صحافة إسرائيلية

هل تعبد "مسيرة الأعلام" الطريق لـ"بن غفير" نحو رئاسة الحكومة؟

هتافات عنصرية ومعادية للفلسطينيين خلال مسيرات الأعلام - جيتي

بعد انقضاء مسيرة الأعلام في القدس المحتلة، عبرت أوساط إسرائيلية عن تقديرها أن ما شهدته المدينة والمسجد الأقصى في الساعات الأخيرة إنما شكل حملة انتخابية مبكرة لمعسكر اليمين، لا سيما من خلال عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يطمح لأن يكون رئيس الوزراء القادم، رغم أنه لم يتجاوز بعد 46 عامًا فقط.

مع العلم أن من حضروا مسيرة الأعلام في القدس من اليهود المتطرفين فهموا أن بن غفير هو الملك الجديد لليمين الديني، وربما لليمين الإسرائيلي بشكل عام، فقد أحاط ستة من حراس أمن الدولة به، ومن باب العامود إلى حائط البراق، وعلى طول الطريق، انضمت إليهم حلقات من المتظاهرين الذين تطوعوا لتمهيد الطريق أمامه، وظهر الآلاف من المتظاهرين الذين اقتربوا منه متحمسين للهتاف له "هذا رئيس الوزراء القادم".

شالوم يروشالمي الكاتب في موقع "زمن إسرائيل" ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "بن غفير نفسه لم يصدق أن ذلك يحدث له، وكأننا أمام حدوث شيء ما في الدولة، حيث يقوم بسحب اليمين بالكامل في اتجاهه، بما في ذلك الشباب المتطرف، وفي مسيرة الأمس شوهد مئات المتظاهرين اليهود يلصقون شعارات "كهانا على حق" على قمصانهم البيضاء، تمامًا مثلما كان يفعل بن غفير في شبابه، ولا يبدو الأمر مختلفًا في مشهد عشرات آلاف المتظاهرين، في أجواء قومية غير عادية".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: مسيرة الأعلام قبيحة.. والمستقبل كئيب

وأضاف أن "مسيرة الأعلام شهدت بث أناشيد من التوراة، مع هتافات عنصرية، وتهديدات للعرب، أينما كانوا، ومطالبات بإخلاء الأسر العربية من منازلها، مع العلم أن 15٪ من المشاركين في المسيرة كانوا من الجمهور العلماني، وهذه نسبة لافتة، ومع ذلك فإن الخطاب المعادي للعرب والفلسطينيين ظهر مهيمناً، ولعل ذلك يمكن اعتباره وصفة للنجاح في الانتخابات التمهيدية القادمة التي قد تشهدها الأحزاب الإسرائيلية في حال تمت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة إن سقطت الحكومة الحالية".

من الواضح أن التطلعات الحزبية والانتخابية لم تكن بعيدة عن مسيرة الأعلام في القدس، حتى أنها تقاطعت مع دعوات جديدة للوزير الليكودي السابق يسرائيل كاتس الذي هدد الفلسطينيين بنكبة جديدة فقط لأنهم رفعوا أعلامهم في الجامعات الإسرائيلية، حتى أن الأجواء السائدة في دولة الاحتلال ظهرت وكأننا عشية حرب حقيقية، ربما لأن الخطاب الذي يقوده بن غفير، ومعظم قادة اليمين من خلفه يظهر وكأنهم يجرون الحكومة إلى مواجهة حقيقية داخل الدولة مع الفلسطينيين.

ما من شك وفق الكثير من التقديرات الإسرائيلية أن شعارات مسيرة الأعلام التي ترددت أصداؤها في القدس المحتلة من شأنها أن تثير المزيد من المواجهات بين اليهود والعرب من خلال موجة جديدة من الكراهية يتزعمها بن غفير ورفاقه، الأمر الذي سيتسبب باهتزاز التحالف الحكومي مرة أخرى، مما قد يعبد الطريق أمام بن غفير، تلميذ الحاخام كاهانا، لأن يرفع شعار V، وهو في طريقه إلى قمة المشهد السياسي والحزبي في دولة الاحتلال.