سياسة عربية

برهامي يتهم مؤتمر جروزني بالسرقة.. وشيخ الأزهر يتبرأ

ياسر برهامي اتهم القائمين على المؤتمر بأنهم حصروا "أهل السنّة" في "الأشاعرة والماتريدية - أرشيفية
ياسر برهامي اتهم القائمين على المؤتمر بأنهم حصروا "أهل السنّة" في "الأشاعرة والماتريدية - أرشيفية
شن نائب رئيس "الدعوة السلفية" بالإسكندرية ياسر برهامي، وعدد من القيادات السلفية، وعلماء الأزهر، هجوما كاسحا على المؤتمر، الذي شهدته العاصمة الشيشانية "جروزني"، أخيرا، حول تعريف "أهل السنة والجماعة"، واتهموا بيانه باستبعاد أصحاب التوجه السلفي (بمن فيهم أهل الحديث) من التعريف.

ووصف برهامي المؤتمر بأنه عُقد تحت رعاية روسيا الاتحادية، واقتصر في دعوته وبيانه الختامي على اتجاه بعينه، يحاول سرقة لقب "أهل السنة ‏والجماعة" من أهله، وأقصى بالكلية الاتجاه السلفي بكل أطيافه، وفق تعبيره.

ومن جهته، أصدر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، بيانا تبرأ فيه من البيان الختامي للمؤتمر، وأكد أنه أدخل، في كلمته الافتتاحية، "أهل الحديث" ضمن تعريفه لمصطلح "أهل السنة والجماعة".

ذلك فيما أثار البيان الختامي للمؤتمر ردود فعل غاضبة بمصر بعد أن استبعد "السلفية" من وصف "أهل السُّنة"، وهو ما نفاه المركز الإعلامي للأزهر، في بيان له، الأربعاء، وهاجمه لذلك قيادات في الدعوة السلفية، وعدد من علماء الأزهر، وأساتذته.

برهامي يتهم المؤتمر بالإقصاء والتفريق

وفي مقال بعنوان "مؤتمر جروزني بين الإقصاء والتفريق"، نشره بموقع "أنا السلفي"، لسان حال "الدعوة السلفية"، الخميس، وصف برهامي المؤتمر بأنه عقد تحت رعاية روسيا الاتحادية، وريثة الاتحاد السوفيتي، التي ‏لها تاريخ، في الماضي والحاضر، في سفك الدماء، ونشر الإلحاد في المسلمين، وفي غيرهم.

وتساءل: "إذ ‏بروسيا، مرة واحدة، تصبح راعية لمؤتمر إسلامي يحدد من هم أهل السنة والجماعة؟ فهل يتصور ‏عاقل حرص روسيا الشديد على نشر المفهوم الصحيح للإسلام؟"، وفق تساؤله.

وأبدى نائب رئيس "الدعوة السلفية" أسفه الشديد من أن من أعدَّ البيان الختامي للمؤتمر لم يراع أن عامة شباب الصحوة في كل الأقطار ينتسبون إلى مذهب السلف في الجملة، وأن إقصاءهم من أهل السنة والجماعة هو روح عدائية تبثّ الفرقة، وتعمِّم الخلاف، على حد قوله.

كما اتهم القائمين على المؤتمر بأنهم حصروا "أهل السنّة" في "الأشاعرة والماتريدية وأتباع المذاهب الأربعة والصوفية"، محذرا من أنهم يدفعون مَن خلفَهم للأقوال المتشددة؛ وأنه سوف يتصدر المشهد، بدلا من هؤلاء، من يرى إخراجهم من "أهل القِبلة"، ولا يقبل التعايش معهم مع الاختلاف.

وشدد على أنه "لا بد أن يعلم الجميع أن أسلوب القمع المادي والمعنوي والفكري،  هو أعظم أسباب انتشار التطرف والانحراف، مضيفا: "العقل والتاريخ، بعد الشرع، يؤكد أن البغي لا ينتصر، والظلم لا يدوم، فلماذا تختارون خيار الإقصاء والفرقة؟".

