سياسة دولية

مستشار النمسا إلى موسكو.. أكثر من 4.5 مليون لاجئ أوكراني

أوكرانيا تشهد دمارا واسعا في مدنها ولا يُعرف متى تنتهي الحرب- جيتي

تستمر الحرب في أوكرانيا، لليوم الـ46، وسط تطورات سياسية وميدانية عدة، اليوم الأحد، دون التوصل إلى حل نهائي يوقفها.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعد لـ"معركة كبرى" لتحسين وضعها التفاوضي
 

مستشار النمسا إلى موسكو

 

وفي مقدمة التطورات السياسية، يلتقي المستشار النمسوي كارل نيهامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، في موسكو، ليكون أول مسؤول أوروبي يجتمع بالأخير منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، بحسب ما أعلنت المستشارية الأحد.

وقال متحدث باسم المستشار، الذي زار أوكرانيا السبت، إنه "سيتوجه (إلى موسكو) بعدما أبلغ برلين وبروكسل والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي" بهدف تشجيع الحوار.

وأكّد المتحدث أن المستشار النمساوي سيكون أول مسؤول أوروبي يلتقي بوتين منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.

وأضاف أن نيهامر هو من بادر ورتب للاجتماع خلال زيارته لأوكرانيا، راغبا في "بذل كل ما في وسعه لتحقيق تقدم نحو السلام"، حتى لو كانت الفرص ضئيلة.

وينوي البحث مع الكرملين في "جرائم الحرب" في مدينة بوتشا قرب كييف التي زارها السبت. 

 

وقال نيهامر عبر "تويتر": "نحن محايدون عسكريا، لكن لدينا موقف واضح من حرب العدوان الروسية على أوكرانيا. يجب أن تتوقف!".

 

وتابع أن أوكرانيا "بحاجة إلى ممرات إنسانية ووقف إطلاق نار وتحقيقات كاملة في جرائم الحرب".


وعُثر على عشرات الجثث في لباس مدني قبل أسبوع في بوتشا، موزعة على الطرق وفي مقابر جماعية، بعيد انسحاب القوات الروسية من المدينة. ونفت موسكو أي ارتباط لها بذلك.

وكان نيهامر الذي عاد إلى فيينا الأحد قد التقى في كييف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. 

وقال المتحدث: "من المهمّ، في إطار حيادنا، أن ندعم أوكرانيا على المستويين الإنساني والسياسي".

والنمسا عضو في الاتحاد الأوروبي، لكنها ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي.

ونددت فيينا بالغزو الروسي لأوكرانيا، وطردت هذا الأسبوع أربعة دبلوماسيين روس.

 

مظاهرات مؤيدة للروس في ألمانيا

 

وفي سياق آخر، شهدت ألمانيا في نهاية الأسبوع تظاهرات عدة مثيرة للجدل دعت إليها الجالية الكبيرة للناطقين بالروسية في البلاد، التي تعتبر أنها تتعرّض للتمييز منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

والأحد، شارك نحو 600 شخص في تظاهرة في وسط فرانكفورت، رافعين الأعلام الروسية، في تحرّك "ضد الحقد والإساءة".

 

اقرأ أيضا: مظاهرات في ألمانيا تأييدا لروسيا (شاهد)

وشارك عدد مماثل في تجمّع نظّم بشكل متزامن في هانوفر في شمال البلاد، دعا إليه أفراد في الجالية الناطقة بالروسية، وفق ما أفادت الشرطة المحلية.

والسبت، نُظّمت تظاهرتان مماثلتان في ليوبيك (شمالا) بمشاركة 150 شخصا، وفق الشرطة، وفي شتوتغارت.

وفي فرانكفورت، تجمّع المتظاهرون بادئ الأمر في شارع المصارف في المدينة تحت رقابة أمنية مشددة.

وانطلق المشاركون في التظاهرة المؤيدة لروسيا في مسيرة نحو أكبر مدفن في المدينة لوضع الزهور عند السياج؛ تكريما لجنود سوفياتيين سقطوا في الحرب العالمية الثانية.

وتصدّرت المسيرة لافتة كبرى كتب عليها "حقيقة وتنوّع آراء وليس دعاية".

وقال متظاهر يدعى سيباستيان ويبلغ 25 عاما: "الحرب لم تبدأ هذا العام، هي مستمرة منذ العام 2014؛ لذا أعتبر أن الحديث عن عدوان" روسي على أوكرانيا هو في الواقع توصيف غير دقيق.

