ملفات وتقارير

السيسي بدأ من حيث انتهى مبارك.. فهل يلقى مصيره؟

اليسي مبارك - أ ف ب
 أجمع عدد من المحللين والسياسيين أنه لا وجه للمقارنة بين قائد النظام المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، الذي لا يملك سجلا دمويا بحق المصريين، بالرغم من طبيعتهما المستبدة، والمفسدة، فالأول بدأ من حيث انتهى الأخير، إلا أن نهاية نظام السيسي ستكون الأسوأ، وفق تقديراتهم.
 
وتوقع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري بالخارج، النائب السابق عبد الموجود الدرديري أن تكون نهاية السيسي "أسوأ بكثير من الديكتاتور مبارك"، وقال لـ"عربي21": "السيسي تجاوز كل الحدود في السياسة والاقتصاد والاجتماع".
 
بدايات مختلفة ونهاية أسوأ 
 
مضيفا: "لابد أن يكون الجزاء من جنس العمل، وهناك بوادر تقول بأن هناك تشققات صامتة بين أطراف المنظومة الحاكمة، فإن لم يتحرك البعض ستكون كارثة على الجميع"، ولفت إلى أن "مقدمات مبارك مختلفة بدرجة كبيرة عن مقدمات قائد الانقلاب الدموية، التي هزت التاريخ المصري، ولطخته، ولوثته".
 
وأكد أن القلة التي تسانده من الطغمة الحاكمة "بعضها بدأ يتململ، والبعض الآخر، انفض من حوله، والبعض الأخير من ربط مصيره بالمطلق مع السيسي"، مرجحا "حدوث المزيد من التشققات داخل المنظومة الحاكمة".
 
التدليس السياسي 

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير، عبد الله الأشعل، لـ"عربي21": "الذي يحدث الآن ليس له سابقة، فتضييق الخناق على الطبقات الضعيفة، وتدليل اللصوص والأغنياء، وتراكم الديون، وتجذر الفساد، واضمحلال الدولة في الداخل والخارج، وتفتيت المجتمع، وعسكرة الحياة العامة، وتجفيف آفاق العمل السياسي، والاختفاء والتعذيب؛ كل ذلك يجعل الموقف بحاجة إلى حل عقلاني سريع تفاديا للانفجار الذي يودي بمصر".
 
ورأى الأشعل أن على النظام أن يبدأ بالأخذ من "نقطة البداية، وهي الحوار والمصارحة والجدية فالمسؤولية خطيرة، ولا يوجد تناسب بين الخطر والشعور به من جانب السلطة".
 
داعيا في الوقت نفسه إلى "الفصل بين السلطات وتأمين حاجيات الناس، وضمان حرياتهم، وإنقاذ الاقتصاد من الديون، ومكافحة الفساد، وإعادة الاعتبار لمصر وشعبها، واستعادة مواردها"، مشددا على ضرورة "إزالة الضبابية والتدليس السياسي والإعلامي لبداية علاج ناجع".
 
شتان بين فاسد وخائن
 
أما القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إسلام الغمري، فذهب بالقول إلى أن "هناك فرقا كبيرا بين السيسي ومبارك، ورغم إفساد الأخير، واستبداده، كان هناك مساحات من الحرية، والتنفس، ولم يصطدم بالمعارضين هذا الصدام العنيف والمرعب"، مضيفا أن "السيسي له أجندة غير وطنية، وهو أقرب للشخصيات الفاشية، وليس لمبارك بالرغم من اختلافنا معه".
 
وقال لـ"عربي21": "مبارك كان رجلا وطنيا ولكنه مفسد، ومستبد، أما السيسي، فهو خائن لبلده وشعبه، وسوف تنقطع به الحبال، ولن تحميه المؤسسات الأمنية"، مبررا ذلك "بأن تلك القوى مستمرة بشيء من الدفع والقصور الذاتي، ولكن المعلومات الراشحة أن هذه الأمور في طريقها للزوال، وهناك ضجر من سياساته داخل تلك المؤسسات".
 
وأكد أن "السيسي فقد القدرة على تقديم حلول لأزمات المصريين، منذ اللحظات الأولى لحكمه، ولم يكتسب شرعية في لحظة قط"، مشددا على أنه "سوف يسقط في أي انتخابات نزيهة، أو حتى استفتاء".
 
وأرجع فشل نظام السيسي ليس إلى سوء إدارة أو تخطيط، بل إلى "خيانته لوطنه"، على حد تعبيره. لافتا إلى أن "السيسي يقوم بدور ممنهج لتدمير الدولة المصرية وشعبها، والجيش أحد ضحايا تدبيره، بإقحامه في معارك مع الجيش بالتواجد في جميع الأزمات".
 
نظام انتهت صلاحيته 

من جهته، قال رامي الحوفي، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة، لـ"عربي21": "إن السيسي يمشي على خطى مبارك؛ ولكن بسرعة أكبر وحماقة أشد"، مشيرا إلى أن تشابك المصالح بينه وبين مؤسسات الدولة "تحتم عليها الدفاع عنه".
 
وتابع: "لقد حرص من اليوم الأول على توريط مؤسسات عدة معه؛ مثل القضاء والجيش والداخلية، مقابل منافع في الغالب مادية، وسلطوية، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود أفراد في هذه المؤسسات لا ترضى بذلك".
 
معتبرا في الوقت نفسه أن "المؤسسات وصلت إلى مرحلة من الترهل، جعلت منها منتهية الصلاحية، كمؤسسات وطنية، فلا هي ستستطيع الاستمرار لأداء دورها كمؤسسات وطنية تحقق مصلحة الشغب، ولن تستطيع أيضا كبت الشعب وتضليله وقهره إلى أمد طويل".