سياسة دولية

"سي إن إن": أمريكا تسعى للرد على الهجمات ضدها دون جر المنطقة لحرب إقليمية

تسعى أمريكا للتهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني- الأناضول
سلط تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على سياسات الولايات المتحدة للرد على الهجمات المتصاعدة من محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، دون إشعال حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ضربت المسلحين والبنية التحتية في العراق وسوريا وأسقطت الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون في اليمن.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي عقب مقتل مسلحين حوثيين حاولوا اختطاف سفينة تجارية والاستيلاء عليها في البحر الأحمر، قوله: "لن نتردد في استخدام القوة المميتة مرة أخرى ضد الحوثيين دفاعا عن النفس، وإذا حدث ذلك مرة أخرى، فمن المحتمل أن نفعل الشيء نفسه بالضبط".

لكنه أضاف أن الولايات المتحدة مترددة بشدة في تجاوز ضربات الدفاع عن النفس، مشيرا إلى أن أمريكا تسعى جاهدة وراء الكواليس لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا ومتعددة البلدان، لافتا إلى أن التحدي ازداد مع تصاعد التوترات هذا الأسبوع بعد إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.


و"الأربعاء" الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ماثيو ميللر": "ما زلنا نشعر بالقلق بشكل لا يصدق، كما كنا منذ بداية هذا الصراع، بشأن خطر انتشاره إلى جبهات أخرى".

حذر من اشتعال الحرب في اليمن
وكشف تقرير "سي إن إن"، أن مسؤولا أمريكيا حذر من انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة بين السعودية والحوثيين بشأن الحرب في اليمن، التي تعدها إدارة بايدن أحد أهم إنجازاتها في السياسة الخارجية، لافتا إلى أن الحوثيون يستهدفون جر القوات الأمريكية إلى اشتباك طويل الأمد.

وأضاف أن "هجمات الحوثيين المستمرة على الشحن التجاري في البحر الأحمر، يمكن أن تزيد من خسائر التجارة العالمية، وتقوض قدرة بايدن على الترويج لاقتصاد قوي قبل انتخابات عام 2024".

ولفت التقرير إلى أن خطر الرد الإيراني يشكل مصدر قلق مستمر، فقد نشرت إيران سفينة حربية في جنوب البحر الأحمر هذا الأسبوع في استعراض واضح لدعم الحوثيين، بعد يوم واحد فقط من قيام البحرية الأمريكية بقتل مجموعة من المسلحين الحوثيين، الذين كانوا يحاولون الصعود على متن سفينة تجارية والاستيلاء عليها.

الحوثيون لم يستجيبوا للتحذيرات

من جانبه قائد القوات البحرية الأمريكية المركزية في الشرق الأوسط، نائب الأدميرال براد كوبر؛ إن الحوثيون شنوا هجوما آخر على السفن، الخميس، باستخدام مسيرة سطحية، انطلقت من اليمن إلى ممرات الشحن الدولية بـ"شكل واضح بنية إلحاق الضرر" قبل تفجيرها، وأضاف أن هجمات الحوثيين لا تظهر أي علامات على التراجع.

فيما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، أنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة إذا استمرت هجمات الحوثيين، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام السفن البريطانية لوقف الهجمات إذا لزم الأمر.

العراق على صفيح ساخن

وأشار تقرير "سي إن إن"، إلى أن استهداف القوات الأمريكية قائد إحدى الفصائل الموالية لإيران في بغداد، الخميس، سيثير غضب الحكومة العراقية، خاصة أن هذا يعد الاستهداف الثاني خلال أسبوع لمواقع تابعة للفصائل الموالية لإيران في العراق، لافتا إلى أن الحكومة العراقية عدّت مثل هذه التصرفات "انتهاكا" لسيادتها.

ارتياح أمريكي لاغتيال العاروري
وأضاف التقرير أن المسؤولون الأمريكيون لم يدينوا اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري على يد الاحتلال الإسرائيلي، حتى مع وجود خطر تصاعد الأعمال العدائية بين الاحتلال و"حزب الله" اللبناني بسبب عملية القتل.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي قوله؛ "إن القتل المستهدف يعكس كيف تستهدف الولايات المتحدة قادة الإرهابيين في ضربات الطائرات بدون طيار حول العالم"، على حد تعبيره.

وأشار التقرير إلى سعي الولايات المتحدة الأمريكية للتهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، عبر إرسال المبعوث " آموس هوكستين" إلى الشرق الأوسط، الخميس، لتهدئة التوترات بين إسرائيل ولبنان.


وقال عضو مجلس حرب الاحتلال، "بيني غانتس" لهوكستين: "إسرائيل مستعدة للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للتوصل إلى حل دبلوماسي، ولكن إذا لم يتم العثور على حل،  فإن الجيش سوف يزيل التهديد".

وقال التقرير؛ إن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" في رحلته إلى الاحتلال الإسرائيلي، يتوقع أن يناقش خطط الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من العمليات في غزة، وكيفية وقف انتشار الصراع، الذي سيكون موضوعا مهيمنا على اهتماماته.

ويرى عدد من المحللين أن إعلان الولايات المتحدة نيتها بوقف انتشار الصراع، يعني إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لإبادة غزة.