في هانوفر، حيث انطلق متظاهرون مؤيدون للروس في موكب بالسيارات تحت مراقبة الشرطة، نُظّمت تظاهرة مقابلة شارك فيها 3500 شخص تحت شعار "دعم أوكرانيا"، وفق الشرطة.

والسبت، منعت قوات الأمن في ليوبيك موكبا مماثلا لنحو ستين سيارة من المضي قدما بسبب "مخالفة التشريعات" مرعية الإجراء، خصوصا في ما يتعلّق بـ"إبداء التأييد للحرب العدوانية التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، واستخدام رموز محظورة"، وفق الشرطة المحلية.

وتخشى السلطات الألمانية تمدّد النزاع الروسي الأوكراني إلى أراضي البلاد.

وفي ألمانيا، 1,2 مليون شخص متحدّرين، هم أو عائلاتهم، من روسيا، و325 ألفا من أوكرانيا، يضاف إليهم ما لا يقل عن 316 ألف لاجئ أوكرانيين وصلوا إلى ألمانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير.

وأثار تزايد التظاهرات المندّدة بـ"رهاب الروس" في ألمانيا سجالا حادا في البلاد، حيث تتخوّف السلطات من استغلال هذه التحركات في الدعاية السياسية وفي الدفاع عن شعارات ترفعها موسكو في حربها على أوكرانيا.


ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت الشرطة 383 جرما بحق الروس، و181 جرما بحق الأوكرانيين.


أكثر من 1200 جثة في كييف


وأعلنت أوكرانيا، الأحد، أنه تمّ حتى الآن العثور على أكثر من 1200 جثة في منطقة كييف، التي احتلّت القوات الروسية قسما منها لعدة أسابيع، في حين يستمر القصف في البلاد التي تتهيّأ لهجوم روسي واسع النطاق في الشرق، حيث يتواصل إجلاء السكان.

في الأثناء، تواصل القصف والغارات الجوية في أوكرانيا. وصباح الأحد أوقع قصف طاول خاركيف وضواحيها قتيلين على الأقل، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف على "فيسبوك".

 

اقرأ أيضا: تبادل أسرى بين أوكرانيا وروسيا.. ومقبرة جماعية جديدة في بوتشا

في دنيبرو، المدينة الصناعية البالغ عدد سكانها مليون نسمة، تعرّض المطار لقصف روسي جديد الأحد أدى إلى "تدميره بالكامل"، بحسب ما أعلن مسؤول محلي.

وسبق أن استهدف قصف روسي مطار دنيبرو في 15 آذار/ مارس، ودُمّر مدرج الإقلاع والهبوط، وتضرّر مبنى المطار.

وليلا، سقطت سبعة صواريخ في منطقة ميكولاييف، التي تبعد نحو مئة كيلومتر إلى شمال شرق أوديسا، ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تضم ميناء استراتيجيا كبيرا على البحر الأسود، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية المحلية.


والأحد، أفادت المستشارية النمسوية بأن المستشار النمسوي كارل نيهامر، سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، ليكون أول مسؤول أوروبي يجتمع بالأخير في موسكو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.


تطورات خاركيف


واتّهم حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف الجيش الروسي بأنه "يواصل حربه على المدنيين، بعدما فشل في تحقيق انتصارات على الجبهات".

وفيما يسعى السكان للهرب من شرق البلاد؛ تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق، أعلنت النائبة العامة الأوكرانية ايرينا فينيديكتوفا، الأحد، أنه تمّ حتى الآن العثور على 1222 جثة في منطقة كييف التي احتلت القوات الروسية قسما منها لأسابيع عدة. 

وقالت في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية: "لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها".

ولم تحدد ما إذا كانت جثث مدنيين حصرا.

كما أشارت إلى فتح 5600 تحقيق في جرائم حرب محتملة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.

وقبل أسبوع، أعلنت فينيديكتوفا العثور على جثث 410 مدنيين في مناطق استرجعتها القوات الأوكرانية في منطقة كييف.

ولفتت حينها إلى احتمال وجود جثث أخرى لم تجمع بعد، ولم تتم معاينتها.

في مدينة بوتشا وحدها، في شمال غرب كييف، دُفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية، بحسب حصيلة السلطات الأوكرانية في 2 نيسان/ أبريل.

 

حزمة عقوبات أوروبية سادسة


ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض حزمة عقوبات سادسة على موسكو الاثنين، في لوكسمبورغ، لكن وقف مشتريات النفط والغاز لوقف تمويل الجهد الحربي الروسي يقسم الدول الـ27.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الجمعة الماضية، خلال زيارتها إلى كييف مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "فرضنا للتو عقوبات شديدة على روسيا، ونستعد لرزمة سادسة".

ويواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبة جميع محاوريه الأوروبيين "بفرض عقوبات شديدة".

وخلال اجتماعهم، يناقش وزراء الاتحاد الأوروبي مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، دعم الاتحاد للتحقيقات في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

"قائد روسي جديد للحرب"


وصرح مسؤول أمريكي رفيع، الأحد، بأن روسيا عينت قائدا جديدا لحربها في أوكرانيا، بعد أن منيت بنكسات كبيرة في عمليتها العسكرية التي بدأتها في فبراير/ شباط الماضي، بحسب وكالة أسوشييتد برس.

ونقلت الوكالة عن المسؤول (فضل عدم ذكر اسمه) أن روسيا اختارت الجنرال ألكسندر دفورنيكوف (60 عاما)، أحد أكثر الضباط العسكريين خبرة في روسيا، كقيادي جديد لحربها في أوكرانيا.

وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الجنرال دفورنيكوف له "سجل من الوحشية ضد المدنيين في سوريا ومسارح الحرب الأخرى".

بدوره، رأى جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أنه "لا يمكن لتعيين أي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلًا استراتيجيًا في أوكرانيا".

وأضاف سوليفان، في تصريح لشبكة "سي أن أن"، أن "الجنرال المعين سيكون مجرد مرتكب جديد للجرائم والأعمال الوحشية ضد المدنيين".

وتابع بأن "الولايات المتحدة عازمة على بذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين في مواجهته ومقاومة القوات التي يقودها".

ويأتي قرار إنشاء قيادة جديدة لساحة المعركة في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لما يُتوقع أن يكون دفعة كبيرة وأكثر تركيزًا لتوسيع السيطرة الروسية في دونباس، ويأتي بعد محاولة فاشلة لغزو العاصمة كييف، وفق الوكالة الأمريكية.

واكتسب دفورنيكوف شهرة في أثناء قيادته لمجموعة القوات الروسية في سوريا، وشغل مناصب كبيرة في الجيش الروسي قبل تعيينه مسؤولا عن القوات الروسية في سوريا عام 2015.

ووصف سوليفان الجنرال بأن لديه سجلا من الوحشية ضد المدنيين في سوريا، متوقعا أن يكون له السجل ذاته في أوكرانيا.


وشدد على أن استراتيجية الولايات المتحدة لا تزال كما هي في تزويد أوكرانيا بالدعم العسكري واللوجستي الذي تحتاجه.

شباب أوكرانيون يحاولون الهرب


وأعلن حرس الحدود الأوكراني، الاثنين، القبض على نحو 2200 شاب في سن القتال، في أثناء محاولتهم مغادرة البلاد، منذ فرض الأحكام العرفية جراء العملية العسكرية الروسية.

وقالت وكالة حرس الحدود الأوكراني، في بيان، إن بعض ممن حاولوا مغادرة البلاد استخدم وثائق مزورة، وآخرون حاولوا رشوة حرس الحدود للخروج من البلاد.

وأضافت أن بعض من حاولوا المغادرة لقوا مصرعهم في أثناء محاولة عبور جبال الكاربات، في ظروف طقس سيئة، دون ذكر عدد محدد.

وبموجب حالة الأحكام العرفية، فإن السلطات الأوكرانية تمنع الشباب والرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 من مغادرة البلاد؛ حتى تتمكن من استدعائهم للقتال.


نحو 4.5 ملايين لاجئ أوكراني


وأعلنت الأمم المتحدة أنّ عدد اللاجئين الأوكرانيين في دول الجوار بلغ 4 ملايين و503 آلاف منذ التدخل العسكري الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي.

وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، الأحد ، مقتل ما لا يقل عن 1793 مدنيا، وإصابة 2439 آخرين.

وأشارت إلى أنّ أكثر من نصف اللاجئين الأوكرانيين موجودون في بولندا.

وبحسب البيان، لجأ مليونان و593 ألف أوكراني إلى بولندا، و686 ألفا و232 إلى رومانيا، و419 ألفا إلى المجر، و410 آلاف و882 إلى مولدوفا.

وأوضحت أن 113 ألفا عبروا إلى روسيا في الفترة بين 21 و23 شباط/ فبراير من منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا.

وبيّنت المفوضية أن مئات الآلاف من الذين عبروا نحو دول الجوار، توجهوا بعدها إلى بلدان أوروبية أخرى.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة أعلنت أن 7.1 ملايين مدني نزحوا داخل أوكرانيا.

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".