ملفات وتقارير

جرحى يمنيون يروون لـ"عربي21" لحظات دخول الحوثي لعدن (فيديو)

160 مصابا يمنيا وصلوا إلى الأردن لتلقي العلاج - عربي21
عمر وعدنان وصالح، جرحى يمنيون من أصل 196 جريحا، وصلوا إلى العاصمة الأردنية عمان لتلقي العلاج الطبي بعد إصابتهم إثر اقتحام مليشيات الحوثي مدينة عدن جنوب اليمن في نهاية آذار/ مارس الماضي.
 
ويروي الجرحى الثلاثة لـ"عربي21" تفاصيل إصابتهم ولحظات دخول الحوثيين إلى مدن الجنوب اليمنية مدعومين بقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح.
 
ويصف الجريح عدنان صالح (25 عاما) من مدينة عدن، ما قامت به مليشيات الحوثيين بـ"الإبادة" قائلا لـ"عربي21" إن "مليشيات الحوثي مدعومة بالحرس الجمهوري قامت أثناء محاولتها اقتحام مدينة عدن وبعد الانسحاب منها بقصف عشوائي للمناطق السكنية مستخدمة القذائف المدفعية والهاون ما أدى إلى مقتل العشرات من الأطفال والنساء".
 
ووصف الوضع الصحي في عدن بـ"المأساوي" نتيجة نقص الأدوية وتفشي الأمراض وخصوصا حمى الضنك (مرض فيروسي ينقله البعوض)، "بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيين على المدنية قبل تحريرها".

سقوط عدن

وحول سيطرة مليشيات الحوثيين على مدينة عدن التي تبعد 400 كيلومتر عن صنعاء، يقول الجريح إن "دخول عدن كان مفاجأة حيث حاصر الحوثيون المدينة من ثلاث جهات في آذار (مارس) الماضي وما سهل سقوط المدينة هو إعلان اللواء المدرع 33 المتواجد في الجنوب ولائه للحوثيين، بالإضافة لمساندتهم من قبل قوات الحرس الجمهوري، حيث قامت هذه القوات المدربة بمواجهة اللجان الشعبية والمقاومة التي لم تتمرس على القتال و سيطر الحوثيون في البداية على بلدات في المحافظة كمنطقة الضالع وبلدة الكرش، بينما سيطروا من جهة الغرب على الموانئ وبعض المناطق ليكتمل الحصار على المدينة واقتحموها في الأول من نيسان (إبريل) الماضي بعد أن قصفوا مطار عدن ومصفاة البترول والأحياء السكنية".
 
وتمكنت فيما بعد "لجان المقاومة الشعبية" المناصرة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من إخراج الحوثيين من مدينة عدن بعد عملية مدعومة بطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية وأطلق عليها "عملية السهم الذهبي" وشاركت فيها بوارج بحرية.
 
أما الجريح صالح قاسم من منطقة المعلا بعدن فقد أصيب بانفجار قذيفة هاون تسببت بخسارة عينه وتمزيق أمعائه، وحال عدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة من استكمال علاجه في اليمن، وأقر له الأطباء في الأردن عمليتين جراحيتين عاجلتين، ولا يذكر صالح ما حدث معه سوى صوت الانفجار الذي قذفه بعيدا ويقول: "كانت قذائف الهاون تتساقط بشكل عشوائي في كل أحياء عدن".
 
ويستذكر مواطنه الجريح عمر صالح كيف انفجر فيه لغم "أودى بحياة ثلاثة ضباط إماراتيين بمنطقة أبين"، ويقول عمر إن "الحوثيين قاموا بزراعة الألغام في الأماكن التي انسحبوا منها بشكل عشوائي ما أدى لسقوط مدنيين".
 
ونفى صحة الأخبار التي يروجها زعيم الحوثيين، بأن من يقاتلهم في عدن هم عناصر تنظيم الدولة، ويضيف: "نحن لسنا دواعش، نحن مقاومة قمنا بالدفاع عن أنفسنا".
 
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والناطق الرسمي باسم الحركة الحوثية محمد عبد السلام، اتهما الرئيس اليمني بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة في محافظات الجنوب.
 
ويناشد الجريح اليمني الدول العربية التي تتميز بقطاع طبي قوي للمساعدة في علاج الجرحى اليمنيين، بسبب "ضعف الإمكانات الطبية والواقع المتردي في الجنوب".
 
جسر جوي لنقل الجرحى إلى عمّان
 
وكانت الحكومة اليمنية سيرت رحلتين جويتين من مطار عدن الدولي إلى العاصمة عمّان، لنقل جرحى صنفت حالتهم "بين المتوسطة والخطرة" ضمن اتفاقية مع الجانب الأردني، وقعها من الطرف اليمني وكيل وزارة الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم، ومن الجانب الأردني رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري وعدد من مدراء المستشفيات الخاصة.

وقال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري إن "الطائرتين التي وصلتا السبت الماضي حملت الأولى 85 جريحا و أما الثانية حملت 95 جريحا، حيث تم توزيعهم على 6 مستشفيات خاصة، وتنوعت إصاباتهم بالعظام والبطن والصدر من حروق وجروح بسبب المتفجرات والعيارات النارية".
 
وتنص الاتفاقية مع الحكومة اليمنية – كما يقول الحموري- على أن يتم " دفع تكاليف العلاج على شكل دفعات كي لا تتراكم المستحقات المالية للمستشفيات، بالإضافة إلى تنظيم دخول أعداد الجرحى إلى المستشفيات بحيث لا يشكل ضغطا عليها".
 
وكان للمملكة الأردنية تجربة "سلبية" مع تحصيل أموال الجرحى من الحكومة الليبية بعد مشادات حول حقيقة الفواتير التي تقدمت بها بعض المستشفيات الخاصة.
 
ويؤكد الحموري: "لدينا في الأردن خبرة متراكمة من التعامل مع هذا النوع من الإصابات نتيجة استقبال الجرحى من ليبيا والعراق وسوريا وهذا شجع اليمنيين بالإقبال على مستشفياتنا".
 
بدوره، قال الملحق الطبي في السفارة اليمنية بالعاصمة عمان الدكتور عبد الوهاب العلفي، لـ"عربي21" إن "عدد الجرحى الذين وصلوا إلى عمان بلغوا 160 جريحا موزعين على ستة مستشفيات أردنية، جميعهم أصيبوا في عدن حيث ستتحمل الحكومة اليمنية كلفة علاجهم بالكامل"، مرجحا "وصول دفعات أخرى من الجرحى في القريب العاجل".
 
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن عدد ضحايا الحرب في اليمن وصل إلى 3200 شخص أكثر من نصفهم من المدنيين، وقالت تقارير دولية إن 80% من السكان في اليمن يحتاجون إلى المساعدة أو الحماية، وإن أكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع.