سياسة عربية

ماذا قال القس الأكثر شهرة بإخراج الجن عن السيسي؟ (فيديو)

السيسي حضر قداس عيد الميلاد في الكنيسة- أرشيفية
تداولت مواقع إخبارية مسيحية، ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، تصريحات أدلى بها كاهن الكنيسة المرقسية الكبرى في منطقة كلوت بك، الذي يعدّ أشهر كاهن في مصر في إخراج الجن، القمص مكاري يونان، في موعظته الأخيرة، مساء الجمعة، عن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتناقص شعبيته، وانتقادات الكتاب له، والأحوال الاقتصادية في مصر.

في البداية، قال القمص مكاري إنه لا يفهم في السياسة، وليس له دعوة بالحالة الاقتصادية، لكنه لاحظ أن هناك أناسا يشككون في "شعبية الرئيس"، وتقول إن الأيام بقيت صعبة، ويتكلمون عن الاقتصاد، واصفا كاتبا انتقد السيسي بأنه "خائن"، قائلا: "لما تقرأ المقال تقول: على البلد السلام.. ضلمة (ظلام) من كل جانب".

ووصف الكاتب بأنه "إنسان خائن". وأضاف: "بعدين عرفت أن هناك خونة كثيرين في البلد، وقالوا لي إن الرئيس رد على واحد في مداخلة على الهواء، وقال له: بدل ما تتكلم خذ كاميرتك، وروح صور".

وهنا وصف القمص مكاري السيسي بأنه: "رئيس ما مرِّش (لم يمر) على مصر في كل تاريخها".

وفسر كلمته تلك بقوله: "البلد بقي لها عشرات السنين لم تتقدم خطوة.. وخلال سنتين من حكمه (السيسي) حدث تقدم ملموس في جوانب كثيرة قوي.. تقدم لم نلحظه في أي مجال".

واعتبر مكاري السيسي "رئيسا أمينا، ومخلصا للبلد، رغم أن حواليه فسادا ضاربة أطنابه"، على حد قوله.

وشدّد على أن السيسي "محتاج لشخصيات مخلصة زي إخلاصه"، زاعما بأن "البلد هتتقدم تقدما كبيرا جدا".

وحول انتقادات البعض لمقولته للأقباط: "إنتوا في عيني الاثنين"، قال مكاري: "بالعكس.. دي لغة لم نعهدها من قبل.. ولا حد كلمنا (المسيحيين) باللغة الحنينة الحلوة المخلصة دي".

وتابع: "ده إنسان مش بيمثل.. لأنه مش محتاج لك في شيء، وفي اعتقادي أنه لا ينام سوى ساعات قليلة كل 24 ساعة".

وتابع مدحه للسيسي: "وهب حياته للبلد في منتهى الإخلاص".

وأردف: "أنا أقول الحقيقة.. ونصيحتي لكل شاب في البلد: شغل مخك بعقلانية وترو، وادرس الأمور الحاصلة، وما تمشيش وراء الشائعات، وما تبقاش إنسانا تابعا.. خليك إنسانا مستقلا برأيك، وادرس الأمور على حقيقتها".

وأضاف: "هتلاقي كل اللي ماشي خلال الأيام دي.. لم يحدث في تاريخ مصر.. تقدم مائة في المائة.. في جوانب كثيرة".

واستطرد: "كنا نقف في طوابير العيش.. ضاعت أيام طوابير العيش (الخبز).. كنا نقف بالعربيات (السيارات) بالساعات.. علشنان نأخذ لتر بنزين.. ضاعت طوابير البنزين.. كنا، وكنا.. أمور عمرها ما حصلت في التاريخ، ولا لمسنا أي تقدم في أي جانب"، على حد قوله.

