صحافة إسرائيلية

خشية إسرائيلية من استغلال إيران الجنوب السوري ضد تل أبيب

عدد غير قليل من شيعة سوريا يتركزون في جنوب سوريا

سلطت كاتبة إسرائيلية الضوء على تهديد جديد ضد الاحتلال الإسرائيلي، مصدرة حالة التغيير الديمغرافي الواضح التي تشهدها سوريا، خاصة منطقة الجولان.

وقالت ليلاخ شوفال، في مقال بعنون "استيطان إيراني في الجولان"، بصحيفة "إسرائيل اليوم": "مع نهاية الحرب في سوريا، يشخص الجيش الإسرائيلي تهديدا جديدا، يجلبه معه التغيير الديمغرافي والارتفاع الواضح في السكان الشيعة في سوريا".

ونوهت إلى أن هناك "تخوفا من استغلال إيران وحزب الله الوضع لأجل تجنيد مؤيدين ونشطاء من بين أبناء الطائفة الشيعية، مثلما فعلوا في لبنان"، مضيفة: "فضلا عن التغيير الإقليمي، جلبت الحرب معها أيضا تغييرا واضحا في التركيبة الديمغرافية في سوريا الأسد، الذي يسيطر حاليا على 60 في المئة من سوريا".

 

وأشارت إلى أن "عددا غير قليل من شيعة سوريا يتركزون في جنوب سوريا، في هضبة الجولان المحاذية لإسرائيل، وصحيح حتى هذا الوقت، لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن تشيع سوريا أو هضبة الجولان، لكن هذا هو الميل بالطبع".

 

اقرأ أيضا: تخوف إسرائيلي من استغلال إيران الحرب ورفع نشاطها بالجولان

بالتوازي، "مع نهاية الحرب، الضائقة المدنية في المنطقة آخذة في الاحتدام، والشبان يهاجرون إلى خارج سوريا، والفقر يتسع، جدا، وتجربة الماضي تفيد بأن محافل مصلحية تعرف كيف تستغل تلك الضائقة من خلال الجمعيات الخيرية المختلفة، من خلال المساعدات بالغذاء ووسائل التدفئة، وهذا ما حصل مع حزب الله في لبنان".

وذكرت الكاتبة، أن "من يحاول بشكل غير مفاجئ أن يستغل الوضع في سوريا هي إيران، التي تحاول الدخول إلى الفراغ، ليس بموافقة ورضى زعيم النظام السوري الأسد الذي اختار موسكو على طهران"، موضحة أن "السكان الشيعة يشكلون مصدر تجنيد هاما لمحافل برئاسة إيران، وحسب التقديرات الإسرائيلية، يوجد بضع مئات ممن جندهم حزب الله أو إيران وفروعها".

وأضافت: "ليس مؤكدا أن كبار جهاز الأمن الإسرائيلي على وعي كاف بالميل الديمغرافي، الذي من شأنه أن يصبح أكثر أهمية كلما مر الوقت، ويتحول لمشكلة أمنية تهدد شمال إسرائيل، وإذا ما تحقق بالفعل سيناريو الرعب، فإن شمال إسرائيل سيحاصر بحزب الله في لبنان، وبالشيعة في سوريا، وعمليا، بفضل أعمال هامة للجيش الإسرائيلي في إطار "المعركة بين الحروب"، تجد إيران صعوبة شديدة في التموضع العسكري في سوريا، والشبكات هناك تحبط من الجو أو من البر".


وأفادت شوفال، أنه "في المنطقة المجاورة للحدود، تقود المعركة فرقة "210" بقيادة العميد رومان غوفمان، من خلال اجتياحات الأراضي السورية والنار المضادة نحو الشبكات ومواقع الجيش السوري، التي تخرق اتفاقات فصل القوات بين إسرائيل وسوريا في 1974، وفي هذا الإطار، القوات البرية تنفذ أعمالا تجتاز الجدار أو نارا مضادة، ويقود هذه الأعمال بشكل عام قادة حظائر تتلقى المسؤولية عن المهمة، وبذلك يتحقق هدف آخر، هو تعزيز القيادة الصغرى في الجيش".

وبينت أنه "خلال السنة الأخيرة، نفذت في الجبهة عدة اجتياحات وبضع عشرات الكمائن، التي في إطارها اعتقل نحو 15 سو ريا اجتازوا الحدود، بعضهم غير أبرياء"، منوهة إلى أنه "مع الأعمال العسكرية، إذا ما فهمت قيادة جهاز الأمن أن هذا تهديد هام، سيكون ممكنا تنفيذ أعمال أخرى على المستوى الاستراتيجي؛ لأجل التصدي للتهديد الجديد، في ظل استغلال حقيقة أن الأسد نفسه غير راض عن التواجد الإيراني في أراضيه".