حول العالم

"كرامات" شاب ثلاثيني تثير جدلا في المغرب

لحظة دخول موكب الشريف الصمدي - تويتر
أثارت صور شاب في الثلاثين من عمره يرتدي لباسا تقليديا، ويضع "الحكل" على عينيه، جدلا واسعا في المغرب، انعكس من خلال تغطيات واسعة لأخباره، قدمتها الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية، ولم تسلم منه حتى مواقع التواصل الإجتماعي.

الشاب الثلاثيني، الذي يدعى "الشريف محمد العربي الصمدي"، يدعي الكرامات والخوارق بحكم انتمائه للزاوية/ الطريقة "الصمدية المشيشية"، وهي إحدى الجماعات الصوفية النشطة بمدينة طنجة (شمال المغرب).

وعاينت صحيفة "عربي 21" فيديوهات تظهر استقبال الشاب من قبل مريدي الزاوية "الصمدية المشيشية" التي تقيم حفلات ذكر وأمداح نبوية كل يومي إثنين وخميس من كل أسبوع.

وأظهرت الفيديوهات، التي نشرها صفحة "الشيخ" الثلاثيني، طريقة استقباله من طرف "مريدي" الزاوية، حيث يقفون لحظة دخوله، مع ترديد مجموعة من الأمداح والابتهالات، ويتم تقبيل يديه أثناء دخول كل مريد تأخر وقت الاستقبال الرسمي.


ونسبت للشيخ الشاب مجموعة من الخوارق والكرامات، من قبيل قدراته على شفاء بعض الأمراض، من خلال "المصافحة"، وتنقله من مدينة "طنجة" حيث يقيم إلى مدينة الدار البيضاء التي تبعد عنها بحوالي 400 كيلومتر، في 10 دقائق فقط.

هذه الكرامات حولها نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، إلى مادة دسمة للتهكم والسخرية، حيث قام بعض النشطاء بتصميم صور برامج أطفال "رسومات متحركة" كانت تزعم مثل هذه الخوارق قبل سنوات خلت.

وقوبلت الصور والفيديوهات بالسخرية من الشاب "مدعي الكرامات والخوارق" بسبب تداول نشطاء الشبكات الاجتماعية والمواقع الالكترونية لها، وصلت حد اتهامه بتعاطي مخدرات من النوع الصلب عكست اختلالا في عقله.

كما تم إنشاء العشرات من الصفحات الاجتماعية على "فيسبوك" بعد انتشار صور المسمى "الشريف محمد الصمدي" يتم فيها السخرية من الكرامات والخوارق التي يدعيها، بالرغم من أنه يضع مساحيق التجميل في وجهه بشكل واضح وفاضح، كما وصفه معلقون.



ونفى الشيخ الشاب "محمد العربي الصمدي" لأحد المواقع المحلية، كل ما تداول حوله في المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية، مقدما نفسه على أنه حامل لكتاب الله، ودارس للعلم الشرعي بما يتوافق مع المذهب المالكي والطريقة الصمدية المتوارثة عن أجداده.

كما نفى في حديثه وجود أي حساب شخصي يخصه على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن كل ما جاء عنه مزعوم، موضحا أنه يشتغل بعلم وإشراف من السلطات المحلية، ولم يدعي أبدا في حياته توفره على كرامات أو خروقات.

وحول حقيقة انتقاله من طنجة إلى الدار البيضاء في 12 دقيقة، كذَّب ذلك بقوله: "هذا بهتان وليس من المنطق أن يكون"، مقرا أنه يقوم بالرقية الشرعية والأوراد على الطريقة "المشيشية"، وكل ذلك في علم الدولة التي تقر به.

وعن توليه المشيخة وهو في سن مبكرة، قال أنه ورث عن جده الحكمة والبركة التي كانت سببا في تغيير حياته، وسار على مساره في اتّباع المنهج الصوفي المالكي على الطريقة الصمدية المشيشية.