سياسة دولية

خيارات ماكرون بعد خسارته لأغلبية البرلمان.. "انتكاسة كبيرة"

أكدت كل الأحزاب من اليسار إلى اليمين المتطرّف أنها ستتحمّل "مسؤوليتها"- جيتي

تعرض معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتكاسة كبيرة، بخسارته الأغلبية في البرلمان، بحسب الأرقام النهائية لنتائج الانتخابات الصادرة عن وزارة الداخلية.

 

وحاز معسكر ماكرون المنتمي لتيار الوسط على 245 مقعدا من أصل 577، وهو ما دفع المتحدثة باسم الحكومة أوليفيا غريغوار للقول إن العمل سيتم على التواصل مع أحزاب معتدلة للتحالف معها، وإيجاد أغلبية برلمانية.

 

وتوقعت استطلاعات الرأي لنتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية أن تحالف ماكرون (معًا، يضم حزبي "موديم" الوسطي و"أفق" اليميني) قد يحصل على 205 إلى 235 مقعدا، علما بأن الغالبية المطلقة تبلغ 289 مقعدا.


وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1998 عندما وجد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران نفسه في وضع مماثل، حيث فاز بعدد مقاعد قليل في الانتخابات التشريعية.

 

خيارات أمام ماكرون

 

أمام تحالف ماكرون خياران: أن يبرم اتفاقًا مع أحزاب أخرى على غرار الاتفاقات الحكومية في ألمانيا، أو أن يتفاوض على كلّ نصّ يريد تمريره. لكن كلّما كان عدد النواب الناقصين لبلوغ الأغلبية أكبر، كانت المسألة أكثر صعوبة.

ومنذ مساء الأحد، أكدت كل الأحزاب من اليسار إلى اليمين المتطرّف أنها ستتحمّل "مسؤوليتها"، ملمحةً إلى أنها لن تقف في صفوف المعارضة بشكل منهجي لعرقلة الحكومة فقط إنما ستكون منفتحةً على التفاوض.

لكنّ بعض الأصوات دعت إلى إبرام اتفاق لتشكيل حكومة، على غرار النائب اليميني السابق جان-فرانسوا كوبيه الذي أكد أن "اتفاقًا حكوميًا بين ماكرون والجمهوريين سيكون حيويًا في مواجهة صعود المتطرّفين".

ومن شأن تكتّل مؤلّف من نوّاب تحالف "معًا!" وحزب "الجمهوريين" بلوغ الأغلبية المطلقة.

 

ويضع هذا المشهد البرلمان في قلب اللعبة السياسية في فرنسا، في سابقة في ظلّ الجمهورية الخامسة، النظام الذي وضعه الجنرال ديغول عام 1958، بالتحديد لتجنّب عدم الاستقرار في النظام البرلماني الذي كان سائدًا في ظلّ الجمهورية الرابعة.

 

ورأت صحيفة "لوفيغارو" أن فرنسا "تقوم بقفزة نحو المجهول السياسي".

 

اقرأ أيضا: رئيسة وزراء فرنسا عن نتائج الانتخابات: خطر على البلاد

 "فرنسا مختلفة"


قالت وكالة "فرانس برس"، إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيحكم اعتبارًا من الاثنين فرنسا مختلفة، غداة انتخابات تشريعية خسر فيها حزبه الغالبيّة المطلقة في الجمعية الوطنية، ما يُنذر بفترة انعدام يقين وربما عدم استقرار.

ولخصت صحيفة "لاكروا" الكاثوليكية في افتتاحيّتها الوضع قائلة: "بعد أقلّ من شهرين من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون، يحرم تصويت الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية رئيس الجمهورية من التحكم بالجمعية الوطنية".

وعنونت صحيفة "لوفيغارو" افتتاحيّتها بـ"قفزة نحو المجهول".

أما مجلة "دير شبيغل" الألمانية فعنونت بـ"فرنسا صوّتت وعاقبت ماكرون". وحلّ تحالف الرئيس الفرنسي في الصدارة لكن بدون أغلبية مطلقة وهُزم عدد من وزراء حكومة إليزابيت بورن كانوا مرشحين للانتخابات.

 

وكانت رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، قالت إن نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد وفشلت في منح الغالبية لأي حزب تشكل خطرا على البلاد، لكنها تعهدت بأن يسعى حزب الرئيس إيمانويل ماكرون لبناء تحالفات على الفور.

وقالت: "هذا الوضع يشكل خطرا على البلاد، بالنظر إلى التحديات التي علينا مواجهتها"، وأضافت: "سوف نعمل اعتبارا من الغد على بناء غالبية" قادرة على العمل.

وفي تعليق، قال نائب عمدة باريس، إن نتائج أقصى اليمين في الانتخابات كارثة بالنسبة لفرنسا، محملا المسؤولية في ذلك للرئيس إيمانويل ماكرون.

بدورها، قالت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، إن حزبها "يتطلع لتوحيد جميع الوطنيين في الجناحين الأيمن والأيسر"، متعهدة بـ"ممارسة معارضة حازمة ومسؤولة بعد النتيجة التاريخية"، على حد تعبيرها.