صحافة دولية

FP: دعوات لبايدن لاستيعاب السعودية بدل اعتبارها "منبوذة"

فضلت الرياض ترامب على أوباما لأن الرئيس الأمريكي الحالي تجاهل حقوق الإنسان- الأناضول
فضلت الرياض ترامب على أوباما لأن الرئيس الأمريكي الحالي تجاهل حقوق الإنسان- الأناضول

نشر موقع "فورين بوليسي"، مقالا لجون سباكبان، الزميل في مركز سياسات التعليم، دعا فيه إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب إلى التعامل مع السعودية بطريقة غير النظر إليها كدولة منبوذة.

 

وقال المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي انتظر وقتا قبل أن يقدم التهنئة لبايدن. ولم يكن هذا مصادفة، فقد قاد ولي العهد السعودي على مدى السنوات الأربع الماضية حربا عبثية في اليمن وأفلت من جريمة قتل، وبدأ مشروعا نوويا سريا مع الصين لمعالجة اليورانيوم. 


وأضاف سباكبان: "سيدعو الديمقراطيون سريعا بايدن إلى التخلي عن التحالف الأمريكي-السعودي، لكن عليه مقاومة هذه الدعوات لأن التخلي عن حلفاء أمريكا لن يحسن من سلوكهم". 

 

ونصح الكاتب بايدن بـ"تشكيل تحالف من الدول الغربية والشرق أوسطية ومنها السعودية، يعمل كثقل يمنع المملكة من الحصول على الأسلحة النووية وانتهاك حقوق الإنسان".

 

ويقر الكاتب بأن أعضاء الكونغرس، الجمهوريين والديمقراطيين تعبوا من السعودية، ففي العام الماضي استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو ضد قرار في الكونغرس يدعو لمنع صفقة أسلحة إلى السعودية في ظل حرب اليمن.

 

وقال إن الديمقراطيين صوتوا ضد القرار بالإضافة إلى حلفاء ترامب مثل السيناتور ليندزي غراهام. وفي نقده للسعودية ذهب بايدن إلى أبعد من أي ديمقراطي، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 وخلال مناظرة ديمقراطية قال إنه سيكون "واضحا أننا لن نبيع أسلحة" إلى السعودية بشكل "سيجعلهم منبوذين كما هم".

 

وأضاف الكاتب أن تحميل السعوديين المسؤولية لمحاولتهم الحصول على أسلحة نووية وارتكاب خروقات حقوق الإنسان، أمر منطقي.

 

ولفت إلى أن جعل المملكة دولة منبوذة لن يحد من محاولات المملكة الحصول على أسلحة نووية ومن انتهاكات حقوق الإنسان.

 

وإذا أرادت واشنطن إصلاح الرياض فعليها أن تفكر بما يقلق السعودية، وهو الخوف من تخلي أمريكا عنها. ويرى الكاتب أن مظاهر القلق السعودية متجدرة بالربيع العربي ودعم إدارة باراك أوباما للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في العالم العربي، وإجبار الديكتاتور المصري حسني مبارك على التنحي عن السلطة، ما أثار مخاوف السعوديين من مواجهة سيناريو مماثل.

 

وزادت المخاوف السعودية منذ ذلك الوقت، ونظر إلى الاتفاقية النووية عام 2015 في داخل السعودية على أنها محاولة للتخلي عنها ومصادقة إيران.

 

وفضلت الرياض ترامب على أوباما لأن الرئيس الأمريكي الحالي تجاهل حقوق الإنسان. وكان متشددا تجاه إيران. ولكن ترامب سخر من الملك سلمان لاعتماد بلاده على الدعم الأمريكي بقوله "أيها الملك نحن نحميك"، وقال في 2018: "قد لا تبقى في مكانك أسبوعين بدوننا".

 

اقرأ أيضا: مدير CIA سابق: ابن سلمان التقى نتنياهو لحماية نفسه من بايدن

 

ومحاولات الكونغرس الأخيرة لمنع صفقات السلاح إلى السعودية تزيد من مخاوف التخلي عنها. ولم تكن مصادفة التعاون السري مع الصين في برنامج نووي والتعامل مع إيران في اليمن كتهديد وجودي.

 

ويتعامل ولي العهد والنخبة السعودية مع الصين التي تسمح بالحصول على ترسانة أسلحة نووية أفضل من استمرار الاعتماد على واشنطن.

 

ولو لم ترسم الولايات المتحدة نهجا جديدا فسنكون أمام سيناريو سباق تسلح نووي بين السعودية وإيران.

 

ولو تعاملت إدارة بايدن مع السعودية كدولة منبوذة فمن غير المحتمل أن تغير سلوكها، وحتى لو لم تحصل على سلاح نووي، فالدول المنبوذة الأخرى مثل كوريا الشمالية وإيران وكوبا تعد من أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، كما أن حالة التهميش لم تغيرها، كما أنها لن تغير السعودية.

 

وإن لم يغير هذا النهج السعودي فما الذي سيخفف من قلق السعودية؟ وهنا يشير الكاتب إلى تحالف إقليمي وغربي وتعاون مشترك في مجالات الطاقة والأمن والاقتصاد.

 

وحتى لو كان هذا التحالف صغيرا في البداية وضم الولايات المتحدة وبريطانيا والإتحاد الأوروبي والدول العربية الصغيرة مثل عمان والأردن وتونس والبحرين والإمارات العربية المتحدة، فسيكون إشارة عن عدم تخلي أمريكا عن السعودية وتركها تحت رحمة إيران.

 

ومدخل كهذا -برأي الكاتب- سيخفف من مخاوف السعودية ويجعل من قصف اليمن وامتلاك السلاح النووي أقل جاذبية.

 

وتحالف كهذا يجب ألا يستبعد إيران، كما أنه لم يستبعد مارشال في خطته لأوروبا والاتحاد السوفييتي ودعوته إياه إلى الانضمام.

 

ولكن على إيران التوقف عن تخصيب اليورانيوم ووقف العمليات العسكرية ضد الدول الجارة أو دعم الجماعات الوكيلة.

 

وحتى هذا الوقت لم تظهر إيران أي نية للتخلي عن هذه، ومع ذلك فإنه يجب التركيز في التحالف الجديد على المنافع الاقتصادية لمستقبل بدون مشاريع نووية.

 

التعليقات (0)