سياسة دولية

أكسيوس: شرط إيراني وحيد يعيق إحياء الاتفاق النووي

 طلب رئيسي أن يتم إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق- جيتي
طلب رئيسي أن يتم إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق- جيتي

أفاد دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى بأن مسألة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لا تزال غير واضحة المعالم، بعدما وضعت طهران شرطا وحيدا، وفق ما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.


وقال الدبلوماسي الأوروبي لموقع "أكسيوس" إن طلب إيران بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نشاطها النووي السابق غير المعلن هو آخر "عقبة كبيرة" أمام استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.


ولفت المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ركز في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الحاجة إلى ضمانات بعدم تخلي الولايات المتحدة عن الصفقة مرة أخرى، في حين كانت المطالبات خلف الكواليس تتعلق بتحقيقات الوكالة الدولية.

 

وفي أثناء الاجتماعات الخاصة على هامش القمة، كانت مطلب رئيسي الوحيد يتعلق بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، بحسب الدبلوماسي الأوروبي.


وأكد ذلك مسؤول أمريكي كبير اطلع على اجتماعات رئيسي مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، بحسب "أكسيوس".


وقال المسؤول الأوروبي إن الإيرانيين مقتنعون بأن الولايات المتحدة يمكنها ببساطة إخبار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإغلاق التحقيقات، لكنّ كلا من رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وإدارة بايدن، مصرون على أنه يجب معالجة مخاوف الوكالة بشكل مناسب قبل إغلاق التحقيق.

 

اقرأ أيضا: في ظل تعنت طرفي مفاوضات فيينا.. هل تفشل محاولة الاتفاق؟

 

وتتعلق هذه المخاوف بآثار اليورانيوم المخصب الذي عثر عليه مفتشو الوكالة التابعة للأمم المتحدة في 3 مواقع إيرانية مختلفة غير معلنة، الأمر الذي يرفضه مدير الوكالة  الأممية، رافاييل غروسي.


وقال الدبلوماسي الأوروبي: "ربما قررت السلطة العليا في إيران أنها لا تريد اتفاقا دون التأكد من إغلاق التحقيقات".


وأتاح اتفاق 2015 المبرم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين، وبرلين) رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية، وضمان سلمية برنامجها. 

 

وفي العام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران، التي ردت ببدء التراجع تدريجيا عن معظم التزاماتها.

 

وحسب الموقع الأمريكي، فقد أوضح المسؤولون الأوروبيون، الذين التقوا رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين في نيويورك، أن التحقيقات لن تُغلق إلا إذا قدمت إيران تفسيرات معقولة حول المواقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق ما قاله الدبلوماسي الأوروبي.

 

وأشار مصدر "أكسيوس" إلى أن الإيرانيين زعموا أن إسرائيل هي من زرعت اليورانيوم المخصب في المواقع الثلاثة، وأن أمريكا وأوروبا يمكن أن تحلا المشكلة سياسيا.

 

وقال الدبلوماسي الأوروبي: "طالما أنهم يعتقدون أن (وزير الخارجية الأمريكي أنتوني) بلينكن يمكنه فقط رفع الهاتف وإخبار غروسي بإسقاطه، فلن نحصل على صفقة".

 

وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحيائه في أبريل 2021، تم تعليقها أكثر من مرة، مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران.

 

وبعد استئناف المباحثات مطلع آب/ أغسطس، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه طرح على واشنطن وطهران صيغة تسوية "نهائية". 

 

وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في الـ24 من الشهر ذاته.


وفي الأول من أيلول/ سبتمبر، أكدت الولايات المتحدة تلقّيها ردا إيرانيا جديدا، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه "غير بنّاء".

 

إلى ذلك، اعترف الدبلوماسي الأوروبي بأن الإيرانيين ليسوا في عجلة من أمرهم، ولا يهتمون كثيرا بأي مواعيد نهائية تحاول القوى الغربية فرضها. وأضاف: "لدينا عقبة واحدة، لكنها عقبة كبيرة".

التعليقات (0)