وانتقد برهامي اعتبار التصوف طريق السلوك الوحيد، وأردف أن اعتماد تشويه المخالف بالكذب والزور، تجاه المذهب السلفي، لن ينطلي على أحد، ولن يقبله أحد، مع انتشار وسائل المعارف الحديثة، وسينقلب على صاحبه، حسبما قال.

سلفيون يحتجون على المؤتمر

في السياق نفسه، شن عدد من رموز السلفيبن هجوما على المؤتمر بسبب خلوه من التيار السلفي، واقتصاره على الأشاعرة والصوفيين، وقصره مفهوم "أهل السنة والجماعة"، على غير السلفيين وأهل الحديث.

وقال أحد شيوخ الدعوة السلفية، أحمد هلال، في تدوينة له عبر "فيسبوك": "ينبغي أن يتعرف الناس ضلال مذهب الأشاعرة والماتريدية لما يروجون إليه الآن عبر جروزني والشيشان بنفي وصف أهل السنة عن السلفية واحتكاره لأنفسهم وهم من مذهب السلف العقدي براء".

وطالب هلال بأن تعمل الدعوة السلفية على تعرية الأشاعرة والماتريدية وكشف ضلالهم وانحرافهم قبل فوات الأوان، فضلا عن تعرية رموزهم من خلال مقالاتهم العقدية، وإلقاء الضوء على تاريخهم، وبيان ماهم عليه من مخالفات صريحة لمنهج السلف في أصول الاعتقاد، على حد قوله.

كما هاجم القيادي بالدعوة السلفية سامح عبد الحميد، المؤتمر، مشيرا إلى أن أهل السنة موجودون من قبل أن يولد الأشعري والماتريدي، وأن أهل السنة هم من على نهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من السلف الصالح.

ووصف المؤتمر بالمؤامرة على العالم الإسلامي، قائلا إنه كان على شيخ الأزهر أن ينأى بمؤسسة الأزهر عن إقامة مؤتمر عن أهل السنة في بلد عربي مثل مصر والسعودية وغيرهما.

وطالب عبد الحميد العلماء الثقات من السلفيين بعمل مؤتمر علمي للتعريف بأهل السنة، ورد شبهات مؤتمر الشيشان الذي لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل أهل السنة والجماعة، علي حد وصفه.

الأزهر يتبرأ من بيان المؤتمر

وإزاء هذا الهجوم الشرس من قبل أصحاب التوجه السلفي على المؤتمر، وهو الهجوم الذي طال الأزهر، أصدر المركز الإعلامي بالأزهر، بيانا، الأربعاء، نفى فيه أن يكون شيخ الأزهر قد قصر مفهوم "أهل السّنة" على "الأشاعرة" و"الماتريدية" فقط.

وأضاف أن شيخ الأزهر نص في كلمتة للأمة التي أدلى بها داخل المؤتمر، على أن مفهوم أهل السنة والجماعة يطلق على كل من الأشاعرة والماتريدية وأيضا أهل الحديث.

وأكد أن الطيب حث خلال كلمته على ضرورة لم شمل أهل السنة بدون أية إقصاءات.

حكماء المسلمين: بيانه لم يعرض على الطيب

وفي سياق متصل، تلقى الأزهر دعما من مجلس حكماء المسلمين، (الذي أنشأته وتموله دولة الإمارات)، في موقفه هذا.

وصرح الأمين العام للمجلس، الدكتور علي النعيمي، بأن زيارة الطيب، رئيس المجلس، إلى الشيشان، تضمنت عقد لقاءات مع عدد من القيادات الدينية في الشيشان ومسلمي روسيا أكد خلالها الطيب ضرورة توعية الشباب بمخاطر الفكر المتطرف ونبذ العنف والإرهاب ودعم التيارات المعتدلة.

وأضاف النعيمي أن شيخ الأزهر أكد في كلمته أن مفهوم أهل السنة والجماعة يطلَق على الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث، وأن مشاركته والوفد المرافق له في المؤتمر اقتصرت على الجلسة الافتتاحية له، كما لم يشارك الأزهر أو مجلس حكماء المسلمين في الإعداد والتجهيز له، ولم يعرض على الطيب بيانه، ولا توصياته.

