ملفات وتقارير

أبعاد دعوة هنغبي إلى "إعدام" الفلسطينيين بلا تردد

هنغبي: يجب أن لا نقيد أفراد الأمن كي لا يترددوا في إطلاق الرصاص- أرشيفية
اتهم خبراء فلسطينيون رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، تساحي هنغبي، بالدعوة إلى "إعدام" الفلسطينيين، عقب مطالبته بعدم وضع أي قيود على جنود الاحتلال الإسرائيلي في التعليمات المتعلقة بإطلاق النار صوب الفلسطينيين.

وقال هنغبي في تصريحات نقلتها "إذاعة صوت إسرائيل" الجمعة، إنه "يجب على أي شرطي أو جندي أو مواطن لديه سلاح؛ إطلاق النار على المعتدي، وشل حركته، وحتى قتله"، مضيفا أنه "يجب أن لا يتم وضع القيود على أفراد الأمن؛ تفاديا لترددهم في اللحظة التي يجب عليهم أن يتصرفوا فيها".

وجاءت هذه التصريحات عقب "إعدام" الشاب الفلسطيني محمد أبو خلف (20 عاما) الجمعة، بعشرات الرصاصات التي أطلقها جنود الاحتلال المتواجدون عند باب العمود بمدينة القدس المحتلة، ووثقتها بشكل مباشر كاميرا قناة "الجزيرة" القطرية، خلال إعدادها لتقرير في المكان.



ووصف الخبير في الشأن السياسي، عبدالستار قاسم، أقوال هنغبي بأنها "تصريح واضح بإعدام الفلسطينيين".

وقال لـ"عربي21" إن "الدافع لهذا الإعدام ليس رفع الفلسطيني للسكين وحسب، فمجرد وجود هاجس لدى جنود الاحتلال؛ كاف لأن يكون مسوغا لإطلاقهم النار"، مشيرا إلى أن "هذا ما حصل بالفعل مع العديد من الأطفال والفتيات والشبان الفلسطينيين خلال الانتفاضة الحالية".

لا تداعيات

وحول تداعيات إطلاق النار الكثيف من قبل جنود الاحتلال تجاه الفلسطينيين؛ أكد قاسم أنه "لن تكون هناك تداعيات في الظروف الحالية؛ لأن السلطة الفلسطينية تستهين بدماء أبنائنا، وما زالت متمسكة بالتنسيق الأمني، وتؤمن بحل الدولتين، وتلاحق المقاومين".

وأضاف: "ربما تتحرك جهة دولية ما، أما الساحة الفلسطينية فهي ميتة، وتشكل حجر عثرة أمام النضال الفلسطيني".

ورأى قاسم أن "الإسرائيليين دائما يدرسون ردود أفعالنا إذا ما أعملوا في أجسادنا الرصاص"، لافتا إلى أنه لا يستعبد أن يكون ما تقوم به قوات الاحتلال من "إعدامات ميدانية" هو أيضا "نوع من البحث العملي المقصود لقياس ماذا سيكون، وما هو رد فعل الفلسطينيين إذا قمنا بإعدام أبنائهم بصورة بشعة أمام الكاميرات".

انهيار وارتباك

من جهته؛ قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، إن تصريح هنغبي "يعبر عن الروح السائدة في المجتمع الإسرائيلي"، مؤكدا أن جنود الاحتلال "يقتلون الأطفال الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بهم، وهو ما يعكس حالة الانهيار في معنويات جنود الاحتلال".

وأضاف لـ"عربي21" أن "دعوة هنغبي للقتل الفوري وعدم التردد في ذلك؛ تأتي أيضا في إطار المزايدة السياسية الداخلية، ومحاولة تسجيل المواقف، وهو ما يشتهر به قادة الاحتلال السياسيون ونخبهم عند تردي وضعهم الأمني"، مبينا أنها تعكس مدى "استرخاص الدم الفلسطيني باستسهال قتل المدنيين".

وأوضح أن الواقع الذي يعيشه قادة الاحتلال "يعزز ويدفع باستمرار إلى قتل الفلسطينيين؛ خاصة وأن هؤلاء القادة يعملون على حماية مرتكبي تلك الجرائم".

وأرجع أبو عامر مثل هذه التصريحات، إلى "المفاهيم العنصرية السائدة لدى الاحتلال"، مؤكدا أنها "تعكس ارتباك القيادة الإسرائيلية في التعامل مع الانتفاضة الثالثة".