلى العملاق الروسي الذي يلوح في الأفق على أعتاب إسرائيل، في سوريا".

وأوضحت أن "لابيد الذي يقود حزب (هناك مستقبل)، يجسد الصهيونية العلمانية ذات الميول اليسارية التي شكلت إسرائيل منذ تأسيسها حتى السبعينيات. في تلك الحقبة كانت إسرائيل تعتبر نفسها على قدم المساواة بين دول العالم، حريصة على التعامل مع أزمات وانتصارات النظام العالمي، تماما مثل أي دولة أخرى".

وبحسب الصحيفة فإن "بينيت الذي يقود  (الجناح اليميني)، يمثل الصهيونية الدينية والقومية التي سادت طوال السنوات الخمس والأربعين الماضية، وهو يرى أن دور إسرائيل هو قبل كل شيء حماية اليهود، حتى ولو كان الثمن تنفير الحلفاء".


اقرأ أيضا: تباين إسرائيلي تجاه الغزو الروسي على أوكرانيا.. وغضب داخلي


ونقلت الصحيفة عن سكوت لاسينسكي، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي يعمل الآن أستاذا لدراسات إسرائيل في جامعة ماريلاند، قوله إن "الإسرائيليين يميلون إلى النظر إلى بوتين بلطف بسبب محبته للسامية والود تجاه اليهود"، مشيرا إلى أن "روسيا تسمح للإسرائيليين بالسفر إليها بدون تأشيرة، وهو ما لا تسمح به الولايات المتحدة".

 

انتقادات

 

في السياق، تزايدت الانتقادات لسلوك حكومة بينيت من الغزو الروسي، وأوضحت "هآرتس" العبرية، في مقال للكاتبة الإسرائيلية كارولينا ليندسمان، ان إمكانية حياد تل أبيب في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا "حقا لم تكن قائمة"، منوهة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، مائير لابيد "قبل أيام من غزو روسيا لأوكرانيا قام بتغيير النغمة، وقال: "إذا حدث الغزو فنحن سنختار الجانب الأمريكي، نحن مع الغرب". 

ذرائع الاحتلال 


وأضافت: "بعد ذلك، أوضح أن إسرائيل حذرة أكثر من الأمريكيين والبريطانيين لسببين؛ الأول، أنه توجد لإسرائيل حدود مع سوريا، وروسيا هناك، والثاني، القلق على سلامة اليهود في روسيا وأوكرانيا؛ أي إن هناك ذريعة إسرائيلية وأخرى يهودية". 

ولفتت الصحيفة، إلى أن "لابيد أمل في أن الذريعة اليهودية كافية له، وأن العالم سيقدم تخفيضات أخلاقية لدولة اليهود، والجاليات اليهودية، هي ورقة جيدة لمن يريد أن يؤدي فيها دورا محايدا، ويبدو أن التزام إسرائيل باليهود لكونهم يهودا، يمنعها من اتخاذ أي موقف في الصراعات العالمية"، منوهة إلى أن "لابيد قام حتى النهاية بعصر حبة الليمون هذه، في محاولة للبقاء على الجدار عندما أمل في ألا يكون غزو". 

ورأت أن "المشكلة؛ أنه في فترة حكم بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء السابق)، أهملت إسرائيل مصالح الجاليات اليهودية عندما أيدت حكومات غير ليبرالية أو شعبوية، التي لم تكن في أي يوم جيدة لليهود، والعلاقات الإشكالية التي تعهدها نتنياهو مع دول فاشية، والدعم الخطير لدونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق)، والعلاقات المتعكرة مع إدارة باراك أوباما (الرئيس الأمريكي الأسبق) ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالطبع، كل ذلك من أجل الحصول على الدعم لمواصلة الاحتلال وما ينتج عنه". 

وقالت: "نتنياهو كان لاعبا رئيسيا في تشكيل نظام عالمي جديد، بما في ذلك في الشرق الأوسط، الذي ضمن أمورا أخرى؛ قاد إلى خلق حدود مشتركة بين إسرائيل وروسيا، إضافة إلى خلق الاعتماد على مصادقة روسيا من أجل مهاجمة سوريا". 

توابع صعبة 

 
وأكدت "هآرتس" أن "حيادية تل أبيب لن تنفعها، وإسرائيل اضطرت إلى أن تقرر ما إذا كانت مع الغرب أو ضده، والنتيجة أنها الآن في المواجهة، وهذا أكثر خطورة من المس بحرية الطيران للضرب في سوريا، وإشارة على ذلك حصلنا عليها قبل شهر عندما قامت طائرات روسية وسورية بالتحليق في هضبة الجولان فوق الحدود مع إسرائيل، وحتى إن روسيا أعلنت أنها تنوي تحويل هذه الطلعات إلى أمر روتيني".