سياسة دولية

استقالة رئيس وزراء سريلانكا ومحتجون يقتحمون مقر إقامته

تظاهر السريلانكيون منذ عدة أسابيع متهمين الرئيس وشقيقه رئيس الوزراء بإدخال البلاد في أزمة اقتصادية متفاقمة- جيتي

أدت أعمال عنف قتل خلالها ثلاثة أشخاص بينهم نائب وجُرح أكثر من 150، الاثنين، إلى استقالة رئيس وزراء سريلانكا ماهيندا راجاباكسا.

 

وحسب وكالة فرانس برس فإن أعيرة نارية أطلقت، الاثنين، من داخل مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء المستقيل إثر اقتحام آلاف المتظاهرين بوابته الرئيسية وإضرامهم النار في شاحنة متوقفة.

 

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لصدّ المتظاهرين الغاضبين بعد أن هاجمهم في وقت سابق موالون لراجاباكسا.

 

وأكدت مصادر في الشرطة إطلاق أعيرة نارية في الهواء لمنع المحتجين من تجاوز الحزام الأمني داخل مقر الإقامة حيث حوصر راجاباكسا مع العديد من المقربين منه بعيد إعلانه استقالته.

وفي وقت سابق، الاثنين، قالت الشرطة إن أماراكيرثي أتوكورالا، وهو نائب في الحزب الحاكم، فتح النار وأصاب شخصين بجروح خطيرة اعترضا سيارته في بلدة نيتامبوا، ثم انتحر خلال مواجهة خارج العاصمة.

وأضافت الشرطة أن أحد الضحايا توفي متأثرا بجراحه ويبلغ من العمر 27 عامًا.

وصرح مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف أن "النائب هرب من مكان الحادث ولجأ إلى مبنى قريب... أحاط آلاف بالمبنى فأقدم عندها على الانتحار بمسدسه"، لافتًا إلى أن حارسه الشخصي وُجد أيضًا ميتًا في المكان نفسه.

وتظاهر السريلانكيون منذ عدة أسابيع متهمين الرئيس راجاباكسا وشقيقه، رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، بإدخال البلاد في أزمة اقتصادية متفاقمة ومطالبين باستقالتهما. لكن، اندلعت الاثنين، أوسع صدامات منذ بداية الأزمة في كولومبو.

وهاجم العشرات من الموالين لراجاباكسا بالعصي والهراوات متظاهرين غير مسلحين كانوا يخيمون خارج مكتب الرئيس في متنزه غالي فيس المواجه للبحر في وسط كولومبو منذ 9 نيسان/أبريل.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على أنصار الحكومة الذين اخترقوا خطوط الشرطة لتحطيم الخيام التي أقامها المتظاهرون المناهضون للحكومة.

بدأت أعمال العنف بعد وصول عدة آلاف من أنصار رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا الذين نقلوا في حافلات من مناطق ريفية، وقد خرجوا من مقر إقامته الرسمي القريب.

واستقال رئيس وزراء سريلانكا ماهيندا راجاباكسا الاثنين، وفق المتحدث باسمه روهان ويليويتا الذي قال إن ماهيندا البالغ من العمر 76 عاما أرسل خطاب استقالته إلى شقيقه الأصغر الرئيس غوتابايا راجاباكسا مما يمهد الطريق أمام تشكيل "حكومة وحدة جديدة".

وفي رسالة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، قال ماهيندا لغوتابايا: "أنا أستقيل على الفور حتى تتمكن من تعيين حكومة من جميع الأحزاب لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الحالية".

 150 جريحًا على الأقلّ

وكان أكبر حزب معارض في البلاد قال قبل الاشتباكات إنه لن ينضم إلى أي حكومة يقودها أحد أفراد عشيرة راجاباكسا.

وتعني استقالة رئيس الوزراء أن الحكومة استقالت على الفور أيضًا.

وصرح المتحدث باسم مستشفى كولومبو الوطني بوشبا سويسا أن 150 جريحًا على الأقل نقلوا إلى المستشفى.

وفرضت سلطات سريلانكا، الاثنين، حظر تجول لأجل غير مسمى في كولومبو ونشرت الجيش.

وأدان السفير الأمريكي لدى سريلانكا "العنف ضد المتظاهرين السلميين اليوم"، داعيًا الحكومة إلى "إجراء تحقيق كامل، بما في ذلك توقيف ومحاكمة كل من يحرض على العنف".

وقال مسؤولون إنه تم استدعاء فرقة مكافحة الشغب التابعة للجيش لمساندة الشرطة. وتم نشر الجنود خلال الأزمة لحماية شحنات الوقود والضروريات الأخرى ولكن ليس لحفظ النظام.

تعاني الجزيرة البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة منذ أشهر من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية.

وتفاقمت هذه الأزمة غير المسبوقة التي نُسبت لجائحة كوفيد-19 التي حرمت البلاد من العملة الأجنبية لقطاع السياحة، بسبب سلسلة من القرارات السياسية السيئة، وفقًا لخبراء اقتصاديين.

وقبل إعلان استقالته، حث رئيس الوزراء عبر موقع "تويتر": "السكان على ضبط النفس وتذكر أن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف... الأزمة الاقتصادية التي نشهدها تتطلب حلا اقتصاديا التزمت هذه الحكومة بإيجاده".

 حالة طوارئ

وأعلن الرئيس راجاباكسا، الجمعة، حالة الطوارئ للمرة الثانية خلال خمسة أسابيع ومنح سلطات واسعة لقوات الأمن، بما في ذلك السماح لها باعتقال المشتبه بهم واحتجازهم لفترات طويلة من دون إشراف قضائي.

كما أذن بنشر الجنود لحفظ النظام ومساندة الشرطة.