وأضاف وسط تصفيق وزغاريد: "إحنا بنحب رئيس مصر.. وأطلب من كل إنسان سامعني، وشايفني هنا، وفي كل ركن في العالم: صلوا من أجل مصر.. صلوا من أجل رئيس مصر.. صلوا إن الرب يحمي، وإن كان وعد الرب حامي مصر.. ونشوف مجد الرب"، على حد قوله.

رأي الناشطين

فيما رحب ناشطون بكلامه السابق، علق آخرون مندهشين من أن يكون هذا رأيه في السيسي برغم كل الظلم والفساد والقتل والتخريب الذي ارتكبه السيسي في مصر، مشيرين إلى أن مصر تعيش أسوأ مراحلها.
 
من هو مكاري يونان؟

و"مكاري يونان" هو القمص مكاري يونان عبد الملك، من مواليد المراغة في محافظة سوهاج بصعيد مصر، ويقول عن نفسه إن خدمته (موعظته) تتوب الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وإن له جمهورا في خارج مصر بعد الفنان عادل إمام.

أما أتباعه، فيقولون عنه إنه أحد أوسع كهنة الكنيسة القبطية في مصر شعبية، وإنه يمتلك قدرة خرافية على شفاء المرضى، وإخراج جميع أنواع الجن، سواء العفاريت أو الأرواح، ومن جميع الأنواع سواء منها الطيار أم الزاحف.

وزعموا أن "معجزات الرب تجري على يده وفمه وشبشبه"، وأنه يقوم بنهر الأرواح والصراخ عليها بتلاوة كلمات سحرية تخيف الجن الكافر، وخصوصا الذي يتلبس المسلمين، وهم أغلب زبائن حفلات الزار، وإخراج الأرواح، التي يقيمها، ويستعين فيها أحيانا بالتفتفة والبصاق، وفي نصف دقيقة يقوم الممسوس من الجن.

وأضافوا: "المفاجأة الكبرى بيطلع الشاب اسمه محمد، ومدرس تربية إسلامية من أسيوط أو الإسكندرية، أو اسم البنت زينب أو عائشة".

تواضروس: تاريخ من تأييد السيسي

وكان بابا الكنيسة المصرية، البابا تواضروس، وصف السيسي بأنه منقذ وبطل، وقال إنه يحمل مصر على أكتافه، ويحتاج للدعاء والصلاة، واصفا دستور العسكر بأنه "هرم رابع صنعه المصريون".

وكان تواضروس شارك في مشهد 3 تموز/ يوليو 2013، الذي أعلن فيه السيسي عزل الرئيس محمد مرسي، وانقلابه على المسار الديمقراطي.

ولدى ترشح السيسي للرئاسة اعتبر تواضروس أن ترشحه للرئاسة "واجب وطني".

في المقابل، حرص السيسي على حضور قداس "عيد الميلاد" في شهر كانون الثاني/ يناير من عامي 2015، و2016 بالكاتدرائية، وقرر منح 30 فدانا للكنيسة.

واعتذر عن عدم الانتهاء من "ترميم جميع الكنائس"، معلنا أن "الهيئة الهندسية للجيش"، ستنتهي من ذلك خلال عام 2016 الجاري.

وقام السيسي في 26 شباط/ فبراير 2015 بزيارة إلى الكاتدرائية في العباسية، لتقديم العزاء في ضحايا إعدام 19 مسيحيا في ليبيا بيد تنظيم الدولة "داعش".

أين "نعم" التي تزيد النعم؟

في المقابل، وجه ناشطون مسيحيون انتقادات حادة إلى المواقف السياسية للكنيسة المصرية.

وذكَّر المحامي "إبراهيم منير حنا"، البابا تواضروس، بمقولته في تأييد الدستور الذي وضعته لجنة "الخمسين" المعينة من قبل العسكر في عام 2014، التي قال فيها لأتباع الكنيسة: "قولوا: نعم.. تزيد النعم".

