سياسة دولية

تبادل أسرى بين أوكرانيا وروسيا.. ومقبرة جماعية جديدة في بوتشا

الحرب مستمرة في أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي- جيتي
الحرب مستمرة في أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي- جيتي

تستمر الحرب في أوكرانيا، لليوم الـ45، وسط تطورات على صعيد المفاوضات الجارية مع روسيا، تمخض عنها تبادل جديد للأسرى بينهما، بحسب ما أعلنته كييف، اليوم السبت.

 

تبادل أسرى

 

وقالت أوكرانيا، إنها استعادت 26 مواطنا في إطار عملية تبادل أسرى مع الجانب الروسي.

 

وأشارت إيرينا فيريشوك، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، في بيان، إلى إجراء عملية تبادل أسرى ثالثة مع روسيا بناء على تعليمات الرئيس فولوديمير زيلينسكي.


وقالت فيريشوك إن الجانب الروسي أفرج عن 26 أوكرانيا، هم 12 جنديا و14 مدنيا.

 

ولم تذكر المسؤولة تفاصيل عما قدمته أوكرانيا للجانب الروسي مقابل هؤلاء.

 

مقبرة جماعية في بوتشا

 

في سياق آخر، قال مدير شرطة منطقة كييف بأوكرانيا، أندريه نبيتوف، السبت، إنه تم اكتشاف 40 جثة بمقبرة جماعية في مدينة بوتشا عائدة لمدنيين.


وأضاف في تصريح صحفي، أن شرطة منطقة كييف فحصت، الجمعة، مقبرة تعد من أكبر المقابر الجماعية لمدنيين قتلوا على يد القوات الروسية.


وأفاد بأن الجثث الـ 40 المكتشفة في المقبرة الجماعية تعود لمدنيين لم يبدوا أي مقاومة.


ولفت إلى أن "القوات الروسية قامت بإطلاق النار على المدنيين في بوتشا بشكل ممنهج".


وأوضح أن بعض الضحايا لقوا مصرعهم بنيران الأسلحة الثقيلة.


وذكر أن هناك رجالا ونساء تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما ضمن المدنيين الذين قتلتهم القوات الروسية.

 

ولفت إلى أن أفراد الطب الشرعي والخبراء الجنائيين يقومون بفحص الجثث وتوثيق جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الروسي.

 

اقرأ أيضا: روسيا تقر بـ"مأساة" جنودها.. وزيلينسكي يطلب وقفة عالمية

وأوضح أن بعض الجثث المستخرجة من المقبرة تم تحديد هويتها، وسترسل إلى الفحص من أجل تحديد أسباب الوفاة.


وأفاد بأنه بحسب الفحوصات الأولية لخبراء الطب الشرعي، توجد جروح رصاص في مناطق الرأس والجسم في كثير من الجثث، "ما يدل على أن العديد من المدنيين قتلوا بأسلحة آلية أو ببنادق قناصة". 


والسبت الماضي، نشر الجيش الأوكراني صورا لجثث متناثرة على أرصفة شوارع مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.


وتنفي روسيا ادعاءات قتلها مدنيين في بوتشا، وتقول إن صور القتلى كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم إلى موسكو.

 

ممرات إنسانية

 

وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، السبت، الاتفاق على فتح 10 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من عدة مدن شرقي البلاد.


وقالت المسؤولة الأوكرانية إن الممرات الإنسانية ستُفتح، السبت، وستسمح للمواطنين بمغادرة عدة مدن في أقاليم دونيتسك ولوهانسك وزاباروجيا.


وأوضحت أن المتواجدين في مدن ماريوبول وإنرهودار وتوكماك وبرديانسك ومليتوبول سيتم إجلاؤهم إلى مدينة زاباروجيا، فيما سيتمكن المتواجدون في مدن سفرودونتسك وليسيتشانسك وبوباسنا، وغيرسكي، وروبيجني من الذهاب إلى مدينة باخموت.


وسبق أن طالبت أوكرانيا روسيا بفتح ممرات إنسانية في 4 مدن كبرى.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، إن بلادها نقلت إلى الجانب الروسي طلبها بفتح ممرات إنسانية في 4 مدن كبرى.


