فرقة الخُلد

شعارهم "حيوان الخلد" النشيط ليلا ونهارا ..رفضوا الانضمام إلى السلطة واكتفوا بالاستقلالية في عملهم "لواء خُلد تلاتيلولكو" الذي وُلد من رحم زلزال المكسيك وجند نفسه لإنقاذ البشرية في العالم ..ماذا تعرف عنه؟

يُشبهون أنفسهم بحيوان الخُلد، لا يبحثون عن المال ويسافرون على نفقتهم الخاصة بالحبال والفؤوس والمناشير الكهربائية البسيطة.

أنقذوا الآلاف من تحت الأنقاض الذين حاصرتهم الحجارة والمياه والنيران، اختاروا شعار "الاستقلالية" لمجابهة الكوارث.

"لواء خُلد تلاتيلولكو".. ماذا تعرف عنه؟


كارثة مؤلمة

المكسكيون لن ينسوا ذلك الصباح بتاريخ 19 من سبتمبر/أيلول من عام 1985 عندما ضرب زلزال مُدمر بقوة 8 درجات على سلم  ريختر منطقة مكسيكو سيتي الكبرى تحولت في أقل من دقيقتين إلى دمار مرعب يفوح منه رائحة الموت في كل مكان مات فيه آلاف الأشخاص والمفقودين، لا ترى إلا المباني المُدمرة والحطام قدرت بـ 412 مبنى مع تضرر أكثر من 3 آلاف بناية، المأساة كانت أمرّ في حي "تلاتيلولكو" الفقير أين يُوجد مُجمعان سكنيان يقعان قرب بعضهما البعض يضمان قرابة 30 ألف وحدة سكنيّة ونحو 500 شركة صغيرة ومدارس ومنشآت طبية، ونتيجة لهذا الزلزال تدمر مبنيان داخل هذين المُجمعين ما أدى إلى محاصرة الركام لآلاف السكان.

الحكومة وقفت عاجزة أمام هول هذه الكارثة في ظل ضعف إمكانياتها ورفضها دخول فرق إنقاذ أجنبية، الأمر الذي زاد من مأساة الناجين تحت الأنقاض وصعوبة الوصول إليهم وتحديد مكانهم، والذي زادة الطين بلة هو مستشفى "خواريز" الذي كان هو أيضا مُحاصرا بالطوابق المنهارة. مشهد مأساوي يقف أمامه الإنسان عاجزا، لكن أمام إرادة بعض شبان الحي لم يكن الأمر مستحيلا، بمجموعة من الأدوات البسيطة وبأيديهم شرعوا في الحفر والتنقيب عن ناجين وبدأوا في مساعدة الفرق الأخرى، اختاروا لأنفسم اسم "توبوس دي تلاتيلولكو" نسبة إلى حيوان حفر الخلد، ومن منا لا يعرف أن هذا الحيوان النشط ليلا ونهارا يقضي معظم وقته تحت الأرض يبحث عن غذائه ويحفر الأنفاق.

استطاعوا في وقت قصير من العمل إنقاذ أكثر من 4 آلاف شخص من تحت الركام منهم أطفال حديثو الولادة بقوا تحت الأنقاض مدة 7 أيام، صنعت بطولة لشبان رفضوا إغراءات السلطة وتبنيها لهم رسميا والاكتفاء بأموال التبرعات وقليل من الدعم الحكومي، واختاروا الاستقلالية في عملهم  تحت اسم "لواء خُلد تلاتيلولكو" فبراير/ شباط عام 1986، لينطلق عملهم في عالم الكوارث والأعاصير والزلازل والفيضانات عبر إستراتيجيات مدروسة في مجال الإنقاذ وإدارة المخاطر رفقة متخصصين ومدربين أكفاء وعملوا في أكثر من 22 دولة حول العالم.

إليك أبرز محطاتهم لإنقاذ البشرية

هجمات 11 سبتمبر/أيلول2001
كارثة تسونامي عام 2004 في إندونيسيا
كوارث في هاييتي ونيبال والفلبين
إعصار إيرما المدمر
وأخيرا زلزال تركيا  في فبراير/شباط 2023