أصاب عبد الحميد صيام، مراسل "القدس العربي" في نيويورك، عندما كتب معلّقا على استقالة د. غسان سلامة من منصبه كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، أنها "لم تأت مفاجأة، بل المفاجأة أن سلامة تحمّل كل هذا الإحباط والضغط والنقد والخداع الذي مارسته أطراف النزاع وداعموها، وعدم جدية مجلس الأمن".
إنه لمنظرٌ مقزّزٌ حقاً ذاك الذي رأيناه على شاشات التلفزيون في التغطية الإعلامية لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عندما وقف الرجلان يتباهيان ويتبادلان المديح أمام ملعب رياضي عملاق اكتظّ بما يزيد عن مئة ألف إنسان. ولم يكن منظراً مقزّزاً لمسلمي الهند وحسب، أولئك ا
هل يستمر رجال «السلطة الفلسطينية» في التظاهر بالالتزام باتفاقية أوسلو التي سقطت بلا رجعة مع بلوغ القرن السابق نهايته واندلاع «انتفاضة الأقصى»؟ هل يستمرون بالقبول بالإطار الذي رسمته تلك الاتفاقية وما تبعها من معاهدات.
بدأ شعب مصر العظيم يستفيق من السُبات الذي وقع فيه إثر انخداعه برغبة عبد الفتّاح السيسي في إنقاذه من آلامه الاقتصادية والاجتماعية كما بقدرة المذكور على إنجاز ذلك الإنقاذ. ومثلما رأينا مصرياً مقيماً في الخارج، يُدعى وائل غنيم، يلعب دوراً بارزاً في إشعال فتيل «ثورة 25 يناير» عام 2011 من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، نرى الآن مصرياً آخر مقيماً في الخارج، هو المقاول والممثّل محمّد علي، يلعب دوراً مماثلاً، بل أكبر، في إشعال فتيل جديد قد يؤدّي إلى تفجير ثورة أخرى. فهل ينجح الانتشار الأمني الهائل في ردع المتظاهرين أو تتحوّل ينابيع يوم الجمعة الماضي إلى تيّار جارف يوم الجمعة القادم، هذا هو السؤال. ولو تمّ الاحتمال الأخير، تكون المرّة الثالثة التي تهبّ فيها الجماهير المصرية ضد الحكم القائم بغية إسقاطه، وفي المرّتين السابقتين عبرةٌ للمرّة القادمة لا بدّ من استيعابها لتفادي تكرار أخطاء كانت لها عواقب وخيمة.
لم يفت أحداً أن تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران خلال الأسابيع الأخيرة، وتوسيع نطاقها إلى الأراضي اللبنانية والعراقية بعد أن كانت محصورة بالأراضي السورية بصورة أساسية طيلة سنوات، لم يفت أحداً أن ذينك التصعيد والتوسيع يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالأجل الانتخابي القادم في الدولة
تعمّد ترامب منح نتنياهو هديّة قيّمة على مشارف انتخابات يخشى زعيم الليكود خسارتها، لاسيما بسبب الفضائح التي تراكمت في ملفّه القضائي ومنها ما يتعلّق بالتفريط بأمن الدولة الصهيونية لقاء الربح من خلال منح ضوء أخضر لبيع ألمانيا غوّاصات حديثة لمصر بدون استشارة قيادة الجيش الصهيوني
قد وصلت قناعة زبانية المنطقة بأن هذا التهديد كفيلٌ بردع الشعوب عن المطالبة بتغيير الحكّام إلى حدّ أن الرئيس المصري الذي واجه مع زملائه العسكريين قبل ثمانية أعوام انتفاضةً شعبية عظمى بدأت إرهاصاتها بحملة رفض التمديد لحسني مبارك،
أورد النوّاب السيسيّون في حزمة تعديلاتهم بدعة دستورية تشكّل إسهاماً جليلاً في علوم الدستور والسياسة والديمقراطية، بدعة لا شكّ في أنها سوف تحتلّ مرتبة رفيعة في البرامج الدراسية المتعلقة بتلك العلوم، ألا وهي تكليف القوات المسلّحة بمهمة «صون الدستور والديمقراطية، والحفاظ على المقوّمات الأساسية للدولة
إن علاقة المملكة السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة حماية مصحوبة بالوصاية بما جعل المملكة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بمثابة دولة محميّة تابعة لواشنطن، حتى ولو لم تكن وصاية أمريكا عليها مكرّسة بصورة رسمية.
يوحي توالي هذه الأحداث بأننا أمام تكرار لظاهرة شهدها النصف الأول من القرن الماضي، ولو بحلّة جديدة لا تزال أقل مأساوية حتى الآن. ففي مرحلة ما بين الحربين العالميتين من القرن العشرين، نمت تيّارات أقصى اليمين الفاشي واستحوذت على السلطة واحدة تلو الأخرى في جملة من البلدان الأوروبية.
في الملاحظات التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالاشتراك مع نظيره الفرنسي عند زيارة هذا الأخير للولايات المتحدة، كرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادعاءه المزمن بأن بلاده أنفقت "سبعة تريليونات [التريليون هو ألف بليون/ مليار] من الدولارات في الشرق الأوسط"..
في النصح التي أسداها ماكيافِلّي لهواة السلطة والنفوذ في كتابه الكلاسيكي «الأمير» تحتل المكيدة مكانة بارزة، إلى حد أن سياسة المكائد والنفاق باتت تُسمّى باسم صاحب الكتاب، وإن اختلفت الآراء حول قصده الحقيقي.
باتت منطقة الشرق الأوسط برمّتها تلتقط أنفاسها تحسباً لما قد تكون الخطوة التالية لمحور واشنطن/الرياض الذي غدا يدير دفّته هاويان سياسيان أحدهما عجوز والآخر فتى، يؤازرهما زعيم إسرائيلي أرعن، وذلك في مواجهة حكم في طهران يتفوق على الثلاثة المذكورين بالحيلة والدهاء الاستراتيجي.
الطريقة التي تعامل بها ترامب مع المشكلة الكورية فتدلّ على درجة عليا من الغباء السياسي إذ اعتقد أنه يستطيع بواسطة التهديد أن يفرض مشيئته على نرجسي ذكوري مثله، فما كان بالأخير سوى أن واجه الوعيد بالتصعيد بما شكّل إحراجاً للأول الذي أطلق التهديد.