قضايا وآراء

مصر بين إرهاب "الدولتين"

1300x600
الكل في مصر يقتل شعب مصر ويصفي شباب مصر ويستهدف مصر.. من هجمات تنظيم الدولة "الاسلامية " التي استهدفت كنيستي طنطا والإسكندرية وأسقطت عشرات القتلى من الأبرياء، الى الشريط المسرب الذي هز مكانة الجيش المصري في قلوب الجميع.

الجيش المصري في سيناء يصفي شبابا من أهالي سيناء بطريقة أقل ما يقال عنها أنها وحشية ولا تقل دموية عن دموية التنظيمات الارهابية وتضر أكثر مما تنفع.. فمن يظن أنه ببثه تلك المشاهد سيقضي على الارهاب مخطئ جدا وعليه اعادة حساباته لأنه أصبح صانعا للإرهاب وزاد من عدد الارهابيين.. حين قسا على شباب سيناوي لا ناقة له في حروب السياسيين ولا جمل سوى أن الفقر والإهمال وتجاهل الحكومة المصرية منذ عقود كتب على منطقته الاستراتيجية والجوهرية.

مصر بين ارهاب الدولتين تعيش منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013. فسلاح الجيش المصري أصبح موجها لصدور شباب الثورة المصرية وأصاب ابن مصر قلب أمه المتقطع على أبنائها قبل أن يصيب عدوه.. وسمح عدوه الذي يشبه طيور الظلام تحت مسمى تنظيم الدولة عن قصد أو بغيره بالتسلل ليصيب كل الأهداف في قلب القاهرة العتيدة.

يفجر الكنائس واحدة تلو الأخرى ويستهدف مراكز الأمن والجيش المصري بكل أريحية، ثم يصفي الجيش في لحظة غضب متهورة شبابا مصريا لا ذنب له.. السيناريو يتكرر بعد كل عملية إرهابية؛ الثورة وأبناؤها ومعارضو نظام السيسي هم المسؤولون في كل الأحوال!! ليس المهم محاسبة المقصرين ما دامت شماعة اسقاط الدولة المصرية جاهزة.

الجميع اليوم بدأ يتساءل لماذا تغيرت عقيدة الجيش المصري أولا وبعض الجيوش العربية ثانيا؟ لماذا يوجهون سلاحهم لأبناء الوطن أكثر مما يوجهونه لأعداء الوطن؟ أفلا يعلم أولئك أنهم يقتلون الوطن في نظر كثيرين في كل يوم ومع كل رصاصة يطلقونها في قلب مدني أعزل؟

من يتصدق بنصيحة على أبناء الجيش المصري أن أبناء وطنهم ووطنهم أولى بحمايتهم من حماية مصالح الجنرالات وأباطرة المال الذين لن ينفعوهم حينما تحاسبهم شعوبهم، وهي لا محالة فاعلة وأن طال الزمن ومرت الأيام؟

تسريب قناة مكملين ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن خرج تسريب يتحدث فيه السيسي عن اعفاء كل جندي يطلق الرصاص أو يقتل بالخطأ من المحاكمة والمسؤولية، وكان بمثابة اذن بإطلاق يد الجيش المصري ضد شعبه ثم تلاه شريط اخر لبعض من دعاة مصر من بينهم عمرو خالد؛ فيه فتوى واضحة تبيح دماء المصريين ولم تقل خطورة عن فتوى مفتى مصر الأسبق على جمعة.

وكشف تسريب مكملين الكثير عن تغير خطير في عقلية الجيش المصريظ، وأثار الكثير من الاستهجان والاستغراب والخوف كل الخوف أن يستغله الارهابيون في استقطاب العديد من الموتورين في مصر ما بعد الثالث من يوليو، وهم كثر وأغلبيتهم سقطوا على يد جيش مصر وربما يكون عذرهم لم نجد وطنا ولا عدالة بل جيشا يقتل أبناءنا بدون تهمة أو محاكمة ووجدنا من يوهمنا بأن يأخذ لنا حقنا.

ولا عذر لهذا ولذاك. كلهم يقتلون مصر ويطلقون رصاصهم الى قلب مصر لتتوجع المحروسة أكثر فأكثر وتتوجع قلوب كل محبيها عليها وعلى ابنائها.

فيا جيش مصر اخفض سلاحك عن شباب مصر، فلديك ولديها من الأعداء من يستحق الرصاص.