ما يحدث في مصر لن يكون سيئا، ولكنه في المجمل يصب تراكميا في تأسيس مرحلة جديدة ستكون بأي حال أفضل من مرحلة ما بعد 3 تموز/ يوليو 2013، ومقدمة لتغيير أكبر منشود
لقد مثلت مجزرة المسجدين في نيوزيلندا بحيثياتها حدثا فارقا، وجرس إنذار للعازفين على أوتار الكراهية والعنصرية في الغرب ليعيدوا النظر في مآلات خطاب الكراهية
في ظل حالة السلطة القضائية والتراجع في الدور المنوط بها وهيمنة مؤسسة الحكم على مفاصل القضاء، سيظل الباب مفتوحا على مصراعيه لمزيد من الأحكام المصبوغة بصبغة سياسية، وسيلوي البعض عنق النص القانوني العادل ليحكم بما يوافق الهوى، رغم أن القاضي العادل يحكم بالعدل حتى لو كان نص القانون جائرا
لم تكن الفترة من منتصف القرن العشرين وحتى وقتنا الراهن إلا امتدادا لفترة الاحتلال الأجنبي الذي هيمن على هذه المنطقة منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وما حدث لم يكن سوى مجرد تغيير لشروط الاحتلال وطريقته..
تمديد الوقت ليس في مصلحة السعودية التي تلوذ سلطتها بالصمت؛ الذي يعزز الشبهة تجاه مقتل خاشقجي. وتبدو الرياض كمن حُشر في زاوية ولا يستطيع الحركة أو يمكنه الخروج منها
وما بين هؤلاء الذين يعتبرون التوك توك عارا وخيانة وتشويها لوجه مصر الحضاري، وهؤلاء الذين يرونه قد سد فجوة اقتصادية، ويمثل فرصة استثمارية نجد الحكومة المصرية تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة عن تقديم حلول جذرية للقضاء على تلك السلبيات المتضخمة..
بعد الثالث من تموز/ يوليو 2013، شهدت مصر تحولات واضحة تجاه ثوابت ما كان أحدٌ من رؤساء مصر أو مؤسساتها الصُلبة يقبل الاقتراب منها على الإطلاق، لتتسم هذه المرحلة بالتراخي غير المفهوم أو المعلل في أمور لا يصلح مطلقا التعامل معها بهذا المستوى.
تسريب الإعلاميين الأخير الذي بثته قناة مكملين، وجاء داعما لما تحدثت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حول موقف رأس السلطة المصرية من القدس، لم يكن الأول ولن يكون الأخير
في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات مطالبة بضرورة مقاطعة الكيان المحتل، تأتي زيارة وفد بحريني لتصب في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعوب العربية والإسلامية، وتؤكد أن ما كان يستتر خلف الأبواب المغلقة لم يعد محلا للمواراة والإخفاء
ماذا بعد في ظل المشهد المصري الحالي وأوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة شافية بعد خمس مقالات سابقة تناولنا فيها حقيقة موقف الغرب من الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر تحديدا..
إن ما يحدث حقيقة مع مسلمي الروهينجيا أن هناك شعبا يباد في جنوب شرق آسيا، بينما العالم يتفرج. ولا يحدث ذلك قط إلا عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فصرخات مسلمي الروهنجيا منذ عقود لا يسمعها أحد