وفي تصريح صحفي الثلاثاء، أوضحت أن الوفد الأوكراني نقل إلى الجانب الروسي خلال مفاوضات إسطنبول طلب كييف بفتح إلزامي وعاجل لممرات إنسانية في مدن كييف وماريوبول وخاركيف وتشرنيغوف.


"ممر بري بين القرم ودونباس"


وقالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن روسيا تطمح لإقامة ممر بري بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، مؤكدة أن "المقاومة الأوكرانية" تواصل إحباط هذا الطموح.


وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقع "تويتر"، أن "روسيا تواصل ضرب الأوكرانيين غير المقاتلين، مثل أولئك الذين قتلوا في هجوم صاروخي أمس على محطة سكة حديد كراماتورسك شرقي أوكرانيا".

 

 

 


وأضاف البيان أن العمليات الروسية تستمر في التركيز على منطقة دونباس وماريوبول وميكولايف، بدعم من صواريخ كروز تطلقها القوات البحرية الروسية.


وتابع بأنه من المتوقع أن يتزايد النشاط الجوي الروسي في جنوب وشرق أوكرانيا دعما لهذه العمليات.
واختتم البيان بالقول إن "المقاومة الأوكرانية تواصل إحباط الطموحات الروسية لإنشاء ممر بري بين شبه جزيرة القرم ودونباس".


وعقب استفتاء من جانب واحد، في 16 آذار/ مارس 2014، ضمت روسيا إلى أراضيها شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، وأعقبه فرض عقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول.

 

روسيا تدمر مستودع ذخيرة

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن قواتها دمرت مستودعا كبيرا للذخائر بمقاطعة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا.


وقال المتحدث باسم الوزارة، أيغور كوناشينكوف، في إفادة صحفية، إن القوات الروسية دمرت مستودعا كبيرا للذخائر تابعا للجيش الأوكراني قرب بلدة نوفوموسكوفسك بمقاطعة دنيبروبتروفسك بصواريخ جوية عالية الدقة.


وأضاف أنه تم تدمير طائرة "ميغ-29" ومروحية "مي-8" ومستودع للذخيرة الجوية في مطار ميرغورود العسكري في مقاطعة بولتافا (وسط).

وأوضح أن القوات المسلحة الروسية استهدفت 85 منشأة عسكرية في أوكرانيا خلال يوم واحد.


وتابع: وتمكنت من تدمير 127 طائرة و98 مروحية و425 طائرة مسيّرة و2031 دبابة ومدرعة و228 راجمة صواريخ و880 مدفع وقاذف هاون و1932 آلية عسكرية للجيش الأوكراني منذ انطلاق الهجوم الروسي.


وعلى صعيد آخر، أشار كوناشينكوف إلى امتلاك بلاده معلومات مؤكدة تشير إلى أن "النظام الأوكراني يخطط لاستفزاز جديد بهدف اتهام روسيا بارتكاب مذابح ضد مدنيين في بلدة إربين شمال غربي العاصمة كييف"، حسبما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".


ولفت إلى أن الجيش الروسي غادر المنطقة منذ أكثر من أسبوع.


موسكو: الدول الأوروبية تعاقب نفسها

 

وصرح مسؤول روسي، أن أوروبا شارفت على استنفاد قدراتها على فرض عقوبات جديدة ضد بلاده، معتبرا أن أوروبا تعاقب نفسها لا روسيا.


ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف قوله: "أعتقد أن العقوبات اقتربت من بلوغ سقفها".


واعتبر أن "الدول الأوروبية تعاقب نفسها الآن أكثر من روسيا والاقتصاد الروسي".


وقال: إن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد الفحم الروسي لن يضر اقتصادنا.


وأوضح أن "الفحم خلافا للغاز، من السهل جدا إعادة توجيهه في اتجاه آخر، فهناك الكثير من مشتري الفحم الروسي في العالم".


وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 1002 فرد و32 كيانا روسيا، بما في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ورجال أعمال وضباط عسكريون.


كما حظر الاتحاد الأوروبي واردات الفحم وتصدير السلع الفاخرة إلى روسيا، وكذلك منع بعض البنوك الروسية والبيلاروسية من العمل في نظام السويفت المصرفي الدولي.


وتحجم بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا والمجر، عن فرض حظر على واردات الطاقة الروسية، بسبب اعتمادها الكبير عليها في ظل عدم توفر بديل.

