ملفات وتقارير

قمة عربية لاتينية تنطلق بالرياض بتعاون اقتصادي دون إملاءات

التبادل التجاري بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية وصل نهاية عام 2014 إلى 30 مليار دولار ـ واس
وصل إلى الرياض ملوك ورؤساء وأمراء قادة الدول المشاركة في القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي تبدأ أعمالها في الرياض مساء الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وتهدف القمة إلى تعميق مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الجانبين.

جدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وصل نهاية عام 2014 إلى 30 مليار دولار بعد أن كان حوالي 6 مليارات دولار عام 2005، عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أمريكا الجنوبية في البرازيل.

إطار

تعقد القمة العربية اللاتينية الرابعة في العاصمة السعودية "الرياض" يومي 10 و11 من الشهر الجاري، وتجمع الدول العربية وكتلة الدول الجنوب أمريكية (12 دولة) المنضوية ضمن منظومة (ميركوسور)؛ حيث تعتبر القمة حدثا عالميا وإقليميا هاما على المستوى السياسي والاقتصادي.

وتعتبر هذه هي القمة الدولية الأولى التي تستضيفها السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وتأتي في إطار التنسيق ومتابعة القرارات والتوصيات التي تمخضت عنها القمم الثلاث الماضية في البرازيل (2005)، وقطر (2009)، وليما "البيرو" (2012) التي هدفت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتطوير فرص التبادل التجاري، وتوسيع دائرة قاعدة المصالح المشتركة والمتبادلة بين قطاع رجال الأعمال، وسُبل تقديم التسهيلات وإزالة كل المعوقات التي تعترض هذه الأهداف.

ويمكن تلخيص القواسم المشتركة بين الدول العربية، ودول أمريكا الجنوبية في عدة نقاط تتناول تاريخ هذه العلاقة، والآفاق التي يستهدفها اللقاء المُرتقب، وعوامل النجاح المتوقعة من واقع الحقائق والأرقام التي ترصُد هذه الشراكة في:

• التنسيق في المواقف السياسية، وبحث القضايا الدولية والإقليمية التي تتطابق أو تتقارب فيها الرؤى بين المجموعتين.

• دعم التعاون القائم الآن في المجالات الاقتصادية والبيئية والثقافية والاجتماعية.

• تعزيز فرص التبادل التجاري والمصالح بين قطاعات رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين، مع تذليل كافة العقبات التي تعترض طريق مضاعفة حجم التبادل، باعتبار أن المجموعتين تستندان على كتلة بشرية كبيرة، وتوجد فيهما أسواق واعدة تعود عليهما بمكاسب اقتصادية ضخمة متى ما أزيلت العقبات من طريقها.

المميزات

دول أمريكا الجنوبية

• تتمتع مجموعة دول أمريكا الجنوبية، بموقع جغرافي واستراتيجي هام، وبتنوع الموارد والثروات الطبيعية (من: حديد ونفط وغاز وكروم ومنغنيز وبوتاسيوم ورصاص وبوكسايت)، إضافة إلى مساحات زراعية وغابات شاسعة، وكذا بتطور متنامٍ في مجال الصناعات بشكل عام.

• عدد سكان ضخم تبلغ كتلته حوالي 590 مليون نسمة، وثروات طبيعية متنوعة ونامية بوتيرة متسارعة، تجعل منها واحدة من الأسواق المستهدفة عالميا.

• يجمعها اتحاد دول أمريكا الجنوبية "أونسار" منذ عام 2009، وتعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي بين دول المجموعة، في مجالات مختلفة خاصة الطاقة والنقل والبيئة، لحين تأسيس منطقة التبادل التجاري الحُر بحلول عام 2019، والذي سيجعل منها قوة اقتصادية ضاربة على مستوى العالم.

الدول العربية

• تُكوّن بعدد سكانها الذي يُقارب الـ(440) مليون نسمة، سُوقا واعدة لتبادل تجاري كبير، خاصة في الدول الخليجية التي تُعتبر أسواقها هي الأقوى والأكثر جذبا للقوة الشرائية الموجودة فيها. 

• تتمتع بتنوع الثروات والموارد التي جعلت منها محط اهتمام العالم، خاصة النفط الذي تمتلك المخزون الأضخم منه في باطن أرضها، إلى جانب المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية والمياه.

