ملفات وتقارير

ما أسباب انتشار ظاهرة بيع الأعضاء بسوريا.. وما دور القانون؟

القانون السوري يتيح التبرع بالأعضاء من الأقارب وغير الأقارب - جيتي

تنتشر في مناطق سيطرة النظام السوري ظاهرة بيع الأعضاء، حيث ظهرت "سوق سوداء" تدير عمليات البيع من خلال نشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص يعرضون أعضاءهم للبيع، إضافة إلى وجود ملصقات في الشوارع.

وأكد المسؤول العلمي في مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية لجراحة المسالك البولية الدكتور أحمد فريد غزال أن كثيرا من الأشخاص يعرضون الكلية والخصية للبيع بسبب الأزمة الاقتصادية في سوريا.

 وأشار إلى أنه يتلقى "استفسارات كثيرة من أشخاص يرغبون ببيع الكلية والخصية، مقدراً هذه الاتصالات بمرة أو مرتين في الأسبوع"، وفق إذاعة "ميلودي إف إم" المقربة من النظام.

القانون يتيح تجارة الأعضاء

وقال القاضي خالد شهاب الدين، إن القانون السوري رقم 30 لعام 2003، يتيح التبرع بالأعضاء من الأقارب وغير الأقارب، ما يشرعن بشكل غير مباشر تجارتها.


وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن تساهل القانون جعل مسألة الاتجار بالأعضاء رائجة تحت اسم التبرع، في حين أنه من الصعب أن يقوم شخص بالتبرع لشخص آخر لا تربطه معه صلة قرابة دون مقابل مادي ما يعني أن الأمر يتعلق ببيع أعضاء بشرية في ظل حماية القانون.

وأشار إلى أن المادة الأولى من القانون جاءت عامة وفضفاضة وتتحدث عن إعطاء الحق للاختصاصيين في المستشفيات والأطباء أو المراكز الطبية بنقل النسيج من المتبرع إلى المريض، وتتيح تسهيل الاتجار بالأعضاء خاصة مع وجود شبكات تجارة الأعضاء المنتشرة حتى قبل الثورة دون أن يتم التصدي لها.

ولفت إلى أن المادة الأولى لم تحدد من هو المتبرع ولم يتم تحديده هل هو قريب أو صديق وهل تتم العملية في ذات المشفى، كما لم تحدد المشافي التي يجب أن تتم فيها عمليات زرع الأعضاء أو تحديد أطباء مسؤولين عن زرع الأعضاء، بل تركت الباب مفتوحا أمام الجميع لإجراء مثل هكذا عمليات.

وأكد أنه حتى لو تم تعديل نص القانون ليكون رادعا لعمليات بيع الأعضاء والاتجار بالبشر، فإن الفساد داخل النظام السوري سيمنع تطبيق القانون، مرجحا أن تكون أجهزة النظام مسؤولة عن عمليات البيع بشكل مباشر.

وتابع: "أجهزة النظام وفرت البيئة المناسبة لعصابات الاتجار بالأعضاء، بعد انتشار المليشيات الإيرانية والأفغانية وغيرها، ما أدى لحالة من الفلتان الأمني في مناطق سيطرته".

 

اقرأ أيضا: سوريا.. من الاكتفاء الذاتي إلى الانهيار التام

الفقر والاضطرابات

بدورها، أوضحت الأخصائية النفسية والاجتماعية زهور قهواتي، أن الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا، إضافة إلى الكمية الهائلة من الشعور بالإحباط واليأس والاكتئاب لدى السوريين، قد تدفع الأشخاص لبيع أعضائهم للحصول على مبلغ مادي.

وأكدت في حديثها مع "عربي21"، أن جشع الأطباء يساعد على انتشار ظاهرة بيع الأعضاء، خاصة أن بعض الأطباء يخونون مهنتهم من خلال إخفاء المضاعفات التي يمكن أن تؤثر على الأشخاص في حال خسارة جزء من أعضائهم.

وشددت على ضرورة زيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر وأضرار بيع الأعضاء للحد من انتشار هذه الظاهرة، مؤكدة أن أعداد ضحايا الاتجار بالبشر أصبحت كبيرة في ظل انتشار الفقر والبطالة والجهل وغيرها من المشاكل الاجتماعية.

ولا تتوفر إحصائيات رسمية أو غير حكومية عن عدد حالات الاتجار بالأعضاء، إلا أن الطبيب عمار الراعي أخصائي جراحة الكلية بدمشق، أكد أنه يرده يوميا اتصالات كثيرة من أشخاص وحتى من إناث يرغبون بعرض كليتهم للبيع، مضيفا: "يأتيني يوميا من 2-3 اتصالات بهذا الخصوص"، وفق إذاعة "ميلودي إف إم" المقربة من النظام.