 

جونسون في كييف

 

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت، أن الفظائع التي ارتكبت في مدينة بوتشا قرب كييف، حيث عثر على عشرات من جثث المدنيين بعد انسحاب القوات الروسية، "شوهت في شكل دائم" سمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


وقال جونسون في مؤتمر صحافي إثر لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف: "ما فعله بوتين في بوتشا وإيربين جرائم حرب، وقد شوهت في شكل دائم سمعته وسمعة حكومته".


واعتبر جونسون أن بوتين "تعرض لانتكاسة" محذرا من أنه "سيُصعّد الضغط الآن في دونباس والشرق". 


وتابع: "لهذا السبب فإنه من الأهمية بمكان... أن نواصل نحن، أصدقاؤكم، تقديم كل ما في وسعنا من دعم"، متعهدا بتزويد كييف بآليات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن.


كما تعهد المسؤول البريطاني بتكثيف العقوبات "أسبوعا بعد آخر" ضد روسيا و"الابتعاد عن استخدام المحروقات الروسية".


وأكد بوريس جونسون أنه قبل الغزو الروسي "أشارت تقارير الاستخبارات العسكرية التي كانت متوافرة إلى أن الروس يعتقدون بإمكان السيطرة على أوكرانيا خلال أيام وأن كييف ستسقط في أيدي جيشهم في غضون ساعات. كم كانوا مخطئين!"، مشيدا بـ"شجاعة" الأوكرانيين.


وتابع محتفيا بالأوكرانيين: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، اكتشف العالم أبطالا جددا، وهؤلاء الأبطال هم الشعب الأوكراني".

أوكرانيا: أين الرد العالمي؟


في المقابل، طالب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، برد عالمي حازم ضد روسيا إثر استهداف قواتها محطة قطار شرقي البلاد، الجمعة، أسفرت عن مقتل 52 شخصا.


وقال زيلينسكي، في كلمة ليلة الجمعة، إن القصف على محطة قطار كراماتورساك، حيث كان 4000 شخص يحاولون الفرار من هجوم روسي وشيك في الشرق، يرقى إلى جريمة حرب أخرى.


ودعا إلى محاسبة جميع المتورطين في الهجوم، مضيفا أن الدعاية الحكومية الروسية حاولت تحميل القوات المسلحة الأوكرانية مسؤولية الهجوم على محطة القطار.


وتابع: "نتوقع ردا عالميا حازما على جريمة الحرب هذه".

 

اقرأ أيضا: وفد أوروبي رفيع إلى كييف.. وقتلى بهجوم على محطة قطارات

وتسبب القصف بقتل 52 شخصا، من بينهم 5 أطفال، وإصابة نحو 100 شخص، بينهم إصابات بليغة، فيما نفت روسيا مسؤوليتها عن الضربة.


وأظهرت صور التقطت بعد الهجوم عشرات الجثث مغطاة بقماش مشمع وبقايا لصاروخ مكتوب عليه بالروسية "من أجل الأطفال".


قتلى مكاريف

 

واتهم فاديم توكار رئيس بلدية مكاريف الأوكرانية القوات الروسية بقتل 132 مدنيا في منطقته الواقعة بإقليم كييف.


وقال توكار في تصريح لتلفزيون البرلمان الأوكراني، في وقت متأخر الجمعة، إن المسؤولين المحليين جمعوا الجثث التي قال إن أصحابها قتلوا برصاص القوات الروسية.


وأضاف أن القوات الروسية قتلت 132 مدنيا في مكاريف، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.


وأوضح توكار أن جميع البنى التحتية في مكاريف تقريبا قد دمرت كما تم تدمير مستشفى وقصف مجمعات سكنية ومبان أخرى.


وتابع المسؤول المحلي بأن بلدته بدون كهرباء ولا ماء ولا غاز منذ أكثر من شهر، مضيفا: "ليس لدينا سلع أساسية في المنزل".


وقال توكار إن مكاريف تعرضت "لكارثة طبية" بعد إجلاء جميع الأطباء منها.


ولفت إلى أن البلدة قبل العملية العسكرية الروسية كان يسكنها 15 ألف شخص، فيما يعيش فيها الآن أقل من 1000 شخص.

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.


وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

 
التعليقات (0)