سياسة عربية

مصير الزنداني على رأس مصالحة الحوثيين والإصلاح بمأرب

يعتبر الزنداني الزعيم الأبرز في حزب الإصلاح - أ ف ب
يعتبر الزنداني الزعيم الأبرز في حزب الإصلاح - أ ف ب
كشفت صحيفة الشارع اليمنية، الخميس، عن مبادرة للرئاسة اليمنية مدعومة من الحوثيين، إلى حزب الإصلاح، "لنزع فتيل الحرب المرتقبة في مدينة مأرب"، تقوم إحدى مرتكزاتها على ترتيب وضع خاص للشيخ عبد المجيد الزنداني، العالم المعروف، وأحد قيادات الحزب.

وبحسب المبادرة فإنه سيكون متاحاً للشيخ الزنداني العودة إلى منزله في العاصمة صنعاء، "معززاً مكرماً، وتلتزم الدولة بتأمينه".

كما تفرض المبادرة أن يلتزم عبد الملك الحوثي بعدم التعرض للشيخ تحت أي مبرر "على أن يلتزم الزنداني بترك الأنشطة التي تؤدي إلى التحريض على الإرهاب، ويعيش كأي رجل دين، ومن لديه دعوى أو طلب عليه فمن حقه التوجّه إلى القضاء".

وتوارى الشيخ الزنداني عن الأنظار بعد حصار جامعة الإيمان التي كان يرأسها من قبل الحوثيين، وتدمير بعض ممتلكاتها.

ويرى مصدر مقرب من الحوثيين أن "إدخال الزنداني في شروط ومطالب المبادرة، تم من أجل إقناعه بإيقاف حشد المسلحين في مأرب".

وكان مركب الأزمة اليمنية، طرق أبواب محافظة مأرب، بعدما هدد زعيم الحوثيين، باجتياح المحافظة الغنية بالنفط، مبرراً الأمر بأن هناك محاولة لإسقاط المدينة في يد من سماهم التكفيريين والقاعدة، لتعيش بعدها القبائل اليمنية في مأرب حالة من الاستنفار.

وتقوم المبادرة الرئاسية على عدة شروط، أولها تسليم كافة الأسلحة المنهوبة من قوات الجيش، وثانيها "تغيير محافظ مأرب، وتعيين شخصية يختارها الرئيس هادي؛ على أن تكون مقبولة لدى الجميع".

كما تشمل المبادرة "تغيير القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة، ورفع جميع مظاهر حشد المسلحين ومعسكراتهم في المحافظة بما فيها معسكرات التدريب التابع لتجمع الإصلاح في المحافظة".

وتنص آخر الشروط على أن يقوم الطرفان، بعد تنفيذ النقاط أعلاه، بعملية متزامنة برفع مليشياتهما ومسلحيهما من مأرب، وتقوم الدولة بواجبها وتحل قواتها محل مناطق تمركز مسلحي الطرفين.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري، قوله: "إن اللجنة الرئاسية ظلت، حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء، تفاوض مشايخ تجمع الإصلاح في مأرب لإقناعهم بالشروط التي حملتها لهم اللجنة من العاصمة صنعاء، كي يوافقوا عليها من أجل نزع فتيل الحرب المرتقبة بينهم وبين جماعة الحوثي، وإعادة تطبيع الأوضاع في مأرب".

الإصلاح يرفض

الرد الإصلاحي لم يرض اللجنة الرئاسية، حيث رفض مشايخ القبائل وقيادات الإصلاح، بعض هذه الشروط، مطالبين بإدراج شروط خاصة بهم.

ورفض المشايخ المسؤولون عن معسكري مسلحي الإصلاح في منطقتي نخلا والسحيل البند المتعلق الزنداني جملة وتفصيلاً، وطالبوا بأن يُمنح الشيخ حصانة ضد أي دعوى قد ترفع ضده مهما كانت، مشترطين أن يعاد له المقر الرئيس لجامعة الإيمان في صنعاء، ويضمن حقه في إعادة جامعة الإيمان للعمل في العاصمة وفي جميع فروعها في المحافظات التي كانت فيها".

كما رفضوا تعيين محافظ جديد لمأرب من خارجها، واشترطوا أن يكون المحافظ الجديد من مأرب، وطالبوا بأن يكون قادة الوحدات العسكرية والأمنية من أبناء المحافظة.

ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسيطر جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من العاصمة، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية بخلاف صنعاء.
التعليقات (0)