صحافة إسرائيلية

مخاوف إسرائيلية من عدم نجاح منظومة الدفاع الجوي الإقليمي

الاحتلال يستغل المشاكل الأمنية التي تواجهها الدول المطبّعة معه- جيتي

رغم الفشل الإسرائيلي في ترويج فكرة حلف الناتو الشرق أوسطي في المنطقة خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة، فإن المحافل الإسرائيلية تحاول الاستعاضة عن فشلها هذا بالحديث عن تطوير نظام دفاع جوي إقليمي بالاستفادة من اتفاقات التطبيع، ونقل جيش الاحتلال تحت مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، بهدف ردع القوى المعادية عن مهاجمة إسرائيل والدول العربية الحليفة لها، في ظل انتشار مفردات "توازن الرعب" و"سباق التسلح".

تسعى الأوساط العسكرية الإسرائيلية للاستفادة من فكرة منظومة الدفاع الجوي الإقليمي لتنفيذ عمليات عسكرية معقدة بين بلدان المنطقة، سواء كان لديها حدود مشتركة مع دولة الاحتلال أم لا، رغم أن ظهور قوى مسلحة من الدول والمنظمات العصابية تشكل تحديا حقيقيا لهذه المنظومة، التي لم يستطع الإسرائيليون تسويقها بعد مع زعماء المنطقة.

نيتسان نوريال الباحث العسكري في مجلة يسرائيل ديفينس، ذكر أن "اتفاقيات التطبيع مع عدد من دول المنطقة، ونقل إسرائيل تحت مسؤولية القيادة الأمريكية التي تضم جميع دول الخليج، قد تشكل منصة مهمة لما يمكن وصفه بإيجاد مفاهيم دفاع إقليمية متعددة الأبعاد، ما يشير إلى نظام متكامل يسمح بإنشاء شبكة شاملة من الرادارات التي تتيح صورة كشف واسعة جدًا، قبل وأثناء، تنفيذ أي عمليات عسكرية إسرائيلية غاية في التعقيد، من خلال الاتصال الصحيح بمصفوفة الأقمار الصناعية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "التطلع الإسرائيلي يهدف إلى جمع جملة من المكونات الإضافية الضرورية لمواجهة التهديدات التي تمثلها إيران وحلفاؤها في المنطقة، وفي نفس الوقت إيجاد مجموعة متكاملة متنوعة من الاعتراضات من عدة منصات، بحيث يمكن إنشاء دفاع هجومي متعدد الطبقات للتعامل مع جميع الرؤوس الحربية في أي محيط، وعلى أي مسار طيران، قادرة على اعتراض رأس حربي فوق منطقة الإطلاق، بعد ثوانٍ قليلة من لحظة الإطلاق، وفي حالات خاصة قبل الإطلاق، وبالتالي سيتم إنشاء ردع كبير يصل إلى مرحلة الشلل العملي للقوى المعادية لإسرائيل".

 

اقرأ أيضا: ما أبعاد تنفيذ منطقة صناعية "أردنية- إسرائيلية" مشتركة؟

لم يعد سرّا أن دولة الاحتلال تستغل المشاكل الأمنية التي تواجهها الدول المطبّعة معها، لمحاولة إقناعها بقدرتها على التصدي للمخاطر المحدقة بها من خلال منظومة دفاع جوي، بحيث تصل إسرائيل وهذه الدول مجتمعة لحشر إيران وحلفائها في الزاوية، من خلال استباق استخدامها للوسائل العسكرية التي تحوزها، وتنفق عليها قدرًا كبيرًا من رأس المال، والكثير من الوقت.

مع العلم أن مدى قدرة الاحتلال على إيجاد هذه المنظومة الدفاعية الجوية الإقليمية سينبه إيران وأذرعها في المنطقة إلى التفكير في إيجاد بدائل أكثر عدوانية، ليس لدى إسرائيل استجابة مرضية لها، صحيح أن إنشاء ردع قائم على دفاع هجومي متعدد الطبقات في تحالف إقليمي بقيادة القيادة الأمريكية، لديه إمكانات كبيرة لتغيير قواعد اللعبة أمام إيران، لكن الأخيرة من جهتها لن تقف مكتوفة الأيدي، وفي اللحظة التي يتم فيها الإعلان عن تلك المنظومة، فإن طهران قد تبدو جاهزة لمواجهتها.