• الموقع الجغرافي الفريد في قلب الكرة الأرضية، وتحكمها في بحار وممرات ومنافذ مائية تمر من خلالها أغلب أشكال التبادلات التجارية الدولية، ما يجعلها أهم مناطق تقاطعات الجيوسياسية و"الجيواقتصادية" في العالم، كما تعمل كحلقة وصل بين القارات، ما يؤهلها لتكون جسرا بين الشرق والغرب، ونقطة تجمع للمصالح الاقتصادية لدول العالم.

• تعمل جاهدة على أن تتبوأ مكانة تتناسب مع حجم دولها وإمكانياتها المالية والبشرية والطبيعية.

• العمل على تعزيز مكانتها الاقتصادية، بتأسيس شراكات مع كُتل عالمية صاعدة بهدف توسيع قاعدة التعاون والتبادل التجاري مع غيرها.
 
القواسم المشتركة بين المجموعتين


• تأسيس شراكة متوازنة لتعاون اقتصادي، وتوسيع وتنويع حجم التبادل التجاري القائم بينهما الآن.

• الخروج من دائرة الحصار من قيم وسياسات العولمة التي شاعت منذ عقدين، والقائمة على ركيزة "التبعية السياسية" كأساس للتعاون الاقتصادي، والذي تنتهجها بعض الدول الكبرى ضد الدول النامية، ما يؤدي إلى "رهن" القرار السياسي السيادي لصالح دول بعينها.

• التحرر الاقتصادي وصياغة أسس جديدة تتلاءم مع سمة العصر القائمة على الشراكات الضخمة والعابرة للقارات وانتقال رؤوس الأموال عبر العالم، بحثا عن أسواق جديدة وفرص تجارية أوسع.

• افتقار المجموعتين لفرص التكافؤ في عالم أصبحت السياسة والاقتصاد، يرتبطان فيه برباط "غير مقدس" يساوي بين دول تسعى لإعادة الاستعمار "بصيغة" جديدة قوامها السيطرة، وأخرى تحاول الخروج من دائرة التخلف التنموي، ما يُعزز مواقفهما معا.

• الاستفادة من الإمكانيات البشرية والعلمية بخبراتها المتنوعة في مختلف المجالات.

ملامح العلاقات عبر التاريخ

• مثلت الهجرات العربية المتتالية من بعض الدول العربية، في أواخر القرنين التاسع عشر، والعشرين "اللبنة" الأولى والأساس الذي بُنيت عليه العلاقات بين هاتين المجموعتين عبر التاريخ، فالوجود الكبير للجاليات ذات الأصول العربية مثلت جسراً للتواصل التجاري والثقافي والاجتماعي، كما كانت إسهاماتهم من خلال صحفهم ومجلاتهم العربية، وأنديتهم، قنوات للتواصل بين المهاجرين والسكان الأصليين، مع بقية الدول العربية التي جاؤوا منها.

• تعود حقبة تأسيس العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في العصر الحديث إلى أواسط الخمسينيات، وبداية الستينات من القرن السابق، حين انضمت كثير من هذه الدول لمجموعة "دول عدم الانحياز" التي كان لدول أمريكا الجنوبية فيها نشاط ووجود قوي وفاعل.

• المواقف السياسية للدول اللاتينية، اتسمت بدعم المواقف العربية خاصة القضية الفلسطينية، التي ساندتها هذه الدول بقوة وحزم في كل المحافل الدولية.

• سجلت هذه الدول موقفا قويا ضد التدخلات الأجنبية في سوريا ونددت بالغزو الأمريكي للعراق وأبدت تضامنها مع ليبيا ضد التدخل الأطلنطي الذي أطاح بحكم القذافي الذي كان حليفا لدول أمريكا اللاتينية.

• رفضت دول أمريكا الجنوبية الخضوع للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، المطالبة إياها برفض قرار القمة الثانية في الدوحة عام 2009، القاضي بمطالبة إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 67، وإيقاف بناء المستوطنات في القدس والأراضي المحتلة، وتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري بوقف بناء الجدار الفاصل لعزل الشعب الفلسطيني وحصاره على أرضه.

• مثلت فترات تولي رؤساء ينحدرون من أصول عربية مهاجرة، زمام الحُكم في هذه الدول، ومنهم كارلوس منعم، السوري الأصل (الأرجنتين)، وميخائيل معوض، اللبناني الأصل (الإكوادور)،  فترة شهدت تناميا للعلاقات والتواصل والتبادل التجاري بين العالم العربي وهذه الدول.