سياسة عربية

تنظيم الدولة يسيطر على مدينة تدمر

تنظيم الدولة سيطر في طريقه إلى تدمر على مدينة السخنة وحقلي الهيل والآرك وقرية العامرية ـ أرشيفية
تنظيم الدولة سيطر في طريقه إلى تدمر على مدينة السخنة وحقلي الهيل والآرك وقرية العامرية ـ أرشيفية
سيطر "تنظيم الدولة" بشكل شبه كامل على مدينة تدمر، فيما لا يزال الغموض يلف مصير قوات النظام في فرع البادية وسجن تدمر العسكري، وسط معلومات عن تحضير قوات النظام للانسحاب تجاه المراكز الأمنية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير اطلعت صحيفة "عربي21"، وجاءت السيطرة على مدينة تدمر، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لأسبوع مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

وتابع المرصد، أن التنظيم بدء الهجوم فجر الـ 13 من شهر أيار/ مايو الجاري، سيطر خلالها على مدينة السخنة، وحقلي الهيل والآرك وقرية العامرية، وصولا إلى سيطرته قبل قليل على مدينة تدمر بشكل شبه كامل، والواقعة في ريف حمص الشرقي.

واجتاح مقاتلو تنظيم الدولة مدينة تدمر الأثرية السورية الأربعاء بعد معارك ضارية مع قوات موالية للحكومة في حين دعا مدير الآثار السورية العالم إلى إنقاذ آثارها.

ونشر أنصار تنظيم الدولة صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ما قالوا إنهم مسلحون في شوارع تدمر التي يوجد بها أحد أكبر مستودعات السلاح في سوريا وكذلك قواعد للجيش ومطار وسجن رئيسي.

وقال مقاتل في تنظيم الدولة متحدثا عبر الإنترنت من المنطقة "الحمد لله تم تحرير تدمر". وأضاف أن تنظيم الدولة تسيطر على مستشفى في المدينة كانت القوات السورية تستخدمه قاعدة قبل انسحابها.

وقال التلفزيون السوري إن قوات موالية للحكومة أجلت المواطنين من مدينة تدمر الأربعاء بعد دخول مجموعات كبيرة من مسلحي تنظيم الدولة إلى المدينة.

ويأتي إخلاء قوات الدفاع الوطني السورية للمدينة بعد اشتباكات عنيفة داخل وحول المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والتي تتمتع أيضا بموقع استراتيجي من الناحية العسكرية، إذ تربطها طرق سريعة بمدينتي حمص ودمشق.

وقال مأمون عبد الكريم المدير العام للمتاحف والآثار السورية، إن مئات التماثيل نقلت من مدينة تدمر إلى أماكن آمنة بعيدا عن مقاتلي تنظيم الدولة.

ودعا عبد الكريم، في تصريحات صحافية، الجيش السوري والمعارضة والمجتمع الدولي إلى إنقاذ المدينة.

وتابع أن مئات التماثيل التي كان يخشى تحطمها أو بيعها موجودة الآن في أماكن آمنة، ولكن الخوف يحيق الآن بالمتحف والآثار الكبيرة التي لم يكن من الممكن نقلها.

ودعت منظمة اليونسكو إلى إيقاف فوري للقتال في مدينة تدمر وحثت المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لحماية السكان "وحفظ التراث الثقافي الفريد" بالمدينة.

وقالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في بيان "من الضروري أن تراعي كل الأطراف الالتزامات الدولية بحماية التراث الثقافي، وقت الحرب بتفادي الاستهداف المباشر وكذلك استخدامه لأغراض عسكرية."

وكان مقاتلو تنظيم الدولة دمروا الآثار والتماثيل القديمة في العراق، ويتعرضون لغارات جوية يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البلدين.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها شبكة نشطاء على موقع يوتيوب ما بدا أنه دخان أسود يتصاعد إلى السماء، وكان الفيديو بتاريخ 20 آيار/مايو  وقال تعليق على الفيديو إنها لقطات لغارات جوية على المدينة.

وفي حالة سيطرة التنظيم على تدمر بالكامل ستكون المرة الأولى التي يستولي فيها على مدينة بشكل مباشر من قوات الرئيس بشار الأسد التي فقدت بالفعل أراضي في شمال غرب سوريا، وجنوبها في معارك مع جماعات مسلحة أخرى في الأسابيع القليلة الماضية.


 
التعليقات (0)