وعلى خلفية المتاعب الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها مصر حاليا، تحت حكم السيسي، كتب "حنا" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أخيرا: "اسألوه.. ذلك الذي قال - ذات يوم - إن نعم تزيد النعم.. اسألوه: أين تلك النعم المزعومة؟".

خذلكم الزعيم الذي راهنتم عليه

من جهتها، وجهت الناشطة جوليا ميلاد رسالة لمسيحيي مصر، يوم 27 شباط/ فبراير 2016، في موقع "بوابة يناير"، تحت عنوان "خذلكم الزعيم الذي راهنتم عليه.. فتحركوا"، انتقدت فيه: "وقوف الكنيسه صامتة أمام حبس أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة، لمدة خمس سنوات، بتهمة ازدراء الأديان"، متسائلة: "هل معنى هذا أن الكنيسة باعت أولادها، واشترت النظام؟". وأجابت: "نعم".

وأضافت: "منذ سنوات وأنظمة متعددة، فالكنيسة تحافظ على كيانها وسلطويتها في محافظتها على الولاء للحاكم، فالأحداث متعددة منذ ناصر مرورا بالسادات وليس انتهاء بمبارك بل المجلس العسكري، وأيضا مرسي، والآن بالمخلص الأعظم".

وأردفت: "اليوم أعلنت الكنيسة الموالاة ببيان من مطرانية سوهاج بأن الحكم على الأطفال مستحق، فالعتب لا يوجه للكنيسة أو للبابا الآن بل يوجه لـ12 مليون مسيحي، ممكن أكثر بكثير".

وتساءلت: "لماذا الصمت، ولماذا الخوف دينيا؟ المسيح لم يطلب منكم أن تكونوا مخنثين، فهو من دافع عن الزانية والمرابي وأنقذ الأعمى وأنظره النور، والنور جاءكم أيها العميان، فثورة يناير كسرت حاجز الخوف، لماذا تصمتون؟ وإلى متى؟".

واستطردت: "لقد خذلكم من أطلقتم عليه مخلص، أفيقوا وكفى، أنتم بلا إرادة.. لقد سلبت الكنيسة إرادتكم، وهذا دليل أنكم لا تعرفون دينكم، فالكنيسة بيت الصلاة، والكهنة رجال لتوضيح وتفسير الدين، ليس أكثر، هم ليسوا آلهة، أنتم مصريون.. لكم ما لكم، وعليكم ما عليكم.. انزلوا للشوارع.. انخرطوا بمن يهمهم حرية الجميع، ثوروا.. طالبوا بحريتكم ومساواتكم".

وأضافت: "إن دماء كل مسيحي سالت سواء اغتيالا أم قتلا أم دهسا بمدرعات، في رقابكم، وستظل في رقابكم إن لم تتحركوا، وتصبحوا مثل أي إنسان".

وواصلت حديثها: "اعذروني، فصمتكم لا يعني إنسانيتكم، بل يعني تجردكم منها.. لقد تحرك العالم، ونطق وشجب سجن الأطفال، وأنتم مشلولون، عميان".

وأكملت: "سينطق أحدهم ويقول الآية: يدافع عنكم وأنتم صامتون".. هقولك: بطل تستعمي نفسك، وتضحك على ربنا، لأنه طلب منكم عدم السكوت على الظلم، وتجيب حق المظلوم.. (تعلّموا فعل الخيرِ. اطلبوا الْحق. انصفوا المظلوم. اقضوا للْيتيم. حاموا عن الأرْملة) سفر إشعياء 1: 17".

واختتمت جوليا رسالتها بقولها: "اعلموا أن صمتك سوف يزيد أعداءك.. لم أقل لك: احمل سيفا، واسفك دما، ولكن ثور.. اصرخ.. ارفض الظلم.. اردع الظالم.. صلواتك وصيامك لن تشفع لصمتك.. إنني لست بقاسية عليكم، ولكن أنتم من قسيتم على أنفسكم، وحان الوقت لتفيقوا.. إذا فقتم"، بحسب قولها.