سياسة دولية

"عملية تتطلب توافقا".. ما فرص قبول عضوية أوكرانيا في "الناتو"؟

تبحث أوكرانيا عن عضوية في الناتو - جيتي
جدد أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، التأكيد على أن انضمام أوكرانيا إلى التحالف "عملية تتطلب توافق الحلفاء"، واستيفاء كييف الشروط المطلوبة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، على هامش انعقاد قمة قادة حلف الناتو في عاصمة ليتوانيا، فيلنيوس، حيث قال ستولتنبرغ: "سنوجه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو عندما يتفق الحلفاء"، موضحا أن الدعوة سترسل بعد استكمال كييف الشروط المطلوبة، دون تحديدها.

وأضاف أن عدم تحديد حلفاء الناتو جدولا زمنيا لانضمام أوكرانيا "أمر أزعج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".

لكنه في المقابل، شدد على استمرار دعم الناتو لأوكرانيا، معلنا اتفاق أعضاء الحلف على خطة دفاعية شاملة لمواجهة روسيا، والإرهاب، ومساندة كييف عسكريا.

وتابع: "الحلفاء اتفقوا على توجيه رسالة قوية لأوكرانيا، عبر مواصلة دعمها عسكريا، وانضمامها للناتو مستقبلا".

وفي السياق، نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن التوقعات المنتظرة من قمة الناتو في فيلنيوس، والاتفاقيات التي سيتم توقيعها، مع تزايد الاحتمالات بشأن قبول عضوية أوكرانيا في الحلف.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المواضيع الرئيسية التي ستناقش في قمة فيلنيوس 2023 - حسب البرلمان الأوروبي - تتضمن استمرار المساعدة العسكرية لأوكرانيا وعضويتها في الحلف.

ما الذي سيُناقش في قمة الناتو في فيلنيوس؟
عند إعلانه في الخريف عن موعد ومكان انعقاد قمة الناتو لسنة 2023، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن رؤساء دول وحكومات أعضاء الناتو سيطرحون في الاجتماع قضايا زيادة الإنفاق الدفاعي، والمساعدة الموجّهة لأوكرانيا، مؤكدًا أهمية الصلّة بين أوروبا وأمريكا الشمالية في إطار حلف الناتو، الذي وصفه بأنه منظمة عسكرية ضرورية "في عصر المنافسة الاستراتيجية المتزايدة".

وذكر الموقع أن ستولتنبرغ أكّد قبل القمة عزمه تعزيز القدرة القتالية لأوكرانيا، مشيرًا إلى "حقيقة" أن كييف أصبحت الآن أقرب إلى الناتو. أما فيما يتعلّق بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، فقال ستولتنبرغ إن هذه المسألة ليست على جدول الأعمال بعد، وأن لديه اعتقادًا راسخًا في أن "البلاد ستصبح بمرور الوقت عضوًا في المنظمة".

ووفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، ستتبنى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا إعلانًا يتضمن التزامات فردية تجاه أوكرانيا، تتضمن تقديم مزيد من الإمدادات العسكرية، وضمانات لتدريب الجيش الأوكراني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

هذه السيناريوهات المستقبلية التي تنتظر كييف
حسب ما تداولته الصحافة الغربية، يمكن أن يمنح الناتو كييف ضمانات أمنية، أو يعزز قدرات أوكرانيا العسكرية، على غرار ما حدث مع إسرائيل. وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن الخيار الأول أكثر ربحية من الناحية المالية، لكنه قد يكلف الحلفاء غاليًا من حيث المسؤولية السياسية. أما النموذج الإسرائيلي، فيفترض أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها أو دفاع الناتو عنها إذا كانت في حاجة إلى ذلك، وذلك حسب ما قاله أحد ممثلي دول الناتو.

رجّحت صحيفة "بوليتيكو" تقديم الدول الغربية ضمانات أمنية لكييف، خاصة أن مجموعة صغيرة من الحلفاء الغربيين تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا منخرطة في مفاوضات "متقدمة" و"محمومة" من أجل "الاتفاق بشكل عاجل" على تفاصيل هذا الاتفاق. وفقًا لمصدر من الناتو لم يذكر اسمه، يجب على كل دولة عضو مهتمة بمساعدة كييف عقد اتفاق ثنائي بشأن "ما ستكون عليه التزاماتها تجاه أوكرانيا… يعد هذا ضمانًا لأوكرانيا بأننا سنجهز قواتها المسلحة، ونمولها، ونقدم لها المشورة والتدريب لفترة طويلة جدًا".

