سياسة دولية

من هو رئيس وزراء باكستان الجديد؟ (بروفايل)

عُرف كمسؤول صارم وأبقى الموظفين في حالة تأهب دائمة بقيامه بزيارات مباغتة-

انتخب نواب البرلمان الباكستاني، الاثنين، زعيم المعارضة شهباز شريف رئيسا جديدا للوزراء بعد سحب الثقة من عمران خان، الذي قدم نوابه استقالاتهم تزامنا مع جلسة الانتخاب.


وحصل زعيم المعارضة شهباز شريف، خلال جلسة الانتخاب في البرلمان، على 174 صوتا، ليفوز بمنصب رئيس الوزراء، ويشكل لاحقا حكومة جديدة.


وتعيش باكستان على ضوء أزمة دستورية استمرت أسبوعا وبلغت ذروتها الأحد، عندما خسر خان تصويتا لحجب الثقة، بعد أن ألغى القضاء في وقت سابق قرارا رئاسيا بحل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها.


من هو شهباز شريف؟


وشهباز شريف البالغ من العمر 70 عاما، هو زعيم حزب الرابطة الإسلامية، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي شغل منصب رئاسة الوزراء لثلاث مرات، وقد وردت تكهنات في وسائل الإعلام الباكستانية تفيد بأن الأخير قد يعود قريبا من منفاه في بريطانيا.


وفي 2017، قررت المحكمة العليا، منع نواز شريف من شغل مناصب عامة، وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهم تتعلق بالفساد، إثر معلومات سربت في وثائق "بنما"، قبل أن يتم الإفراج عنه ليخضع للعلاج في الخارج.


ولد شهباز شريف في عائلة ثرية، لكنه فضل عالم السياسة بدلا من التجارة.


وفي عام 1985، بدأ حياته المهنية في الخدمة العامة، رئيسا لغرفة تجارة وصناعة لاهور، ثم انضم إلى المجال السياسي على خطى شقيقه الأكبر نواز شريف، حيث تم انتخابه لأول مرة لعضوية جمعية البنجاب عام 1988.


وخلال الفترة 1990-1993، انتخب شهباز عضوا في الجمعية الوطنية الباكستانية ثم عضوا في جمعية البنجاب عام 1993، وشغل منصب زعيم المعارضة حتى عام 1996.

 

مسؤول صارم


شغل شهباز شريف سابقًا ثلاث مرات منصب رئيس الوزراء لولاية البنجاب، أغنى ولايات باكستان، حيث اكتسب شهرة بصفته مسؤولا إداريا فعالا.


عُرف كمسؤول صارم، وأبقى الموظفين في حالة تأهب دائمة بقيامه بزيارات مباغتة إلى المكاتب الحكومية، وغالبا ما يذكر أبيات قصائد ثورية في خطاباته وخلال تجمعاته العامة.

 

وعام 1997، أصبح عضوا في جمعية البنجاب للمرة الثالثة، وانتخب أيضا رئيسا للوزراء بالإقليم للمرة الأولى.


شملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في السعودية، بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهما تتعلق بفساد مالي.

 

وفي 2008، عاد شهباز من المنفى، وتم انتخابه كعضو في جمعية البنجاب للولاية الرابعة، وشغل منصب رئيس وزراء البنجاب للمرة الثانية حتى آذار/ مارس 2013، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب.


وفي الانتخابات العامة خلال 2013، وصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى السلطة في البنجاب، وبعد ذلك تم انتخاب شهباز شريف رئيسا لوزراء البنجاب للمرة الثالثة.


ويتميز شريف بكونه أكثر من استمر في منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، حيث شغل هذا المنصب 3 مرات.

 

اقرأ أيضا: كيف علّق عمران خان على حشود خرجت لتأييده؟ (فيديو)
 

العلاقة مع الجيش 


انتقد شهباز شريف الجيش الباكستاني مرارا وتكرار، إلا أنه قرر في السنوات الأخيرة الماضية اتخاذ نبرة أكثر تصالحية، حيث قال في 2018، إن البلاد بحاجة إلى "المضي قدما" وتجاوز الخلافات مع الجيش، عارضا العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه رئيسا للوزراء.


وفي 2017، كان شهباز أحد أبرز المرشحين لخلافة أخيه المقال من منصبه نواز شريف، على خلفية اتهامات بالفساد، إلا أنه خسر الانتخابات أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين، شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية.

 

فساد وغسيل أموال


وعلى غرار ما حدث مع العديد من أفراد عائلة شريف، طالت اتهامات بالفساد وغسيل الأموال شهباز ونجله حمزة، حيث جمد ديوان المحاسبة الوطني في باكستان في 2019 العديد من العقارات التي تعود ملكيتها لهما، ووُجهت إليهما اتهامات بغسيل الأموال.


وفي 2020، ألقي القبض على شهباز شريف بتهمة التورط بغسل أكثر من 7 ملايين و328 روبية (حوالي 40 مليون دولار) في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة، وقد تم إطلاق سراحه لاحقا بكفالة.


وفي أبريل 2021 أطلقت محكمة لاهور العليا سراحه بكفالة.

 

"رحيل خان فرصة"


يتزعم شهباز شريف المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ آب/ أغسطس 2018، وقد قاد محاولات المعارضة في البرلمان الباكستاني للإطاحة بعمران خان، الذي يتهم الولايات المتحدة بأنها وراء سقوطه، وهو ما نفته واشنطن بشكل قاطع.


وفي كلمة له أمام البرلمان الأحد، قال شهباز، إن رحيل خان فرصة لبداية جديدة، مضيفا: "بدأ فجر جديد... هذا التحالف سيعيد بناء باكستان".


وسيظل رئيس الوزراء الجديد في منصبه لمدة عام ونصف، ومن المتوقع أن يعلن شهباز حكومته في غضون يوم أو يومين.

 

استقالة جماعية


وكان النواب من حزب الإنصاف التابع لـ"عمران خان"، قدموا استقالة جماعية من البرلمان الباكستاني، احتجاجا على تشكيل معارضيه السياسيين لحكومة جديدة.


وقال وزير الخارجية السابق ونائب رئيس حزب خان، شاه محمود قريشي، في خطاب قبل التصويت: "نعلن أننا جميعا نستقيل".


ولم يكمل أي رئيس وزراء منتخب فترة ولاية كاملة منذ استقلال باكستان عن بريطانيا في 1947، وإن كان عمران خان هو أول من تتم الإطاحة به من خلال تصويت لحجب الثقة.