صحافة تركية

هل أظهرت "قمة طهران" خلاف دول "أستانا" بشأن سوريا؟

توقع مشاركة إيران بجدية في حل المسألة السورية هو "حلم" - جيتي

تناولت الصحافة التركية نتائج اجتماع القمة الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران في طهران، والذي اتفقت فيه الدول الضامنة لمسار "أستانا" على ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا.

لكن مصطلح مكافحة الإرهاب الذي تم طرحه في البيان الختامي للقمة لم يحدد الجهات الإرهابية التي يجب محاربتها في سوريا، في وقت تختلف فيه رؤية أنقرة للجماعات الإرهابية، عن رؤية روسيا وإيران.

 

محاربة الإرهاب


وتصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وحزب "العمال الكردستاني" المنتشرة في مناطق شمال شرقي سوريا، تنظيمات إرهابية يجب محاربتها، كما أن أنقرة لا تحب الجماعات المسلحة الشيعية التي دربتها إيران وسلحتها في سوريا، وفق ما ذكرته الكاتبة التركية، زينب جوركانلي، في مقال بصحيفة "دنيا".

وأشارت إلى أن كلا من إيران وروسيا لا ترحبان بمجموعات المعارضة السورية "الجيش الوطني السوري"، الناشطة في المنطقة التي تسيطر عليها القوات التركية، وهو ما يتوافق مع وجهة نظر النظام السوري، الذي يصف تلك الجماعات بـ"الإرهابية".

وأضافت: "على هذا النحو فإن وعود التعاون الواردة في البيان المشترك بشأن مكافحة الإرهاب ليس لها رد فعل كبير على الأرض".

انسحاب الولايات المتحدة


الكاتب الصحفي التركي، سيدات أرجين، في مقال بصحيفة "حرييت"، رأى أن النقطة اللافتة في "قمة طهران" كانت في ظهور بعض الخلافات في الرأي، حيث لم يشر الزعيم الروسي فلاديمير بوتين صراحة إلى نوايا تركيا بالقيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه ذكر أن هناك بعض الاختلافات في الرأي حول شمال سوريا ضمن إطار عام.

في المقابل، فقد كشفت قمة طهران مرة أخرى أن هناك مجالاً واسعاً للاتفاق بين الدول الثلاث بشأن سوريا، حيث يمكن القول إن أهم موضوع اتفق عليه الأطراف الثلاثة هو خروج الولايات المتحدة من شرق الفرات وإنهاء مشروع قوات سوريا الديمقراطية الذي أنشأه "حزب العمال الكردستاني"، وفق الكاتب.

وأشار إلى أنه على الرغم من الاتفاق على وحدة أراضي سوريا ومعارضة النوايا الأمريكية تجاه شرق الفرات، إلا أن الخلاف واضح بين دول "أستانا" حول كيفية تنظيم الوضع واستقراره في المنطقة، موضحا أن إيران وروسيا تؤكدان على دور النظام السوري، في حين تتجنب تركيا عن عمد تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، وهو ما يؤدي حتما إلى طريق مسدود في سياسة تركيا تجاه سوريا ويخلق سلسلة من التناقضات.

 

اقرأ أيضا: ما مصير العملية التركية في سوريا عقب "قمة طهران"؟

إيران جزء من المشكلة وليس الحل


من جانبه، قال الكاتب التركي حكمت كوكسال، إن توقع مشاركة إيران بجدية في حل المسألة السورية هو "حلم"، لأن إيران طرف فاعل مهم في المشكلة، وعملت على تأجيج الأوضاع منذ اليوم الأول من تدخلها في سوريا.

وأشار في مقال نشرته صحيفة "تركيا" إلى أن مشاركة إيران في حل الأزمة السورية، يمكن أن تتلخص في سجل المليشيات الإيرانية في الإبادة الجماعية التي حدثت في حلب، موضحا أنها "انتشرت كالخلية السرطانية في جميع أنحاء المنطقة، مستخدمة مجزرتها الطائفية كأداة جيواستراتيجية".

وتابع: "يمكننا مناقشة مدى صدق روسيا في وقف إطلاق النار، لكن المؤكد هو أن إيران لم تكتف بعد من الدماء السورية التي أراقتها في سوريا".

وترتبط "قمة طهران" بشكل مباشر مع مسار "أستانا" المتعلق بشكل رئيس بالشأن الميداني أكثر من أي شأن آخر إنساني أو سياسي في سوريا، وهو ما أبرز القضية السورية على طاولة اجتماعات روسيا وتركيا وإيران في طهران.

العمليات التركية في سوريا

وبدأت العمليات التركية في سوريا بتاريخ 24 آب/ أغسطس 2016، وتمكن خلالها الجيش التركي من الدخول إلى جرابلس والباب ودابق، بعد معارك مع تنظيم الدولة.

وفي 20 كانون الثاني/يناير 2018، بدأ الجيش التركي عملية "غصن الزيتون"، التي استهدفت وحدات حماية الشعب التركية وحزب العمال الكردستاني، وتم خلالها السيطرة على عدد من المناطق السكنية أبرزها مدينة عفرين بريف حلب.

وبتاريخ 9 تشرين أول/أكتوبر 2019، استهدفت القوات التركية وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في منطقتي تل أبيض ورأس العين شرق الفرات، وتوقفت العملية بعد توقيع تركيا اتفاقية أنقرة مع الولايات المتحدة الأمريكية واتفاقية سوتشي مع روسيا.

ونفذت القوات التركية في 27 شباط/فبراير 2020، عملية استهدفت قوات النظام السوري، على خلفية مقتل أكثر من 30 عسكريا تركيا بقصف لقوات النظام في إدلب شمال سوريا.