مساندة أزهرية لأهل الحديث والسلفية

من جهتهم، أكد عدد من علماء الأزهر أن أهل الحديث والسلفية هم "أهل السنة والجماعة".

وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد الشحات الجندي، أن شيخ الأزهر أكد أن "أهل الحديث" و"السلفية" و"المذاهب الأربعة"، هم ضمن أهل السنة والجماعة، مشيرا إلى أنه من المقرر والمعتبر أن هؤلاء هم من أهل السنة والجماعة.

وأشار "الجندي"، في حوار مع مجلة "الفتح"، إلى أنه حتى بنية الاسم نفسه تؤكد أنهم من أهل السنة والجماعة، مشيرا إلى أن حذف ذلك من البيان الختامي للمؤتمر هو بالفعل استغلال لاسم أحمد الطيب، كما أن ما حدث له بعد سياسي، لأن الشيشان كانت جزءا من روسيا.

ومن جانبه، أكد الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور مصطفى مراد، أن العقيدة الأشعرية ظهرت كرد فعل للرد على المعتزلة، مستنكرا التصريحات التي خرجت باحتكار هذه الفرقة لأهل السنة والجماعة، وإخراج ما عداها خارج المصطلح.

وهاجم مراد المؤتمر مؤكدا أنه لم يكن دقيقا في العنوان، لأن أغلب الحاضرين كانوا ممن ينتمون إلى العقيدة الأشعرية وبعض المتصوفة، وكذلك الناقمين على السلفية وشيخ الإسلام ابن تيمية، وفق قوله.

وأضاف: "منظمو المؤتمر حاولوا إضفاء صبغة شرعية على المؤتمر بمشاركة رموز أزهرية كالدكتور أحمد الطيب، وغيره، مؤكدا أن رأي الدكتور الطيب معلوم في الأشاعرة، ولكن الجديد هذه المرة حصر أهل السنّة في هذه الفرقة".

وفي سياق متصل، ذهب عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين، الدكتور "عبد المنعم فؤاد"، إلى مدى أبعد في دفاعه عن شيخ الأزهر.

وقال إن الذين يزايدون على الأزهر، ويدَّعون أنه فرق بين أهل السنة وأخرج السعودية وغيرها من هذا المفهوم.. عليهم أن يتقوا الله.

ماذا حدث في جروزني؟

ويُذكر أنه انعقد في مدينة جروزني، عاصمة جمهورية الشيشان، في الـ25 من الشهر الجاري، مؤتمر تحت عنوان: "من هم أهل السنة والجماعة؟"، برعاية رئيس الشيشان، رمضان أحمد قديروف، وحضور شيخ الأزهر، وأكثر من مئتي عالم من علماء المسلمين من أنحاء العالم.

وبحسب البيان الختامي للمؤتمر فإن المؤتمرين خلصوا إلى أن "أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية على مسلك الإمام الجنيد وأمثاله من أئمة الهدى".

وعبّر دعاة ومفكرون خليجيون وعرب عن غضبهم الشديد تجاه المؤتمر، وتجاهله السلفيين، مقابل استضافة العديد من الشيوخ الصوفيين والأشاعرة والماتريديين، بجانب العديد من الشيوخ المصنفين على أنهم من رموز تيارات إسلامية معادية للسلفية، مثل شوقي علّام مفتي مصر، وعلي جمعة، والحبيب علي الجفري، وسعيد فودة، وحاتم العوني، وغيرهم.
التعليقات (2)
طارق السيد محمد رزق
الأربعاء، 21-09-2016 05:41 م
مع الاسف شيخ الازهر رجل ضعيف وجبان امام هجوم التلفيين علية . هذا الفكر السلفى المنحرف الذى كفر المسلمين وشركهم ومن كرماتة المسلم قتل المسلم هم عملاء امريكا والصهاينة
رضا االشناوي
الجمعة، 09-09-2016 10:08 ص
إنه مؤتمر الفتنة مؤتمر ترعاه روسيا التي تقتل المسلمين في سوريا وتحارب المسلمين في بقاع شتي إنه مؤتمر ضرار