ملفات وتقارير

فلسطيني يصنع مركبة رباعية الدفع من "الخردة" (صور)

يقول أبو حجلة إن العمل استغرق نحو سنتين- الأناضول
يقول أبو حجلة إن العمل استغرق نحو سنتين- الأناضول

استطاع الشاب الفلسطيني عبد الكريم أبو حجلة، بإمكانيات بسيطة، أن يحقق طموحه باقتناء مركبة رباعية الدفع، خصوصا في رياضة الطرق الوعرة والجبال.

أبو حجلة "34 عاما"، من قرية سنيريا بمحافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، طوّع قطعا جمعها من حطام (خردة) مركبات، على هيكل خاص صممه بنفسه، ليحقق حلم حياته، وفق تعبيره.

ولا يوجد في الأراضي الفلسطينية مصانع مركبات، لكن أبو حجلة حوّل مشغلا صغيرا في منزل عائلته لصنع مركبته.

مركبة "من لا شيء"

يقول أبو حجلة لوكالة "الأناضول" إن العمل استغرق نحو سنتين، إذ أمضى أيام إجازته الأسبوعية ووقت فراغه في العمل في ورشته البسيطة وغير المؤهلة لمثل هذه الصناعات.

ويعمل أبو حجلة في مجال البناء، غير أنه يهوى ركوب مركبات الدفع الرباعي، ويتقن فنون الحدادة والميكانيك.

 




ويشير إلى أنه استفاد من بعض خبرات أصدقائه، ومن الإنترنت لصناعة المركبة.

في باحة منزله، يتفقد أبو حجلة مركبته الرياضية، ويقول: "أمارس رياضة ركوب الدراجات النارية منذ سنوات، وحلمي اقتناء جيب دفع رباعي مخصص للطرقات الوعرة والجبال. لكن الأمر مكلف ماديا، ويفوق إمكاناتي".

ويضيف: "لأن الأمر مكلف، وقد يصل سعر المركبة في السوق إلى نحو 100 ألف دولار أمريكي، راودتني فكرة صناعة المركبة بنفسي"، معترفاً بأن "البداية كانت صعبة، والإمكانات المادية غير متوافرة، لكن لدي إرادة وخلفية تقنية وميكانيكية".

ويتابع: "وضعت الفكرة في رأسي وبدأت بالتنفيذ، صعوبات عدة واجهتني في التصميم، وكثيرا ما كنت أعيد العمل مجددا حتى وصلت إلى هذه النتيجة".

واستعان أبو حجلة بقطع حطام (خردة) مركبات، بحسب قوله، جمعها ليكوِّن مركبته التي بلغت تكاليفها، من دون أتعابه، نحو 12 ألف دولار.

رياضة وهواية

يقود أبو حجلة مركبته في بركة مياه عميقة في وادي قانا، شمالي الضفة الغربية المحتلة، يخرج منها مسرعا، عابرا طرقا وعرة، متخطيا الصخور.

يقول: "القيادة في مثل هذه الطرق والجبال تحتاج إلى فن وخبرة ومعرفة بطبيعة المركبة. صحيح أنها رياضة ومغامرة، لكنها تحتاج إلى حذر شديد".

ويردف: "الفكرة أن يكون لدي مركبة تحمل أربعة أفراد، رباعية الدفع، قوية وبأقل التكاليف".

ويمضي أبو حجلة عطلة نهاية الأسبوع بين الجبال مع أسرته، ويقول: "زوجتي هي الأخرى محبة لركوب هذا النوع من المركبات، نمضي عطلة الأسبوع في الجبال ونصل إلى حيث نريد".

طموح

يواجه أبو حجلة إشكالية عدم قانونية عمله، لكنه يقول إنه يتواصل "مع الجهات الرسمية الفلسطينية، من أجل تقبل الفكرة".

ويتابع: "هذه المركبات لا تحتاج إلى ترخيص، كونها مخصصة لأماكن معينة لا يُسمح السير بها داخل التجمعات السكانية، وهذا ما ألتزم به".

 




يطمح أبو حجلة إلى تطوير مشروعه، وإنتاج مركبات أخرى وبيعها في السوق الفلسطينية. ويقول: "كثير من محبي ركوب هذا النوع من المركبات لا يقدرون على اقتنائها نظراً إلى ارتفاع أسعارها، وأطمح إلى صنع عددٍ منها وبيعها في السوق المحلية".

وعن العمل، يقول إنه "آمن، إذ آخذ بكل وسائل الحماية من أحزمة أمان، وخوذ للرأس، إضافة إلى كون المجسم معززا بدعامات حديد خاصة".

وإلى جانب مركبة الدفع الرباعي، صنع أبو حجلة مركبة ميكانيكية خاصة بطفلته ابنة السنوات الخمس.

التعليقات (0)

خبر عاجل