سياسة عربية

تنظيم الدولة يفرض رسوما لخدمات غير متوفرة في ريف درعا

المراسيم جاءت عقب سيطرة التنظيم على باقي قرى حوض اليرموك- أرشيفية
المراسيم جاءت عقب سيطرة التنظيم على باقي قرى حوض اليرموك- أرشيفية
أعلن "جيش خالد بن الوليد" المبايع لـ"تنظيم الدولة" مجموعة من القوانين والمراسيم في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من درعا جنوب سوريا، وتأتي هذه المراسيم عقب سيطرة التنظيم على باقي قرى حوض اليرموك وبسط سيطرته على بلدات جديدة في المنطقة في نية منه لتحصيل إيرادات مادية لصالح مقاتليه في ظل الحصار المطبق الذي تشكله فصائل المعارضة عليه.

ويقول زين العابدين أحد سكان بلدة تسيل، في حديث خاص لـ"عربي21": "إن الضرائب التي يفرضها التنظيم على سكان منطقة حوض اليرموك، أصبحت من أبرز مصادر تمويله، حيث أنه يقوم بجباية الضرائب في مختلف مجالات العمل والخدمات، وتأتي معظم هذه الضرائب تحت مسمى "الزكاة" لتكون مبررا لإجبار السكان على الدفع تحت غطاء شرعنة ضرائبه".

ويضيف زين العابدين أن التنظيم فرض مؤخرا على سكان المنطقة مجموعة من الرسوم، شملت بعض الخدمات غير المتوفرة، وهي خدمات الكهرباء والماء ورسوم للنظافة والتي تعد أساسا خدمات غير متوفرة على الدوام ولا يوفرها التنظيم للسكان، بل كانت قبل سيطرتهم لكنها شحيحة.

اقرأ أيضا: ما حقيقة المفاوضات مع تنظيم الدولة لمغادرة الطبقة بسوريا؟


وتشمل الرسوم خدمات ما أطلق عليها التنظيم "الأمن والأمان"، حيث فرض تسعيرة على الأهالي لدفع رسم شهري ما يعادل "ألف ليرة" مقابل الدوريات الليلية ونقاط الحراسة التي يشكلها عناصر التنظيم.

ويشير زين العابدين إلى أن الضرائب شملت أصحاب المحلات التجارية والصيدليات والفلاحين وأصحاب الأراضي، ويتقاضى التنظيم هذه الرسوم والضرائب بعملة "الليرة الشامية"، وهي نفسها العملة السورية المتداولة في سوريا، لكن التنظيم غير اسمها تماشيا مع ما أسماه الدولة الإسلامية.

وحول أسباب هذه الرسوم المفروضة، قال أيهم عبد الله، وهو قيادي في فصائل الجبهة الجنوبية لـ"عربي21": "إن تنظيم الدولة بات يعتمد بشكل كلي على سكان المنطقة في بقائه، من خلال دفع الإتاوات والرسوم لتأمين الرواتب ومصاريف عناصره، لاسيما بعد انحسار تواجد التنظيم في ريف السويداء نحو الرقة والتي كانت تعتبر خط إمداد لهم عبر مهربين يقومون بتوصيل مبالغ مالية إلى مناطق حوض اليرموك".

ويشير أبو عبد الله إلى أن الحصار الذي نجحت فصائل المعارضة في إحكامه من خلال منع دخول السلاح والتمويل لمنطقة الحوض دفع التنظيم لفرض مثل هذه الرسوم والضرائب.

ويقول أبو عبد الله إن فصائل المعارضة تعمل جاهدة للعمل على حسم المعركة في الريف الغربي، وتخليص الأهالي من حالة التسلط التي بات التنظيم يفرضها عليهم.
التعليقات (0)