مشكلات الكحول تكلف إنكلترا 27 مليارا سنويا.. دعوات لفرض قيود وضرائب

مشروبات كحولية- جيتي
تشكل مشكلات الكحول عبئا على الجهاز الصحي ونظام العدالة الجنائية بشكل خاص- جيتي
  • لندن- عربي21
  • الثلاثاء، 21-05-2024
  • 04:17 م
كشف تقرير عن التكاليف المالية الضخمة التي يتكبدها قطاع الصحة وقطاعات أخرى في إنكلترا بسبب المشكلات المرتبطة بتناول الكحول، فيما صدرت دعوات لتشديد القيود على بيع الكحول وزيادة الرسوم والضرائب عليه لتخفيف العبء عن هذه القطاعات.

وبحسب التقرير الذي أعده معهد دراسات الكحول (IAS) وتناولته صحيفة "الغارديان"، فإن المشكلات المرتبطة بالكحول تكلف الميزانية العامة 27 مليار جنيه إسترليني (34 مليار دولار) سنويا؛ يتحملها بشكل خاص قطاع الصحة ونظام العدالة الجنائية والخدمات الاجتماعية في إنكلترا. وتشكل هذه التكاليف ارتفاعا بنسبة 37 في المئة على الأقل مقارنة بعام 2003.

اظهار أخبار متعلقة

وتتحمل الخدمات الصحية 4.9 مليارات جنيه، ثلاثة مليارات منها مرتبطة بخدمة الإسعاف والطوارئ والاستضافة في المستشفى بسبب الكحول.

وسجل عام 2022 أعلى مستوى في الوفيات لأسباب مرتبطة بالكحول، حيث سجل ذلك العام 10048 حالة، وهو أعلى رقم منذ بدء تسجيل هذه الحالات في 2001.

ويُربط تناول الكحول بالعديد من الأمراض، بينها سبعة أنواع من السرطان، وأمراض الشرايين وتليّف الكبد والسكتة الدماغية ومشكلات النظام الهضمي.

لكن الدراسة تنبه إلى تأثير أوسع للكحول على المجتمع، حيث كشفت أن نظام العدالة الجنائية يتعامل مع أكثر من أربعة ملايين جريمة مرتبطة بتناول الكحول سنويا، مع تكاليف تبلغ 14.6 مليار جنيه، كما تنفق الخدمات الاجتماعية نحو ثلاثة مليارات جنيه سنويا للتعامل مع الآثار المرتبطة بتناول الكحول على الأفراد والعائلات في إنكلترا.

وعلى المستوى الاقتصادي العام، تترتب خسائر بنحو مليار جنيه إسترليني سنويا بسبب البطالة المرتبطة بتناول الكحول، ونحو أربعة مليارات جنيه بسبب فَقْد الإنتاج.

وتلاحظ الدراسة أن المشكلات المرتبطة بالكحول تبلغ أعلى مستوياتها في شمال شرق إنكلترا الأكثر فقرا، وتهبط قليلا في الجنوب الغربي.

ويُنتظر أن تستمع اللجنة البرلمانية الخاصة بالصحة والرعاية الاجتماعية لأدلة حول أضرار الكحول، كجزء من تحقيق لها للوقاية من الأمراض المرتبطة بتناول الكحول والتدخين والقمار.

اظهار أخبار متعلقة

وتقول الدكتورة كاثرين سيفيري، المديرة التنفيذية لمعهد "IAS"، إن البيانات واضحة وقوية، مضيفة: "كبلد لا يمكننا تحمل البقاء جالسين في الخلف دون أن نعمل شيئا. الحكومة يجب أن تعد استراتيجية شاملة للكحول لمواجهة هذا الضرر المتصاعد، والتي يمكن أن تكون لها آثار غير مباشرة في تخفيف الأعباء المالية أيضا".

ويرى خبراء في الصحة أن هناك حاجة لجعل الكحول أكثر كلفة وأكثر صعوبة على الشبان لشرائه، مع تسهيل الأمر على السلطات المحلية لفرض قيود على تسويق وتوفير الكحول في مناطقها.

ويقول أطباء إن تشديد القيود على الكحول من شأنه تحسين الخدمات الصحية العامة، والمساعدة في تخفيف الضغط على الهيئة الصحية الوطنية التي تواجه بالفعل أزمة كبيرة؛ مع قوائم انتظار لفترات طويلة لمواعيد المرضى والعمليات الجراحية، فيما يضطر المرضى للانتظار ساعات في أقسام الإسعاف والطوارئ قبل تلقي العلاج اللازم.

اظهار أخبار متعلقة

وفي المقابل، تدافع شركات تصنيع الكحول عن موقفها قائلة إنها تقدم مساهمة كبيرة في الاقتصاد الوطني.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "عبر استراتيجية للمخدرات تمتد لعشر سنوات ومدعومة بـ532 مليون جنيه، نساعد ما يصل إلى 54,500 شخص إضافيين للحصول على دعم (مرتبط بـ) الكحول والمخدرات، ونحن نمول فرقا مختصة بالرعاية (الخاصة بـ) الكحول في مستشفيات إنكلترا (في المناطق) ذات المستوى الأعلى في أضرار الكحول وفي الحرمان الاقتصادي والاجتماعي".
شارك
التعليقات