لماذا لا يمكن حاليًا قبول عضوية أوكرانيا في الناتو؟
قال بايدن إنه لا يوجد إجماع في الناتو بشأن قبول انضمام أوكرانيا إلى المنظمة في الوقت الحالي، مؤكدًا أن كييف نفسها ليست مستعدة لذلك، وأنه من السابق لأوانه الدعوة للتصويت على انضمامها. وذكرت صحيفة "بيلد" أن ألمانيا والولايات المتحدة هما اللتان تعارضان طلب كييف الانضمام إلى الناتو. وفي محادثة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعد الرئيس الأمريكي كييف بالدعم الكامل من واشنطن. وفي محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ناقش بايدن عضوية أوكرانيا في الناتو، وكذلك توريد مقاتلات إف-16، واتفقا على الاجتماع في قمة الحلف المقبلة.

ما الذي يتوقعه زيلينسكي من قمة الناتو؟
ذكر الموقع أنه تم تداول أنباء في أيار/ مايو عن مشاركة أوكرانيا في قمة الناتو في فيلنيوس، لكن في 28 حزيران/ يونيو، قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، إن كييف لم تتلق دعوة رسمية لحضور اجتماع رؤساء الدول المشاركة في الكتلة العسكرية، مشيرًا إلى أنه عُرض عليه المشاركة في أحد الاجتماعات التي ستعقد على هامش القمة.

وأضاف الموقع أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحضر قمة الناتو. وقال رئيس مكتبه أندريه يرماك إن الرئيس "ما زال يفكر في الأمر".

هل ستغيّر كييف استراتيجيتها؟
نقل الموقع عن نائب رئيس الوزراء لشؤون التكامل الأوروبي والأوروأطلسي أولغا ستيفانيشينا، أن أوكرانيا ستضطر إلى "مراجعة استراتيجيتها" إذا لم تتلق دعوة للانضمام إلى حلف الناتو في قمة فيلنيوس لسنة 2023. وأوضحت أن العمليات المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي والمساعدة العسكرية وقضايا قطاع الأمن والقوات المسلحة والأولويات في التفاعل مع الحلفاء ومحتوى الضمانات الأمنية نفسها ستعتمد على قرار الناتو في فيلنيوس.

كيف ستنتهي قمة الناتو؟
تختلف تنبؤات المحللين حول مخرجات قمة الناتو لسنة 2023. في مقابلة مع المجموعة الإعلامية الألمانية "آر إن دي"، قال الأمين العام السابق للتحالف أندرس فوغ راسموسن إنه يمكن قبول أوكرانيا في الناتو جزئيًا. ومن جهته، يتوقع المستشار السابق لرئيس البنتاغون دوغلاس ماكغريغور أن تجبر قرارات محددة في قمة الناتو بشأن أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شن هجوم نشط وصولا إلى أوديسا، وذلك دون أن يحدد ماهية هذه القرارات.


ماذا تتوقع روسيا من هذه القمة؟
اقترح النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للعلاقات الدولية أوليكسي تشيبا في مقابلة مع موقع "نيوز ري"، أن الناتو يمكن أن يعرض بالفعل قبول جزء من أراضي أوكرانيا في الحلف، مثل منطقتي لفيف وأوديسا. وهو يعتقد أن تصرفات كييف وحلف شمال الأطلسي تهدف إلى شيء واحد - وهو مواصلة تصعيد الصراع ومنع الهزيمة الكاملة للقوات المسلحة الأوكرانية. ووفقا له، ربما يعرض الناتو قبول جزء من أراضي أوكرانيا في الحلف.

وحسب خبير السياسة الدولية مالك دوداكوف، فإن روسيا يجب ألا تتوقع أي مفاجآت من قمة الناتو؛ نظرًا لأن جدول أعمال الاجتماع بأكمله معروف؛ "لن يقبل أحد انضمام أوكرانيا إلى الناتو". وقد رجّح دوداكوف إمكانية إنشاء مجلس أوكرانيا - الناتو الذي سيكون "هيكلا بيروقراطيا" أكبر.